ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: دمشق زاوية طهران

إسرائيل اليوم 3/12/2024، تسفيكا حايموفيتش: دمشق زاوية طهران

عن الحرب الاهلية في سوريا تحيي اكثر من 13 سنة من الحرب المضرجة بالدماء، مع اكثر من نصف مليون مواطن قتيل ونحو 7 مليون نازح. تحالف ذوي مصالح مختلفة بمشاركة روسيا وايران هرع لنجدة الأسد وساعدته في استعادة السيطرة في معظم سوريا. لإيران توجد مصلحة لمساعدة الأسد وسوريا – كي يعوضها الأسد ويسمح لها مع حلول الوقت لان تحقق حلمها في انشاء تواصل بري من ايران حتى لبنان والى البحر المتوسط وأوروبا. وفي اطار ذلك استكمال طول الحصار على إسرائيل.

روسيا رأت في سوريا نقطة مخرج جيدة لتحسين سيطرتها في الشرق الأوسط والعودة لتكون وزنا مضادا لكل مكان توجد فيه الولايات المتحدة. ان شئتم – عودة الحرب الباردة في صيغة جديدة.

بعد تسع سنوات من هبوط قوات روسية (أيلول 2015) في سوريا، في ذروة حرب روسيا – أوكرانيا وبعد بضعة أيام من وقف النار (المؤقت) بين إسرائيل وحزب الله، فيما تصبح الحرب بين إسرائيل وايران علنية وقوية – ترفع الحرب الاهلية في سوريا من جديد. قوات الثوار شخصت لحظة مناسبة إقليمية وضعفا لدول التحالف مع الأسد، وبدأت في حملة احتلال لمناطق أساسية واسعة في سوريا.

سيطرة القوات الجهادية المتطرفة وفقدان سيطرة نظام الأسد في سوريا من شأنهما أن تشكلا مربض عمل مريح لدخول وسيطرة ميليشيات إيرانية على سوريا، وكذا لعبور قوات حزب الله من جنوب لبنان الى جنوب سوريا برعاية قيود العمل. هذان الطرفان معا من شأنهما أن يفتحا جبهة مباشرة مع إسرائيل في هضبة الجولان السورية. هذا سيناريو الرعب من زاوية نظر إسرائيلية، يعيد دفعة واحدة التهديد على حدودنا الشمالية (وليس فقط)، وهذه المرة ليس من لبنان بل من سوريا.

ان ضعف محور الشر الإيراني ووكلائه في المنطقة من شأنه أن يلقى تعزيزا هاما في اليوم الذي يفقد فيه الأسد نظامه وسيطرته في سوريا. الى داخل الفراغ ستدخل قوات مؤيدة لإيران، وليس هذا فقط – بل ملايين اللاجئين الذين سيفرون من معارك الحرب الاهلية أساسا الى الأردن (وربما بعضهم الى العراق، لكن تركيا بالتأكيد ستغلق حدودها في وجههم). ومن شأن هؤلاء ان يؤدوا الى المس باستقرار الأردن – واقع من شأنه أن يقع كثمرة ناضجة في ايدي طهران.

لم تخفي طهران ابدا تطلعاتها هذه. وعندما ستكون هذه جاهزة جيدا في سوريا مع قواتها، فان السيطرة على الأردن أيضا لن تكون سيناريو بعيدا عن الواقع. في الشرق الأوسط، ومع ايران بخاصة لا يمكن استبعاد احتمال هذه السيناريوهات. هذا ما تعلمناه جدا في 7 أكتوبر 2023. سيناريو لم يكن واقعيا حتى قبل بضعة أيام من شأنه أن يصبح سيناريو رعب من زاوية نظر إسرائيل.

هذا ما ينبغي الاستعداد له. هذا ما ينبغي ان نربط به الولايات المتحدة وباقي دول التحالف التي كانت جزءاً من منظومة الدفاع التي بنيناها في نيسان من هذا العام، كي ندافع عن أنفسنا في وجه الهجوم الإيراني.  في الواقع الناشيء، المصلحة الإسرائيلية هي حفظ نظام الأسد في سوريا.

في الشرق الأوسط يبدو أن الامر الأكثر استقرارا هو انعدام الاستقرار.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى