ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: حماس في غزة لا تزال تهديدا وجوديا

إسرائيل اليوم 9/7/2025، غيرشون هكوهن: حماس في غزة لا تزال تهديدا وجوديا

 

الثمن الباهظ بحياة مقاتلي الجيش في القتال ضد حماس في غزة يستوجب جهدا لاستيضاح غاية الحرب.

حماس في غزة كمنظمة عسكرية ضربت بشدة بالفعل. في كل اشهر القتال، بمواظبة مصممة، نجحت قوات الجيش الإسرائيلي في تصفية عناصر ذات مغزى في المنظومة القتالية لحماس: صفي اكثر من 20 الف مخرب، تقريبا كل سلسلة القيادة في مستوى قائد سرية، قائد كتيبة وقائد لواء، وكذا منظومة النار الصاروخية ومنظومة الإنتاج. ومع ذلك نجحت حماس في تجديد صفوف النشطاء والمسلحين وإدارة قتال عصابات ناجع حيال قوات الجيش الإسرائيلي. وفوق كل ذلك، في المستوى الاستراتيجي، في المفاوضات لتحرير المخطوفين تنجح حماس في الإصرار على شروطها التي لا تساوم عليها بهدف الاملاء على إسرائيل انهاء الحرب بشروطها.

بمناسبة يوم عاشوراء الذي حل يوم ا لاحد الماضي – احياء لمعركة كربلاء التي ذبح فيها السُنة الامام حسين ورجاله – عرضت قيادة الحوثيين في اليمن صمود حماس في غزة كقدوة لروح التضحية لكربلاء في تلك الأيام. ثمة لذلك تداعيات لفهم الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل لمعنى الحرب ضد حماس.  في مزاج الجمهور الإسرائيلي عن الحرب في غزة، لم ينشأ بعد فهم بمعنى بقاء حماس في وعي النصر. في هذا الجانب، فان بقاء حماس في نهاية الحرب كقوة مسلحة ومقاتلة من شأنه أن يحدث الهاما للاسلام الجهادي ويعظم التهديدات على دولة إسرائيل.

ان اصطلاح “تهديد وجودي” جدير حقا بنظرة متجددة. هو غير قابل للقياس كميا بالتهديد العسكري الجسدي فقط. هو ملزم بان يتناول المدى الواسع للمعتقدات والتطلعات القومية الدينية للطرفين اللذين يقاتلان الواحد الاخر.  حتى دولة قوية وصامدة يمكن أن توجد تحت تهديد وجودي. لقد ابدى الجيش ودولة إسرائيل عظمة ومناعة على مستوى غير مسبوق، وعموم التهديدات حولنا ضعفت جدا. ومع ذلك فان حماس بقوة صمودها تطرح على دولة إسرائيل تهديدا لا ينبع من حسابات قوتها العسكرية حيال الجيش الإسرائيلي بل من الرمز الذي تمثله للعالم الإسلامي بايمانها وقوة صمودها.

في هذا الفهم لتهديد حماس في غزة، في تداعياته لمستقبل وجود دولة إسرائيل حيال أعداء يتمسكون بحلمهم لابادتها، فانه في النصر الإسرائيلي في نهاية الحرب يوجد اضطرار وجودي. الغاية لمواصلة القتال مبررة في هذه النظرة، الى ما ابعد مما يحاول منتقدو الحكومة كعرضه كليس اكثر من مصلحة سياسية لرئيس الوزراء.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى