ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: حماس تحولت الى حرب عصابات وتجبي ثمنا من الجيش وحزب الله بعيد عن الهزيمة

إسرائيل اليوم 15/11/2024، يوآف ليمور: حماس تحولت الى حرب عصابات وتجبي ثمنا من الجيش وحزب الله بعيد عن الهزيمة

سقوط ستة مقاتلي غولاني أول أمس هو صفعة أليمة. ليس فقط بسبب الوجوه الشابة والجميلة التي تطل من صورهم، والمستقبل الواعد الذي اقتلع. ولا حتى فقط بسبب مدى الثكل الذي منذ زمن بعيد بات يطفو فوق ضفافه، ولا يزال تضاف اليه كل أسبوع عائلات تغيرت حياتها الى الابد. 

الصفعة تلقيناها من الواقع. هي الفجوة التي بين التصريحات وبين ما يحصل على الأرض. بين الاقوال عن ان حماس هزمت في غزة وبين خمسة القتلى هناك هذا الأسبوع فقط. بين التصريحات عن النصر في لبنان وبين الثمن الباهظ الذي يدفع بالدم، وباضرار أخرى أيضا – باستمرار القصف لبلدات الشمال القريبة من الحدود، بالحياة غير الحياة في نهاريا وفي عكا وفي خليج حيفا، وبالثمن الاقتصادي والنفسي المتصاعد الذي يدفعه الكثيرون على إطالة الحرب وعلى حلول جزئية او غير كافية تمنحها لهم الدولة. 

في هاتين الساحتين، في غزة وفي لبنان، توجد لإسرائيل إنجازات مبهرة. حماس بالفعل فككت عسكريا لكنها تواصل العمل باشكال مختلفة من حرب العصابات التي تحاول ترميم ذاتها وايقاع الأذى. حزب الله تعرض للضربات الاقسى في تاريخه – من قطاع رأس القيادة العسكرية والسياسية لديه وحتى الضربة الشديدة لمنظوماته العملياتية – لكنه بعيد عن ان الهزيمة، التي لا توجد على الاطلاق على جدول الاعمال: فقد أوضحت إسرائيل بان لا نية لها لاحتلال لبنان. وان كل افعالها موجهة الان لاتفاق يسمح بانهاء الحرب في اقرب وقت ممكن قبل أن يرتفع الثمن الدموي وتتآكل الإنجازات. 

من يبحث عن النصر عن طريق علم ابيض او اتفاقات استسلام يتحدث بتعابير غير ذات صلة. منظمات الإرهاب لا تتصرف كالدول. فهي  كيانات تتغير بسرعة، ولا يوجد طريق حقيقي لهزيمة الفكرة التي تقبع في أساس وجودها. انظروا الى القاعدة، الى داعش، اللتين تواصلان الوجود رغم الضربات التي تلقتاها. حزب الله وحماس هما أيضا سيواصلان الوجود. السؤال هو كيف. مفهوم النصر يجب فحصه في طرق أخرى. انظروا ما حصل في غزة. الدمار الهائل، يأس السكان، ابتعاد الكثيرين منهم عن حماس التي ترمز الى كارثتهم الخاصة والوطنية. انظروا ما حصل في لبنان. الجسارة المتجددة لجهات ليست حزب الله على الحديث عن واقع آخر، والخطاب الذي يجري مع محافل دولية مختلفة عن لبنان آخر، وربما أيضا عن سوريا أخرى.

في هذه اللحظة يبدو هذا كالهذيان، ولكن للواقع توجد آلية خاصة به. قبل بضعة أسابيع كتبت هنا عن الاحتمال الذي نشأ عن الحرب لاخراج الرئيس الأسد             من محور الشر الإيراني ووضعه في مكان سوي اكثر. كي يحصل هذا مطلوب امران. الأول – الجيوب العميقة لدول الخليج. الثاني – إزالة الأسد وسوريا من قائمة المنبوذين لدى الإدارة الامريكية. الموضوع الأول في متناول اليد. الثاني متعلق بإدارة ترامب الجديدة التي لا بد ستكون محاورا اكثر انصاتا لاحتياجات إسرائيل، وينبغي الامل في ان يكون نفورها المعلن من ايران يؤدي بها أيضا الى خطوات استراتيجية تعيد تصميم المنطقة. 

لكن للنصر العملي، بخلاف النصر التصريحي، توجد أرجل أخرى. في غزة هذه هي المخطوفون: بدون عودتهم الى الديار لا يوجد ولن يوجد نصر. في الشمال هذا واقع آخر: بدون منطقة حدود جديدة، آمنة اكثر، لا مجال للحديث عن عودة السكان الى الديار، وبدون عودة السكان وإعادة بناء هذا الإقليم – لا يوجد ولن يوجد نصر. كي يحصل هذا في الشمال، مطلوب أيضا تصميم يلزم، ربما، بالعودة بين الحين والآخر الى القتال لاجل اقتلاع محاولات التعاظم او التموضع لحزب الله، حتى بثمن أذى موضعي للحياة الطبيعية. الطريق لتعويض السكان عن ذلك سيكون بالمال وبالمعاملة: بتخفيض الضرائب، بتشجيع الاستثمارات، بإقامة بنى تحتية جديدة – من المواصلات، عبر المستشفيات وحتى أماكن العمل – كي تكون هذه هي النصر الحقيقي.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى