إسرائيل اليوم: حمل إدارة بايدن على الانتقال من الأقوال إلى الأفعال تجاه إيران

إسرائيل اليوم 2023-01-19، بقلم: إسرائيل نيجل: حمل إدارة بايدن على الانتقال من الأقوال إلى الأفعال تجاه إيران
هبط المستشار الأميركي للأمن القومي، جيك سوليفان، أول من امس، في إسرائيل. وسيلتقي نظيره، رئيس هيئة الأمن القومي، تساحي هنجبي، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس اسحق هرتسوغ، ووزير الدفاع، يوآف غالنت، ووزير الخارجية، إيلي كوهن، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر. بعده سيهبط وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الذي من المتوقع أن يلتقي هو أيضا معظمهم.
مع إعادة انتخابه لرئاسة الوزراء، وضع بنيامين نتنياهو في رأس سلم الأولويات ثلاثة مواضيع: ايران، توسيع اتفاقات إبراهيم وضم السعودية، ومعالجة مواضيع داخلية. الآن، في اللقاءات المرتقبة مع المسؤولين، الموضوعان الأولان سيكونان على جدول الأعمال. وفقط الموضوع الثاني لا مكان له في الحوار مع الأميركيين، وهو الشأن الحصري والداخلي لإسرائيل.
المصلحة الإسرائيلية
سيأتي الضيفان مع قائمة مواضيع خاصة بهما: ايران (بنهج مختلف عن نهجنا)، والمشكلة الفلسطينية، وسياسة الحكومة في الحرم وفي “المناطق”، وروسيا وأوكرانيا، والصين، ودول الخليج، وكذا تحقيق تفاهمات في مواضيع داخلية مختلفة. في المسألة الفلسطينية علينا أن نعرض لماذا ليس لنا شريك في مفاوضات حقيقية، بخاصة بعد أن اختار أبو مازن مهاجمة إسرائيل في الساحة الدولية. كما أنه يجب الإيضاح بأن ليس للحكومة الجديدة نوايا لتغيير الوضع الراهن في الحرم.
في موضوع الصين، يجدر بنا أن نتبنى النهج الأميركي وأن ننقل المعالجة إلى مستويات مهنية. ينبغي الإيضاح انه في كل نزاع، موقفنا إلى جانبهم واضح. كل محاولة أميركية لطرح مواضيع داخلية يجب أن ترد بأدب، في ظل إيضاح لا لبس فيه بأن هذه شؤون داخلية لإسرائيل. ومع ذلك من المحظور أن نتشوش. يجب أن تكون ايران في مركز الحوار: السلوك العدواني النووي، ودعم منظمات الإرهاب وتسليحها بسلاح متطور، والمخاطر في التقرب من روسيا ومحاولات التموضع في سورية. فضلا عن ذلك، فكل الحوار عن روسيا، أوكرانيا، سورية، ودول الخليج يجب أن يتم من منظور إيراني فقط. هذا يخدم مصالح إسرائيلية ويسهل الرسالة المركزية: فقط تهديد عسكري ذو مصداقية وجاهزية حقيقية للعمل سيحدث تغييرا، يُضاف إليه ضغط اقتصادي مكثف ودعم نشط للاضطرابات.
العصب المكشوف: المس بحقوق الإنسان
ترى الولايات المتحدة وإسرائيل بانسجام صورة الوضع الاستخبارية في النووي، لكنهما تنقسمان حول بعض طرق العمل. تخصب طهران إلى مستوى 60 في المئة، ويمكنها أن تنتقل فورا إلى 90 في المئة، وتنتج يورانيوم معدنيا، وجمعت مادة مشعة لعدة قنابل، تحرم المراقبين من قدرة الوصول إلى المواقع المشبوهة، وترفض الرد على الأسئلة المفتوحة حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فتحت الاضطرابات في ايران لإسرائيل والولايات المتحدة مدخلا واسعا لاستئناف التعاون. الرأي العام الأميركي، الذي كان غير مبال تجاه المخاوف النووية، لم يبقَ كذلك تجاه قتل فتيات ونساء، فقد لمس الوتر الأميركي المكشوف المتعلق بالمس بحقوق الإنسان. وهذا، إلى جانب التعاون الإيراني والروسي في قتل فتيات ونساء في أوكرانيا، يمكنه أن يؤدي إلى تغيير في النهج الأميركي.
“لا” لرفع العقوبات
سيسر إسرائيل التوصل إلى اتفاق شامل يعطل القدرة للوصول إلى النووي، إلى الأبد وفي كل المسارات. هذا لن يحصل. فكرة طرح مفاوضات تستند إلى “الأكثر مقابل الأكثر”، كما طرحها لأسفي أيضا بعض الإسرائيليين الكبار، مضللة من أساسها، وستخدم الإيرانيين. نهاية المفاوضات ستكون بلا شك “اكثر بكثير مقابل أقل بكثير”.
إن رفعا واسعا للعقوبات، في أعقاب الاتفاق النووي، سيضخ لإيران مليارات الدولارات، وسيسمح لها بترميم الاقتصاد ومواصلة دعم الإرهاب. رفع العقوبات سيبث رسالة للأسواق بأن عقد الصفقات مع ايران مسموح ومجد. وسيكون المقابل الإيراني طفيفا، والى جانب “تبييض” خطايا الماضي، ستبقى ايران قريبة من وضع دولة عتبة نووية. إسرائيل ملزمة بأن تزيل في المحادثات كل تفكير في صفقة كهذه.
التعاون في مكافحة “النووي”
المسؤولون ملزمون بأن يعرضوا استعداد إسرائيل لمعركة شاملة وواسعة، بما في ذلك تطوير أسلحة، حسب ما كشف النقاب عنه رئيس الأركان المنصرف، أفيف كوخافي، حيث يتواصل التقدم بشكل سري في ايران، رغم النفي. إسرائيل والولايات المتحدة ملزمتان بالتعاون في الجهد لإضعاف الحكم وبنشاط فاعل لدعم الاضطرابات، التي هي الفرصة الحقيقية الأولى لتغيير النظام.
سيتضمن العمل جوانب اقتصادية، استخبارية، عملياتية وعملية، وسينقل رسالة إلى دول الخليج بأن الولايات المتحدة “غيرت القرص” وأنها عادت لدعم الكفاح المشترك حيال ايران. هذه خطوة أولى لإعادة الثقة وتوسيع إطار اتفاقات إبراهيم، بما في ذلك السعودية.
لقد قال بايدن، مؤخراً، إنه “يجب تحرير ايران”، وان “الاتفاق النووي مات”. هذه الأقوال يجب أن تصبح أفعالاً. اللقاءات القريبة منصة لخلق قاعدة مشتركة لتحقيقها.