ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: على مفترق طرق: بين ضغط متدرج ومناورة قوية

إسرائيل اليوم 24/4/2025، مئير بن شباط: على مفترق طرق: بين ضغط متدرج ومناورة قوية

على خلفية المأزق في الاتصالات لاعادة المخطوفين وبعد أن فشل الضغط باشكاله الحالية في اجبار حماس على الموافقة على “صفقة محدودة” تقف إسرائيل على مفترق طرق في الحرب في غزة.

 امام المستوى السياسي توجد ثلاثة بدائل مركزية: “صفقة شاملة” تؤدي الى إعادة المخطوفين في اطار التنازل عن تحقيق الاهداف الأخرى، تشديد كبير للقتال – رغم المخاطر التي تنطوي على ذلك لقواتنا وللمخطوفين، او مواصلة الضغط العسكري والاقتصادي المقنون، على أمل ان يؤدي تأثيره على مدى الزمن بحماس الى نقطة انكسار.

البديل الثالث، الذي اتخذته إسرائيل منذ استئناف القتال يشكل طريقا وسط. ضعفه الأساس يكمن في تأثير بعد الزمن على وضع المخطوفين وعلى الائتمان الذي اعطي لحل مشكلة غزة. التكيف السريع لحماس مع التغييرات في الواقع يسهل عليها مواجهتها. 

“قبول مطلب حماس – تخل عن اهداف الحرب”

كبار الناطقين بلسان حماس عادوا وأوضحوا بانهم “مستعدون فقط الى صفقة شاملة”، تؤدي الى انهاء الحرب وإعادة المخطوفين. من ناحية إسرائيل، فان قبول هذا الاقتراح معناه التخلي عن هدف مركزي للحرب – إبادة قدرات حماس. المعنى هو أن الجيش الإسرائيلي سيضطر الى الانسحاب من كل أراضي القطاع الى خطوط 6 أكتوبر وان يؤسس الدفاع عن إسرائيل على الممر الأمني ومجال الجدار – دون تواجد في عمق الأرض ودون سيطرة امنية فاعلة في محور فيلادلفيا وفي معبر رفح.

هذا البديل سيؤدي الى تعزيز مكانة حماس في المنطقة كلها وليس اقل أهمية من ذلك – في الضفة حيث تتمتع منذ اليوم في معدلات تأييد عالية في اعقاب تحرير المخربين من السجون في إسرائيل. انهاء الحرب بهذه الطريقة سيرفع في أوساط محافل الإرهاب الدافعية لعمليات اختطاف، او الى دمج مثل هذه العناصر في العمليات – كوسيلة تكبل ايادي إسرائيل وتضمن بقاء الإرهاب. 

ان اختيار هذا البديل هو أيضا عمليا قرار إسرائيلي بشطب خطة ترامب للهجرة الطوعية لسكان غزة. هذا ليس فقط تفويتا لفرصة تاريخية لتغيير جذري للواقع بل وأيضا تعزيز فكرة الصمود والتشبث بالأرض المتجذرة في الوعي الفلسطيني. 

عندما يكون هذا هو الحال يمكن فهم التقارير عن أن مداولات الكابنت تتركز في بديلين: استمرار الضغط المتدرج او الانتقال الى مناورة قوية تؤدي الى احتلال القطاع وفرض حكم عسكري. فضل البديل المعتدل هو في احتمالاته ليؤدي الى تحرير مخطوفين آخرين وكلفته المحدودة من حيث التأثير على الجبهة الداخلية. هذا البديل لا يلغي أيضا إمكانية المواصلة بعد ذلك الى مناورة قوية لتحرير المخطوفين المتبقين. لكن لاجل استنفاده، من الحيوي أن تندرج فيه خطوات تشدد الضغط، ضمن أمور أخرى – سيطرة كاملة على توزيع المساعدات الانسانية، الهجوم على مخزونات الوقود والغذاء لحماس، تشديد وتيرة التصفية للزعماء في المنطقة وفي الخارج والدفع قدما بمبادرة ترامب.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى