إسرائيل اليوم: دعم امريكي مشروط وتغيير إسرائيلي عميق

إسرائيل اليوم 18/5/2025، أمنون لورد: دعم امريكي مشروط وتغيير إسرائيلي عميق
هذه هي الحملة التي كل الوقت يعدون لها وكل الوقت يهيئون التربة لها، وبصفتها حملة لم تنفذ بعد يسجل فيها الكثير جدا من الخسائر للعدو – اكثر من حملة تطهير رفح التي بدأت قبل نحو سنة.
حملة “عربات جدعون” يحتمل أن يكون الطريق الصحيح لتحقيقها هو الا تندفع العربات. ما يوجد الان هو الامر الصحيح، المناسب من ناحية إسرائيل، اذا كات تسعى الى انهاء الحرب. إسرائيل تجري مفاوضات وبالتوازي تستخدم النار على مناطق في غزة من كل الاتجاهات، فيما تدعي ان هذا لا يحصل على الاطلاق.
يوجد زخم عسكري من تصفية محمد السنوار، ينجح في ادخال حماس الى مفاوضات جدية. من الجهة الأخرى ما يحصل في الساحة الدولية يمكنه أن يشجع حماس على التمسك بالمخطوفين وعدم التنازل. الرئيس ترامب ظاهرا يعطي ظهرا لإسرائيل في حملة تتواصل حتى تصفية حماس، لكن حتى لدى الأمريكيين تتعاظم الأصوات التي تدعوهم لان يستنفدوا المفاوضات وان يصلوا الى نهاية الحرب.
حماس كسبت مفاوضات مباشرة مع مندوبي الإدارة الامريكية. كسبت توترا ما بين إسرائيل والولايات المتحدة – وان لم يكن هذا شرخ 2023، الذي كان من العوامل من نشوب الحرب؛ وهي تكسب اضطرابات مؤيدة لحماس في الولايات المتحدة تهدد استقرار الحكم، مثلما كان في عهد نيكسون في حرب فيتنام.
في هذه المرحلة استغلت الولايات المتحدة حتى النهاية إنجازات إسرائيل في الحرب: بعد ان ما فعلناه لبنان وسوريا، وغزة باتت عديمة القدرات الهجومية جاء الرئيس ترامب وفرض هيمنة أمريكية في الشرق الأوسط في دوامة صاخبة في اقل من أسبوع. سلوك ترامب بدا كسلوك سيارة مع عجلات متآكلة على بحيرة من الجليد – لكن التعرجات مع ذلك تتحرك باتجاه ما.
من الجيش الإسرائيلي تنطلق أصوات تقول انه كان من الأفضل لإسرائيل أن تصل في غزة الى اتفاق مشابه لما كان في لبنان – انهاء الحرب، برفقة حملة اغتيالات لا تتوقف يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد كل ما يعتبر كاعداد لعملية إرهاب او كبنية تحتية للارهاب. واضح أن الشروط الأساس لانهاء الحرب هي إعادة كل المخطوفين دفعة واحدة وتفكيك حماستان. مجرد تفكيك الدولة الإسلامية التي قامت في غزة على مدى نحو 18 سنة كان إنجازا هائلا.
صحيح أنه سيبقى مخربون مع نوايا قتل لكن حقيقة ان اقليمين، لبنان وغزة تحررا من الإسلاميين الذين اقاموا هناك مثابة سيادة – هي خطوة تاريخية حاسمة. فقد اقيما على ظهر انسحابات إسرائيلية اعتبرها الفلسطينيون واللبنانيون كبداية هزيمة الصهيونية. والان السابقة الهامة: إعادة الدولاب الى الوراء وتفكيك “الدول”.
تكتشف إسرائيل بان لها دعما مشروطا من جانب قوة عظمى واحدة، الولايات المتحدة، لكن تغيير الوقت التكتوني تحدثه هي بقوتها وحدها. ترامب يكسب اتفاقات مع السعودية ومع قطر، والتي تخلق له في أمريكا الاف أماكن العمل في صناعة انتاج الطائرات. سوريا – لأول مرة، وربما في ظروف سهلة جدا تنتقل الى الجانب الأمريكي. حتى الان الاتفاقات ليست على حساب إسرائيل. هذا توقيت جيد للوصول الى كل التفاهمات اللازمة مع الأمريكيين حيال ايران وسوريا.