ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: سابقة العفو عن رئيس الشاباك في قضية الحافلة 300

إسرائيل اليوم 5/12/2025، يوسي بيلين: سابقة العفو عن رئيس الشاباك في قضية الحافلة 300

 كل الليلة التي بين 24 و 25 حزيران 1986 بقي وزراء الكابنت في حالة توتر. عشرة وزراء. خمسة ممثلين لحزب المعراخ وخمسة ممثلين من الليكود. ثلاثة منهم كانوا يسمون “نادي رؤساء الوزراء”: رئيس الوزراء القائم شمعون بيرس واثنان من اسلافه، اسحق رابين واسحق شامير. الى جانبهم كان ضمن آخرين أريك شارون وحاييم بارليف. منتدى أمني جدا، الماضي الأمني فيه كان القاسم المشترك الأكبر من الحاضر السياسي.

المستشار القانوني الجديد، القاضي السابق يوسف حريش الذي حل محل البروفيسور اسحق زمير كان يعرف انه عين من أجل تسويغ الطلب الحكومي من رئيس الدولة، اللواء المتقاعد حاييم هرتسوغ، للعفو عن رئيس الشباك ابروم شالوم وبعض من رؤساء الشباك، رغم دورهم في قضية خط 300، التي صفي فيها مخربان بعد أن التقطت لهما الصور وهما سليمان معافيان ومكبلان.

وكانت المداولات الليلية تمت بعد أسابيع طويلة عني فيها قادة الدولة بمسألة كيف يمكن منع التقديم الى المحاكمة لمجموعة من الأشخاص، من رجال الامن ممن كانوا مشاركين في عملية غير قانونية على نحو ظاهر. وألبسوا قائد عسكري ذنب القيام بالفعلة. التخوف كان من فتح صندوق مفاسد ومن ان تكشف المحاكمة اعمال إشكالية كان يقوم بها الشاباك في الماضي.

ان فكرة العفو عن رجال الشاباك دون المحاكمة والاكتفاء باستقالتهم كانت للمحامي رامي كسبي الذي نجح باقناع حريش بتبنيها. كما شارك كسبي في جلسة الكابنت كي يشرح الخطوة السابقة. ولما كان لم يحصل ابدا من قبل ان منح عفو لاجل الغاء محاكمة، ولما كان حتى ذلك الحين لم يسبق أن تدخلت الحكومة في التفكر الرئاسي – كان هناك أعضاء في الكابنت ممن ترددوا اذا كانوا سيؤيدون خطوة فظة بهذا القدر، غير مسبوقة ومشكوك ان تكون قانونية.

كنت في حينه سكرتير الحكومة، ومحادثات طويلة مع البروفيسور اسحق زمير اقنعتني بانه سيكون خطأ جسيما منح عفو بلا محاكمة. زمير طلب قبل وقت مسبق إنهاء مهام منصبه، لكن عندما انكشفت القضية قرر التراجع. طلب من رئيس الشاباك ابراهام شالوم أن يستقيل من منصبه ولما رفض هذا، أمر زمير الشرطة بفتح تحقيق ضده وضد رجال شاباك آخرين. على هذه الخلفية قرر “رؤساء الوزراء” الا يقبلوا عودة زمير الى منصبه، واضطر لان ينهي مهامه. مفهوم ان صوته لم يسمع في الجلسة الليلية. في نهاية الامر وافق الكابنت على اقتراح كسبي – حريش وتقرر التوجه الى رئيس الدولة بطلب العفو.

كمسؤول عن العلاقة بين الحكومة والرئيس، كان يفترض بي أن اعرض على هرتسوغ القرار. طلبت من مكتب ان يحدد لي لقائين مع الرئيس بفارق ساعتين بينهما، وهكذا كان. عندما وصلت اليه سألني هرتسوغ أن افسر لماذا لقائين. اجبته بان الأول هو بين يوسي وفيفيان (لقب حاييم هرتسوغ في الجيش البريطاني)، والثاني سيكون بين سكرتير الحكومة والرئيس، اعرض فيه امامه قرار الحكومة.

قلت له كون كل الحدث ليس مكتوبا في أي كتاب، ولا شيء يحصل كما ينبغي له أن يحصل، سمحت لنفسي أيضا أن اشذ عن منصبي الرسمي واحذره من قبول الطلب الذي سآتي به اليه بعد ساعتين. وقلت ضمن أمور أخرى انه اذا ما منح العفو قبل المحاكمة فستكون هذه سابقة خطيرة، لا يمكن أن نعرف من سيستخدمها. عفو قبل محاكمة لاناس يفترض أن يحاكموا على القتل والتستر هو خطأ جسيم، وعلينا جميعنا – كل واحد بمنصبه، شرحت – سيقع ذنب رهيب. استمع اليّ وسكت في هذه المرحلة.

عندما جئت الى اللقاء الثاني، كانت ساحة مقر الرئيس مليئة برجال الاعلام من البلاد ومن العالم. سُئلت ماذا اعتقد أن الرئيس سيفعل الان – لم اجب، بالطبع. سلمت هرتسوغ قرار الكابنت. اطلع عليه بعناية كمن هو واعد جدا للحمل الذي القي على كاهله هذا الصباح. بعد ذلك نهض، امسك بي بكلتي يديه وقال: “يا يوسي، يخيل لي أن اعرف ما الذي يمر الان في رأسك. لا تستقيل. بدون عفو لإسرائيل لان يكون شاباك”. هكذا ولدت السابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى