إسرائيل اليوم: على إسرائيل أن تفكر بخيارات أخرى للرد على ايران
إسرائيل اليوم 25/10/2024، يوسي بيلين: على إسرائيل أن تفكر بخيارات أخرى للرد على ايران
لا يمكن لاي دولة سيادية أن تمر مرور الكرام على هجوم الصواريخ الإيرانية. عدم الرد سيعد كتخوف من الرد او كعدم قدرة حقيقية على ضرب ايران بشكل ذي مغزى دون الانجرار الى حرب جوج وماجوج التي في الحكومة بضعة وزراء يتمنونها.
لكن الرد الإسرائيلي متوقع جدا، والجدال (منشآت النووي، البنى التحتية او رموز الحكم)، يجري منذ الان في الأسابيع الأخيرة في كل برلمان يوم جمعة يحترم نفسه. السؤال التالي الذي يُسأل في كل البرلمانات، ماذا سيكون الرد الإيراني المضاد وكم سيؤلمنا وكم سيكلفنا.
إسرائيل تسير نحو فعل معروف مسبقا ورد متوقع ومهدد. ردها سيكون ذكيا بحيث أن العارفون فقط سيعرفون كم سيضر الانذال حقا. ويمكنه أن يضرب بحيث يعرف كل طفل بالضبط كم ستكون سيئة اصابتنا.
العالم لن يتذكر في أي مرحلة بتنا نعيش في كتاب الحسابات وسيرى في كل ضحية – طفل، امرأة أو شيخ، مواطنا بريئا قصدته الوحشية الإسرائيلية بالذات ووجهت الى رأسه صواريخنا الدقيقة جدا. الدائرة الجديدة التي نجد انفسنا فيها منذ 13 نيسان والتي روينا فيها لانفسنا اننا لن نجد انفسنا فيها لان ايران ستفضل دوما أن ترسل الينا وكلاءها وان ترفع العتب ستكون باهظة جدا بالدم والدماء، طويلة جدا وخطيرة.
قبل ان ننضم بعيون مفتوحة الى دائرة أخرى من حرب اللاخيار، علينا أن نجد البدائل. ايران آيات الله لا تريد السلام مع إسرائيل، ليست مستعدة لان تعترف بوجودها ومعنية بان ترى اختفاءها. تماما مثل وكلائها، من حماس عبر الحوثيين وحتى حزب الله والميليشيات العراقية. لكن محفلا رفيعا جدا في منطقتنا سألني مؤخرا اذا كانت إسرائيل مستعدة لان تفكر بحوار غير مباشر مع ايران. قلت له اني شخصيا في شك كبير ان يكون هناك احد يمكن الحديث معه في أي شيء. ولن تحاول الوصول معهم الى حل وسط، تذهب فيه نصف الدولة اليهودية فقط الى الجحيم… اضفت بان من نجح في اقناع ترامب بإخراج الولايات المتحدة من الاتفاق مع ايران سيصعب عليه ان يجري بنفسه مثل هذا الاتصال او غيره معها.
لم يكن لمن حادثني كلمات طيبة عن النظام الإيراني. عرض عليه التحديات الصعبة التي يقف امامها النظام. اقترح الا نستخف بذكاء بعض ممن يوجهون ايران اليوم، أضاف بان الشارع الفارسي هو التهديد الأكبر على آيات الله، وان الشارع يعاني، تواق للتغيير، يبحث عن أسباب للاضطراب وكفيل بان ينجح.
قال المتحدث ان ثمة مواضيع غير قليلة يمكن لإسرائيل وايران ان تتحدث فيها – من السؤال القديم عن أنبوب النفط الذي بقي مفتوحا منذ 1979 ويزعج الإيرانيين وحتى مسألة الوكلاء وصدهم من خلال رأس الافعى. الولايات المتحدة هامة جدا لإيران، وإسرائيل تثبت المرة تلو الأخرى قربها الخاص من القوة العظمى الكبرى. توجد لهذه أهمية في نظر آيات الله وإسرائيل لا تستغل هذا وربما حتى غير واعية لهذا السياق.
يتفق معي أن من حق إسرائيل أن ترد على الهجمات الإيرانية ومرغوب فيه أن يكون الرد على نحو يمنع ردودا عنيفة وقاسية – لكن يبدو انه لا يوجد شيء كهذا ولعله يكون اكثر نجاعة محاولة الرد من نوع آخر. في الميزان بين إسرائيل وايران دورنا ان نقوم بالخطوة التالية في لعبة الشطرنج التي اخترعها الفارسيون. هذه فرصة، وكل ما يصلي الإيرانيون له هو الا يكون الرد واحدا من تلك الردود التي تبحث في برلمانات يوم الجمعة. على حد قوله، فان بلادها ستكون مستعدة لان تكون وسيطا، وهي لن تكون الوحيدة تحت تصرف إسرائيل اذا تقرر تأخير الرد العنيف والعمل بشكل معاكس. الفرصة ليست كبيرة لكن الخيار الثاني يمكن أن يؤدي الى طريق مسدود