ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: خوفا من ترامب قد يأخذ حزب الله الرهان الان

إسرائيل اليوم 18/7/2024، شاحر كلاينر: خوفا من ترامب قد يأخذ حزب الله الرهان الان

في المعضلة الإسرائيلية حول لبنان تأكد مؤخرا عنصر حرج. فاحتمالات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالعودة الى البيت الأبيض تحسنت على نحو عجيب في الأسابيع الأخيرة – سواء بسبب انتصاره في المواجهة التلفزيونية ام بسبب محاولة الاغتيال الفاشلة. إدارة عاطفة في واشنطن ستكون انباء سيئة لحزب الله، لكن اهم من ذلك: الترقب لترامب في القدس كفيل بان يصمم القرار بشأن الشمال. 

اذا وصلت إسرائيل قريبا الى صفقة مخطوفين، يحتمل أن تفضل الوصول الى وقف نار مؤقت وتكثيف قواتها في ظل إعادة المخلين، بدلا من الحسم بين حرب شاملة بثمن باهظ وبين تسوية سياسية من موقع ضعف. فما بالك ان الإدارة الامريكية الحالية تسعى الى هدوء وهمي في الشرق الأوسط. 

يوجد شيء واحد من شأنه ان يغير هذا: في خطابه بمناسبة نهاية أيام العاشوراء، ألمح نصرالله بالرهان الذي من شأنه أن يأخذه قريبا. على حد قوله، فان استمرار المس بالمدنيين في لبنان سيدفع حزب الله لان يطلق صواريخ ويمس ببلدات لم تصاب حتى الان – أي زيادة مدى النار. هذا التهديد يأتي بعد موت بضعة مدنيين لبنانيين في هجمات ضد حزب الله. في منظمة الإرهاب ردوا برشقات كاتيوشا نحو كريات شمونه وبذلك حافظوا ظاهرا على “معادلة الردع” من ناحيتهم. صحيح ان إسرائيل ترد على هذه الاحداث أيضا، لكنها حتى الان لم تحطم الاواني. في بيروت، كما يبدو، غير قلقين من التصريحات الحربية لوزراء الحكومة. تفسير نصرالله كان ان منظمته لم تخشى من مهاجمة إسرائيل في الأشهر الأولى للحرب، حين كانت إسرائيل في تأهب اقصى، ولهذا فانهم لن يخشوا حربا الان بعد أن تكبد الجيش الخسائر.

وصف زعيم منظمة الإرهاب المؤيدة لإيران صورة الوضع بـ “استنزاف” في الجانب الإسرائيلي. كعادته، استند الى تقارير في وسائل الاعلام الإسرائيلية، هذه المرة بشأن نقص ما في الدبابات (في رد الدولة للمحكمة العليا في الالتماس على دمج المقاتلات في المدرعات). ومع ذلك، يبدو أن في بيروت يعطون وزنا زائدا للمنشورات في إسرائيل، ومثلما في الماضي – من شأن نصرالله ان يقع في سوء تقدير لإسرائيل ويجد نفسه في حرب شاملة تمس به الى ما يتجاوز تقديره.

يبدو ان في حزب الله أيضا يحتسبون خطاهم في ضوء التطورات في الولايات المتحدة. حتى تشرين الثاني، توجد لنصرالله نافذة فرص لتسوية سياسية، تكون منحازة للجانب اللبناني وتتبلور من موقف قوي من ناحيته. فالدخول المتوقع لترامب الى البيت الأبيض كفيل بان يغير هذا. واذا كنا سنتعلم من تجربة الماضي، فان البيت الأبيض بقيادة ترامب لا يخشى فرض عقوبات على المحور الإيراني او إعطاء اسناد سياسي لإسرائيل في الشرق الأوسط. 

من هنا، فان من شأن حزب الله أن يزيد مستوى المخاطر لسببين: الأول – الضغط على إسرائيل للوصول الى تسوية في الشمال. نصرالله يمكنه أن يأخذ الحظوة على الإنجاز السياسي، يرمم قدراته في جنوب لبنان ويعطي جوابا لعشرات الاف اللبنانيين المخلين. الثاني – حرب شاملة بعد تشرين الثاني ستكون على ما يبدو في زمن إدارة أمريكية اكثر عطفا، وفي كل الأحوال ستسمح لإسرائيل بان “تنتعش” من المراحل القوية في غزة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى