إسرائيل اليوم – خطوة أدلشتاين الشجاعة …!!
إسرائيل اليوم– بقلم ماتي توخفيلد – 12/10/2021
” خطوة ادلشتاين تمسك نتنياهو في الوقت الذي يقاتل فيه على مكانه في الحياة الجماهيرية الاسرائيلية، ولكن لم يتقرر بعد اذا كانت خطوته حكيمة مثلما هي شجاعة “.
ان يعلن الان، بينما لا توجد منافسة على جدول الاعمال، ومع أن نتائج الانتخابات تكاد تكون معروفة مسبقا، عن معركة رأس برأس امام نتنياهو على رئاسة الليكود – فان هذا أولا وقبل كل شيء خطوة شجاعة. الكثيرون من كبار رجالات الليكود، كما ينبغي الافتراض، نظروا بعين تعبة وبنظرات حسد الى الشاشة الصغيرة، حين سبقهم رفيقهم في خطوة يخططون لها منذ زمن بعيد. ان اعلان يولي ادلشتاين يدخل الليكود الى واقع جديد، واقع التحدي لزعامة بنيامين نتنياهو بينما لا يزال يتولى منصب رئيس المعارضة وبدون القوة التي احاطت به حين كان رئيس الوزراء. المتنافس السابق امام نتنياهو، وجد نفسه بعد الهزيمة يقيم حزبا جديدا نجح في نجاح لحظي في أن يؤدي الى استبدال نتنياهو في الحكم، ولكن مصيره ملفوف بالضباب. درسيهما ينبغي ان يكون خوض صراع نزيه ومناسب لا يحرق الجسور ويوقع الضحايا.
احيانا توجد فجوة بين الشجاعة والحكمة. فليست كل شجاعة هي بالضرورة حكمة، وبالعكس. خطوة ادلشتاين تمسك بنتنياهو في نقطة زمنية حساسة، كمن يقاتل على مكانة في الحياة الجماهيرية الاسرائيلية بعد أن سحب منه اللقب المنشود. ظاهرا الزمن الاكثر مناسبا للهجوم. اسماك القرش تفضل الاسماك النازفة على تلك السليمة والمعافاة. ولكن الجينات الليكودية كفيلة بان تثبت مرة اخرى بانها تعمل بشكل مختلف. هناك يحمى الزعماء ولا يتركون لمصيرهم. وغير مرة اولئك الذين يدفعون الثمن هم الذين تحدوا واجتازوا الحدود. في الاشهر الثلاثة التي مرت منذ فقد نتنياهو الحكم، اخذت مكانته بالتعزز فقط. 20 الف شخص انضموا الى صفوف الليكود بسبب انتساب بادر اليه، اي انضموا بسببه. في الاستطلاعات الليكود يرتفع والامر يدل على مكانته في الجمهور الامر الذي بالتأكيد ينعكس ايضا في داخل الحركة. هكذا بحيث أن مسألة التوقيت هي الاخرى غريبة من ناحية ادلشتاين.
بخلاف رأي الموالين لنتنياهو الذين سيبدأون بمهاجمة ادلشتاين، ومحاولة عرضه كمتآمر ولاخراجه عن الاجماع الحزبي، فان الاعلان عن التنافس جيد لليكود، فهو يزيد المنافسة ويمكن أن يوقظ الميدان – موضوع حرج قبيل الانتخابات العامة. بالمقابل فانه كفيل بان يكون خطير للحزب اذا تبين بان المنافسة كلها اعداد الارض للانسحاب وللارتباط بالحكومة وتمديد ايامها.
السؤال الكبير هو اذا كان ادلشتاين يعمل انطلاقا من اعتبار سياسي بارد، وكل رغبته هو ان يسبق نير بركات، آفي ديختر وربما آخرين يقدر بانهم كفيلون بان يسيروا نحو خطوة مشابهة قريبا أم يحركه الثأر والرياح الشريرة التي نشبت مؤخرا بينه وبين نتنياهو. الكثيرون من خصوم رئيس الوزراء السابق وجدوا أنفسهم بعد وقت قصير عديمي الخيارات السياسية بعد أن اختاروا العمل من البطن.
سيكون مشوقا ان نرى ادلشتاين، الذي كان منذ وقت قصير مضى منبوذا في دوائر اليسار والاعلام، بعد أن كان رئيس الكنيست الاول الذي لم يحترم قرار محكمة العدل العليا يبدأ في أن يكون موضع مغازلة وعناق فقط بسبب انتقاله الى الجانب الصحيح – جانب معارضي نتنياهو. الشخص الذي ليس في القيادة، يواصل كونه المحور المركزي الذي يحتفل حوله الجميع.