ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: طالما أن قضية المختطفين مشتعلة، فإن لدى الجيش الإسرائيلي مجالاً للتحرك

إسرائيل اليوم 15-11-2023، بقلم يوآف ليمور: طالما أن قضية المختطفين مشتعلة، فإن لدى الجيش الإسرائيلي مجالاً للتحرك

هدفا المعركة الأساسيان سيقفان أمام قرارات حاسمة صعبة ستكون لها تداعيات على استمرار الحرب:

 الأول إسقاط حكم حماس في غزة وضربة شديدة لقدراتها العسكرية. لقد فوجئ الجيش الإسرائيلي بالمقاومة القليلة نسبياً التي كانت بانتظار القوات في المعارك البرية. ويبدو أن لذلك عدة أسباب: الغارات الجوية المكثفة، والقوة الكبيرة والعنيفة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي على الأرض، وسحق بعض من منظومات حماس الدفاعية الأساسية في غزة، وهروب الكثير من نشطائه إلى الأنفاق بحثاً عن مأوى. كما أن الكثيرين من قادة الميدان صفوا (قادة الكتائب والسرايا أساساً)، ودمرت غرف حربية واتصالات، ما صعّب على حماس إدارة معركة مرتبة.

لقد أدت العملية البرية إلى نزوح نحو مليون فلسطيني من شمال القطاع جنوباً، إلى معسكر خيام هائل أقيم على شاطئ البحر غربي خانيونس. ومع أن الجيش الإسرائيلي نصب منظومات متطورة لتشخيص الوجوه، لكن ربما نجحت حماس في نقل مخطوفين بل والكثير من رجالها، في أوساط الجماهير. كما سمحت إسرائيل – وعملياً شجعت – بإخلاء المستشفيات في شمال القطاع ونقل المرضى جنوباً كي تتمكن من العمل ضد قيادات حماس التي تعمل تحت رعايتها. صحيح لم يتبقَ حتى يوم أمس مرضى إلا في مستشفى الشفاء (نحو 700 وإلى جانبهم نحو 800 مرافق وأعضاء طاقم)، ولكن لم يتقرر بعد إذا كان العمل فيه يبرر الصدى العالمي الذي سيرافقه.

الهدف الثاني هو تحرير المخطوفين، الذي يتقدم بوتيرة بطيئة أكثر بكثير من الخطوة العسكرية. رئيس “الشاباك” رونين بار، زار القاهرة لإجراء محادثات مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، لكن إسرائيل تقدر احتمالات لبلورة صفقة كـ “متوسطة”. وذلك على خلفية عدم التوافق حول عدد المخطوفين الذين سيتحررون، والتسهيلات الإنسانية التي ستسمح بها إسرائيل بالمقابل. محافل في إسرائيل يعربون عن شك في موافقة حماس على تحرير كل الأطفال والنساء كجزء من الصفقة. وتعتقد هذه المحافل بأن حماس ستحاول الإمساك بأكبر قدر ممكن من روافع الضغط على عائلات المخطوفين ومن خلالها على الجمهور وعلى الحكومة. التقدير هو أن المنظمة ستشدد أيضاً الحرب النفسية التي تخوضها وستنشر توثيقاً صادماً آخر كالذي عرض للمجندة نوعا مرتسيانو. وأوضح الجيش الإسرائيلي أمس بأن موتها تقرر استناداً إلى معلومات استخبارية وليس عقب الشريط الذي نشرته حماس.

القرارات التي ستتخذها إسرائيل في مسألة المخطوفين ستقرر أيضاً استمرار الخطوة العسكرية. يعنى جهاز الأمن بالسماح بهدن قصيرة فقط، لا تحبط النية المعلنة للمواصلة إلى جنوب القطاع حيث تتركز معظم قيادة حماس. والجيش على قناعة بأن الأمر سيخلق أيضاً روافع ضغط تتيح التقدم في مسألة المخطوفين، وإن كان بالتوازي سيعمق أيضاً الأزمة الإنسانية في القطاع، وجراء ذلك الضغط الدولي على إسرائيل.

في هذه الأثناء، ما دامت مسألة المخطوفين مفتوحة، فلإسرائيل مجال عمل. والمقصود هو استغلالها لتحقيق الحد الأقصى من الإنجازات، وإن كان من المجدي لإسرائيل أن تنصت لأصدقائها في العالم الغربي والعربي، وتبدأ بالاهتمام بمسألة اليوم التالي.

أجزاء من الصورة بدأت تتضح؛ إسرائيل تبقي لنفسها مقياساً أمنياً وتجري أعمالاً دائمة في القطاع، لكنها لم تعنَ بعد بمسألة من سيحكمه وأي علاقات تريد إسرائيل أن تعقدها معه في المستقبل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى