إسرائيل اليوم: رسالة إسرائيل: لن نسمح بإعادة بناء عسكري حتى بثمن حرب
إسرائيل اليوم 24/11/2025، مئير بن شباط: رسالة إسرائيل: لن نسمح بإعادة بناء عسكري حتى بثمن حرب
في نقطة الزمن الحالية، حين يكون الغبار من هجوم الجيش الإسرائيلي في بيروت لم يترسب بعد، لا يزال غير واضح اذا ما، متى وكيف سيختارون في حزب الله الرد على تصفية هيثم علي طبطبائي، رئيس الذراع العسكري للتنظيم؟ الواضح أن إسرائيل تنجح في الايضاح للتنظيم ولكل من ينبش في القدر الشرق اوسطي، بانها مصممة على منع إعادة بنائه حتى بثمن اشتعال القتال.
بعد نحو سنة من دخول اتفاق وقف النار مع لبنان حيز التنفيذ وبعد إشارات عصبية الى عدم استعدادها للتسليم بجهود تموضع حزب الله وجر ارجل الحكم اللبناني تجاهه، هاجمت إسرائيل بشكل موضعي ومركز الجهة العسكرية الأعلى في التنظيم، المسؤول عن عملية إعادة بناء قوته.
لقد أخذت إسرائيل كامل المسؤولية عن ذلك، لم تتلعثم ولم تعتذر. كما انها لم تغير الروتين في الجبهة الداخلية، الخطوة التي كان يمكن أن يفسرها العدو كتفهم من جانبها لوجود معادلة رد على الأقل على تصفية بمثل هذا المستوى.
قبل كل شيء، يدور الحديث عن انجاز استخباري وعملياتي للجيش الإسرائيلي، حتى بعد سياقات التعلم التي جرت في السنة الأخيرة في حزب الله ورغم الدروس التي استخلصها في اعقاب الحرب. إسرائيل توضح بان الان أيضا هي قادرة على ملاحقة نشطاء الإرهاب، العثور على شقق اختبائهم وتنفيذ هجمات دقيقة في داخل احياء سكنية، في العاصمة اللبنانية.
ان الاستعداد لتنفيذ العملية بعد بضعة أسابيع من تحذير نعيم القاسم علنا بان “استمرار العدوان لا يحتمل، ولكل شيء يوجد حد” – يوضح بان إسرائيل لا تخشى حتى من إمكانية ان تؤدي خطواتها الى استئناف القتال.
هذه الرسالة تطلقها على ظهر طبطبائي، ليس فقط للمخربين الاخرين في حزب الله بل وأيضا لحماس في غزة، للقيادة الإيرانية في طهران، للحكومة اللبنانية في بيروت، لاحمد الشرع في دمشق ولسلسلة الدول المرتبطة بالتسويات في الساحتين، تركيا وقطر حتى مصر والسعودية.
بهذه العملية تعطي إسرائيل مفعولا بالتزامها للعمل بقوة على نزع سلاح اعدائها، اذا لم تؤدي التسويات السياسية لذلك.
صحيح ان قادة حزب الله سيحاولون استخدام الهجوم الإسرائيلي كي يرصوا صفوف القوى اللبنانية حول المقاومة لإسرائيل، لكن بالمقابل فان هذا الهجوم يمكنه بالذات ان يعطي مفعولا لمطالب الحكم اللبناني من حزب الله وفوق كل شيء، مطالبته بحصر السلاح في الدولة.
اسناد (على الأقل) صامت
وفي النهاية، يوضح الهجوم في بيروت بان مجال عمل إسرائيل بقي محفوظا حتى في السياسة الحالية لادارة ترامب، الذي وان كان غير معني باستئناف القتال الشديد، لكنه يبدي تفهما بل وربما يمنح اسنادا لعمليات موضعية تنفذها إسرائيل، بعد استنفاد الجهود الأخرى لمنع تعاظم القوة العسكرية لاعدائها.
يحتمل ان تكون الإدارة الامريكية تقدر بان مثل هذا الهجوم ليس فقط لا يفضل الجهود في القناة السياسية بل لعله حتى يساعد في دفعها قدما.
مثلما في حالة حماس في غزة، لحزب الله أيضا الخطوات الإسرائيلية تدفعهم الى نقطة الحسم، وكل الخيارات ليست جيدة. التجلد والاحتواء يشجعان إسرائيل على مواصلة تصفية نشطاء التنظيم والى جانبهم ما تبقى من كرامتهم المحطمة. رد شديد بالنار سيجبي من التنظيم ثمنا ويعطي مفعولا لمطالب معارضه في لبنان. رد رمزي يجسد خوفه من إسرائيل ويقرر تعرفة متدنية لرؤوس كبار مسؤوليه.
في حزب الله وفي حماس لا يملكون اليوم مواقع قوة تتيح تقييد ايدي إسرائيل او جباية ثمن منها يلجمها في اعمالها.
عيون على الضفة
ان المحاولة لاشعال ساحة الضفة ومن خلالها الاثقال على سلوك إسرائيل وجباية اثمان منها، لم تتوقف منذ بداية الحرب. وقد تعلم جهاز الامن كيف يتصدى لهذا التحدي واعماله بشكل عام تمنع العدو من تحقيق الأثر الذي يرجوه. يمكن الافتراض بان حزب الله يفحص أيضا إمكانية تنفيذ عمليات في الخارج، مع او بدون مساعدة من جهات إيرانية أخرى. هذا السيناريو هو الاخر يوجد على جدول أعمال جهاز الامن.
السيناريو المتحدي الذي يحتاج الى انتباه خاص من جانب المنظومات في إسرائيل هو عملية اختطاف. في حماس يشعرون جيدا بالفوارق بين الواقع الذي سبق تحرير المخطوفين الاحياء وبين ذاك الذي يسود الان، رغم الاتفاق. الاغراء لذلك – كبير. المعطيات في قطاع غزة من شأنها أن تخلق فرصا لكن ليس فقط في هذه الساحة.
هذا هو الوقت لتشديد اليقظة والجهود الاستخبارية والاحباطية في كل الجبهات للسماح لقوات الجيش الإسرائيلي باتخاذ سياسة نار عدوانية في حماية المناطق التي تحت سيطرتها في نطاق القطاع ومنع قدرة وصول الغزيين الى هذه المناطق، وتشديد الجهود الهجومية ضد مخربين ذوي معرفة وتجربة ذات صلة في الضفة وفي شرقي القدس. الرسالة يجب أن تكون حادة وواضحة: عدم السماح باختطاف إضافي. ولا بأي ثمن.



