ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: رد حزب الله المحتمل: ضرب ذخر أمني استراتيجي

إسرائيل اليوم 31/7/2024، يوآف ليمور: رد حزب الله المحتمل: ضرب ذخر أمني استراتيجي

محاولة تصفية فؤاد شكر تضع حزب الله في معضلة: من جهة، الحاجة للرد، من جهة أخرى – الفهم بان ردا قاسيا من شأنه أن يجر الشمال الى حرب واسعة، بل وربما الى معركة إقليمية شاملة. 

معقول أن يكون هذا السؤال في مركز المداولات التي سبقت القرار بالتصفية. في اعقاب قتل الـ 12 طفلا في مجدل شمس كانت إسرائيل مطالبة برد اقسى مما في الماضي، رد يوضح لحزب الله بانه تم اجتياز خط أحمر. هذا الاجتياز وجد تعبيره في الأسابيع الأخيرة أيضا في توسيع منهاجي ومتواصل لاهداف الصواريخ، حتى الضربة الفتاكة في السبت، التي كانت نقطة فصل بالنسبة لإسرائيل.

امام إسرائيل كانت بضع إمكانيات للرد.كان ممكنا ضرب بنى تحتية، شخصيات او خليط من الأهداف. القرار بضرب شكر، مثلما فهم من البيان الرسمي الذي نشره الناطق العسكري الإسرائيلي، كان بسبب مسؤوليته عن النار بصفته القائد العسكري الأعلى في حزب الله. وسعت إسرائيل لان تحدد بذلك بانها انهت الانشغال بالقادة الميدانيين في المنظمة وانتقلت لمعالجة من يتخذون القرارات وينزلون الأوامر في قيادة المنظمة في بيروت. 

في إسرائيل قدروا بان حزب الله سيمتنع عن المبادرة الى فتح معركة شاملة وسيسعى بطريقته لان يبقي على “المعادلات”. في الماضي أوضحت المنظمة بان حكم بيروت كحكم تل أبيب. وعليه فان التقدير كان أنها كفيلة بان تحاول ضرب منشأة عسكرية في وسط البلاد. إضافة الى ذلك، مثلما هدد حسن نصرالله مؤخرا، حزب الله كفيل أيضا بان يوسع مدى النار في الشمال فيما ان على الكفة أهدافا مختلفة واساسا في خليج حيفا.

لقد احرج قتل الأطفال حزب الله جدا، وليس مؤكدا أنه يرغب في ان يعيد قتل جماعي لابرياء يعطي هو أيضا شرعية لإسرائيل لمهاجمته مرة أخرى. وعليه فهو كفيل بان يستخدم لأول مرة الصواريخ الدقيقة التي في حوزته في محاولة لان يجبي من إسرائيل ثمنا باهظا في شكل هدف إسرائيلي. يوجد في إسرائيل غير قليل من هذه الأهداف – من القواعد (أساسا لسلاح الجو والاستخبارات)، عبر مصانع امنية وحتى منشآت طاقة. في هذا السياق يجدر بالذكر ان في الأيام الأخيرة اعترض سلاح البحرية مُسيرتين حلقتا نحو حقول الغاز في البحر المتوسط وان المحور الإيراني يحتفظ بحساب مفتوح مع إسرائيل على الضربة لحقول نفط الحوثيين في ميناء الحُديدة في اليمن. 

الأهداف في الشمال والافق في الجنوب

رد حزب الله لا بد سينشأ أيضا عن مصير شكر. اذا كان صفي، فسيكون الرد اشد بكثير مما اذا كان نجا من الهجوم. في مثل هذه الحالة ستجد إسرائيل نفسها في موقف مريح اقل، لانها ستدفع ثمنا في رد مضاد من حزب الله رغم أنها لم تنجح في معاقبة المنظمة على قتل الأطفال. بقدر ما يلحق حزب الله مرة أخرى ضررا او قتلا ذا مغزى، ستتوفر لإسرائيل فرصة أخرى، وان كانت في مثل هذه الحالة ستقرر بكلتي يديها إمكانية تدهور غير مرغوب فيه الى معركة واسعة. 

كما ان مصير شكر سيقرر مدى الحاح حزب الله لان يرد. فايران مثلا انتظرت نحو أسبوعين من لحظة تصفية كبير الحرس الثوري حسن مهداوي الى أن اطلق مئات الصواريخ والمُسيرات الى إسرائيل. حزب الله يمكنه أن يتصرف بالطريقة ذاتها وان يبقي إسرائيل في انتظار ممزق للاعصاب على مدى أيام طويلة، يصرف الانتباه عن مطارح أخرى. 

لكن المعضلة الإسرائيلية الان اكبر من مصير شكر ومن طبيعة رد حزب الله. عليها ان تقرر، بتأخير واضح، ما هي أهدافها في الشمال (ويجدر بها ان تفعل هذا قبل أن تنجر بشكل غير مرغوب فيه الى حرب)، وقبل ذلك أيضا – ما هو الأفق الذي تضعه للحرب في الجنوب. 

لا تزال على الكفة صفقة مخطوفين، تنتظر حسم رئيس الوزراء. لقد أجري نتنياهو في الشهر الأخير مناورات عديدة في محاولة فاشلة لتحسين الصفقة الذي هو من وقع عليها، والان عاد الى نقطة المنطلق. بقدر كبير هذا هو أيضا الوضع في الشمال بعد محاولة التصفية أمس. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى