ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم / رغم كل شيء، خير ان اليونيفيل موجودة

إسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – 28/8/2018

كثيرون في اسرائيل يؤمنون بان قوة اليونيفيل هي مثل القرود الثلاثة في معبد نيكو في  اليابان – لا يرون، لا يسمعون ولا يتكلمون. والا، كما يدعون، فلا يمكن أن نشرح العمى الذي تعاني منه قوة المراقبين متعددة الجنسيات عن النشاط العسكري المكثف الذي يقوم به حزب الله في جنوب لبنان منذ انتهاء حرب لبنان الثانية.

في هذه الـ 12 سنة حول حزب الله قرى جنوب لبنان الى مجالات قتالية. فاذا كان في الماضي عمل اساسا في المناطق المفتوحة (“المحميات الطبيعية” الشهيرة في 2006)، فانه بعد الحرب دخل الى البلدات والى القرى، مع العلم بانه محمي هناك في الايام العادية من رجال الامم المتحدة، وهناك ايضا محمي نسبيا في الطواريء بسبب الصعوبة المفهومة للقتال في منطقة معقدة جدا ومأهولة بكثافة.

لقد تابعت اسرائيل هذه السياقات بغضب. فالمعلومات الاستخبارية التي جمعت نقلت الى الامم المتحدة ورجالها في المنطقة: معلومات عن قرى وعن منازل محددة في داخلها حولت لتصبح مجالات قتالية – راجمات في غرف الاطفال، كاتيوشا في الساحة، وسائل قتالية اخرى في الصالون وفي المطبخ – ومعلومات عن نشطاء، قادة وقيادات مهامهم هي جعل المنطقة التي في جنوب الليطاني حزب الله لاند.

الامم المتحدة سمعت، ولم تفعل شيئا تقريبا (تقريبا لانها انتقدت حزب الله، الذي فهم التلميح). وتعاظمت الامور في السنوات الاخيرة تحت قيادة مايكل باري الايرلندي، الذي لا يميل لصالح اسرائيل، على اقل تقدير.

اما الان فيوجد في  اسرائيل امل في التغيير، وذلك ايضا بسبب  رحيل باري وبسبب بديله: جنرال ايطالي نشط، مشكوك أن يدخل في معارك علنية لحزب الله ولكنه بالتأكيد يمكنه أن يساعد اسرائيل في تفكيك غير قليل من الالغام، تضمن استمرار وجود المصلحة الاساس في الشمال – الهدوء.

وهذا هو السبب لماذا، رغم كل شيء، خير لاسرائيل ان توجد اليونيفيل. صحيح أنه في القتال من شأنها أن تعلق للجيش الاسرائيلي بين الاقدام (بالضبط مثل جيش لبنان)، ولكن في الايام العادية هي جهاز ناجع للحوار، لنقل الشكاوى ولتبديد التوتر، وكذا اداة للحوار المباشر مع جيش لبنان – وفي واقع الامر مع حكومة لبنان – من خلال اللجنة الثلاثية التي تضم مندوبي الاطراف، مضاف اليها اليونيفيل، والتي تنعقد كل شهر.

ولذات السبب بالضبط يشجع اسرائيل بقاء قوة مراقبي الامم المتحدة اوندوف في هضبة الجولان. وفي ظل انعدام اليقين السائد في الجبهة مع عودة الجيش السوري، يمكن للامم المتحدة أن تكون عنصر لجم وتهدئة يسمح للحوار (وان كان غير مباشر) ويمنع المواجهة.

مشكوك أن يجلب رجال الامم المتحدة السلام، ومشكوك أن يمنعنوا الحرب في حالة تصعيد واسع، ولكن في الايام العادية يشكلون آلية ناجعة لمنع الاحتكاكات الزائدة في الجبهتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى