إسرائيل اليوم: رؤيا ترامب..المخاطر المركزية الخمسة

إسرائيل اليوم – تسفيكا حايموفتش – 9/2/2025 رؤيا ترامب: المخاطر المركزية الخمسة
منحى ترامب للشرق الأوسط في اليوم التالي لحرب السيوف الحديدية خلف كثيرا من المتفاجئين في جانب مؤيديه وفي جانب معارضيه على حد سواء. لو كان طلب من رئيس الوزراء أن يكتب له الخطة والتصريح لما كان مؤكدا ان يكون على ما يكفي من الجرأة لان يكتب الأفكار التي عرضت في البيت الأبيض قبل أربعة أيام.
لكن بعد أن جف الحبر وتمكن كل طرف من طرح حججه بقينا مع واقع يتعين علينا ان نواجهه مع المخاطر التي جلبه مجرد طرح الرؤيا لغزة. سأذكر خمسة فقط.
الأول يتعلق باستمرار تنفيذ المنحى لتحرير كل المخطوفين. بالنسبة للخطة ستسأل حماس نفسها أي مصلحة توجد لها حتى لمواصلة المرحلة الأولى من المنحى الذي نوجد في ذروته. من ناحية المنظمة، فان استمرار تحرير المخطوفين، حين يكون هدف المفاوضات هو انهاء الحرب في غزة لا يتوافق مع خطة ترامب.
الخطر الثاني هو أن من شأن منحى ترامب ان يوحد كل العالم العربي، السُني والشيعي على حد سواء ضد الفكرة ونتيجة لذلك ضد إسرائيل. تحالف عربي من الحائط الى الحائط مع ايران.
المشكلة الثالثة هي أن نقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر، الاردن ودول أخرى لم تذكر من شأنه ان يحدث فيها اضطرابات. في الأردن، حيث 70 في المئة من السكان هم فلسطينيون، كل إضافة من شأنها أن تقوض الحكم لدرجة سقوطه وسقوط الاسرة المالكة الهاشمية قد يجر سقوط المملكة كثمرة ناضجة في يد ايران وعندها سنلتقيها في الحدود الأطول لإسرائيل. من لم يرغب في أن يتلقى ايران في سوريا من شأنه أن يتلقاها في الأردن.
الخطر الرابع – إزالة الخيار العسكري حيال ايران تودع أمن إسرائيل في يد الاتفاق، قد يكون هذا “اتفاقا جيدا” على حد قول ترامب. لكن مهما كان جيدا كل اتفاق يختبر بتنفيذه، بآليات الانفاذ والرقابة وعلى مدى الزمن.
وما هي الضمانة في أن تؤيده الإدارة الامريكية التالية؟ انظروا كيف نشهد الان رئيسا الغى في أسبوعين كل قانون، نظام او قرار للإدارة السابقة.
وأخيرا التطبيع مع السعودية ومع دول أخرى في العالم العربي من شأنه ان يدخل في جمود. والسبب: ربطوا مستقبلهم بالحل الفلسطيني حتى ولو في الجانب التصريحي فقط وبالتالي سيصعب عليهم استيعاب التطبيع مع إسرائيل حين يكون الشعب الفسطيني ينقل الى سلسلة من الدول ويبتعد عن فكرة الدولة.
وفي هذه الاثناء، الدفعة الخامسة من تحرير ثلاثة مخطوفين احياء في القطاع، لكن كلما اقتربنا من نهاية تحرير المخطوفين ومنحى ترامب يبقى الفكرة الرائدة، هكذا ستزداد المخاطر.
واجب على حكومة إسرائيل وعلى أصحاب القرار الاستعداد لسيناريوهات الخطر والا يتحلوا بالمنحى الثوري الذي عرضه الرئيس ترامب. في نهاية اليوم من يبقى في المنطقة ليواجه التحديات والمخاطر هي دولة إسرائيل، نحن. لا ترف لنا الا أن نستعد لكل تلك المخاطر وبالتأكيد ليس بعد 7 أكتوبر. وسواء تحقق منحى ترامب أم كان مجرد نقطة بداية للمفاوضات فان إسرائيل والشرق الأوسط كله يدخلون في هزة غايتها لا يحمد عقباها. لكن خير أن نتذكر بان لا فرصا بلا مخاطر.