ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: سوريا: نقطة انعطافة؟ 

إسرائيل اليوم 18/11/2024، د. كفير تشوفا*: سوريا: نقطة انعطافة؟ 

حين تكون روسيا مشغولة باوكرانيا والنظام السوري مضطرب تكون امام إسرائيل فرصة نادرة لقطع مسار السلاح الإيراني الذي يغذي حزب الله. 

في النزاع المتواصل بين ايران وحزب الله وإسرائيل توجد نقطة ارخميدية تتيح تغييرا جذريا للوضع الراهن وخلق واقع جديد. ففي السنوات الأخيرة نجحت ايران في تثبيت نفوذها على طول في المنطقة كالعراق، سوريا ولبنان فخلقت بذلك “طوق نار” حول إسرائيل. أعداء ايران مثل داعش، السعودية والعراق ضعفوا جدا او أوقفوا صراعهم ضدها مما سمح بتعميق سيطرتها في الشرق الأوسط. نقطة الانعطافة التي ساعدت في التوسع الإيراني كانت سقوط نظام صدام حسين في العراق. 

النظام السُني لصدام شكل فاصلا في وجه تطلعات ايران الشيعية، وبخاصة في ضوء خصومة تاريخية تمتد 1400سنة بين الشيعة والسُنة. صدام قاتل ايران ثماني سنوات، لكن بعد سقوطه فتحت امام ايران فرص جديدة: بدأت تعزز مكانتها في العراق ولاحقا وسعت نفوذها الى سوريا ولبنان أيضا في ظل التعاون مع حزب الله ونظام الأسد. 

الان، حين يكون الروس مشغولين بالمعارك في أوكرانيا، نظام الأسد متعلق بشعرة رفيعة، وإسرائيل التي تكاد توجد وحدها امام التوسع الإيراني يمكنها أن تضرب في اللحظة المناسبة. يحتمل ان يكون اسقاط نظام الأسد بالذات كفيلا بان يسمح لإسرائيل وحلفائها باضعاف سيطرة ايران في المنطقة وتقليص نفوذ حزب الله.

ان ضعف روسيا في الشرق الأوسط بالذات كفيل بان يكون فرصة ذهبية لإسرائيل. مناورة عسكرية إسرائيلية سريعة من هضبة الجولان الى دمشق واسقاط قوات النظام وبواقي الجيش السوري كفيل بان يحقق هذا – وبالتوازي، توريد السلاح والمال الى جماعات الثوار في جنوب سوريا وشمالها كي يقاتلوا القوات الإيرانية المتبقية في سوريا بمن فيهم حزب الله وميليشيات أخرى. 

ان قطع سوريا عن المحور الإيراني سيؤدي الى قطع أنبوب التنفس لحزب الله – مسار التوريد الذي يتضمن السلاح، المقاتلين والبضائع، التي تتدفق من سوريا الى لبنان. اذا تدخلت ايران كي تحمي نفوذها في سوريا في وجه قوات الثوار من شأنها أن تكون مطالبة بان تنقل قوات ومقدرات أخرى الى سوريا ما يقيد قدرتها على العمل بالتوازي ضد إسرائيل في ساحات أخرى. 

ينبغي التخطيط لمثل هذه الخطوة في ظل مراعاة رد فعل تركيا، التي توجد لها مصالح متضاربة في المنطقة: خصومة تاريخية مع روسيا وعدم استعداد لان تكون شريكا كاملا في خطوات إسرائيلية. بالتوازي فان دعما متزايدا لقوات سورية في العراق يمكنه أن يصل من دول الخليج وعلى راسها السعودية كفيل بان يشدد الضغط على ايران. 

ان اسقاط نظام الأسد كفيل أيضا بان يبعث أملا لدى جماعات مقموعة في المنطقة وبخاصة ايران نفسها. اضطراب مدني كفيل بان يضعضع استقرار النظام الإيراني والتصعيب عليه مواصلة تثبيت مكانة نفوذه في الخارج. 

ومع ذلك، يدور الحديث عن خطوة حساسة وذات مخاطر كبيرة تتطلب تخطيطا حريصا، إدارة مخاطر وتعاون وثيق مع حلفاء اقليميين ودوليين. فهل ستنجح إسرائيل حقا في استغلال الفرصة المميزة وتغير ميزان القوى ام ان هذا الرهان سيعقد المنطقة اكثر فأكثر؟ الجواب على ذلك هو ما سيصمم وجه الشرق الأوسط في السنوات القريبة القادمة.

 

*خبير اقتصادي ومحاضر في الكلية الاكاديمية رمات غان

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى