ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: حلم ترامب في توسيع اتفاقات إبراهيم

إسرائيل اليوم 6/7/2025، البروفيسور ابراهام بن تسفي: حلم ترامب في توسيع اتفاقات إبراهيم

غدا ينعقد لقاء القمة الثالث في البيت الأبيض بين ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو منذ تولى ترامب الرئاسة للمرة الثانية. لكن اللقائين الاولين بينهما لم يجريا حسب التوقعات المسبقة لرئيس الوزراء، وشهدا اكثر من أي شيء آخر على أسلوب سلوك ترامب المحطم للمسلمات والناشيء عن ميله للارتجال وللعمل “من خارج الصندوق”.

هكذا مثلا في زيارته الأولى في بداية شباط 2025، فاجأ الرئيس ضيفه الإسرائيلي بعرض خطته الطموحة لاعمار قطاع غزة بقيادة القوة العظمى الامريكية، في ظل تشجيع سكانه للموافقة على اخلاء لدولة ثالثة.

بعد شهرين من ذلك، في بداية نيسان 2025، اعدت لنتنياهو مفاجأة أخرى، ولطيفة اقل بكثير. بعد أن قطع رئيس الوزراء زيارته الى هنغاريا واستدعي الى واشنطن على عجل لمحاولة الغاء شر قضاء الجمارك التي فرضت على إسرائيل أيضا وضع امام حقيقة ناجزة وبالذات في المسألة الإيرانية الحساسة والعاجلة. فالرئيس الـ 47 ليس فقط لم يعد نتنياهو بشيء في مسألة الجمارك بل اعلن في اثناء المؤتمر الصحفي عن اطلاق قريب لمفاوضات مع طهران للوصول الى اتفاق نووي جديد ومحسن.

منذ قمة شباط الباردة وحتى اللقاء غدا، وقعت هزة تكتونية بالساحة. ففي اعقاب الأداء المبهر للحرب في ايران، نشأت أنماط جديدة من التعاون الاستخباري، العملياتي والاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ساهمت في رفع المستوى والتعميق للعلاقات الخاصة بينهما وعكست حقيقة أن إسرائيل استخلصت كامل الدروس، على الأقل في المستوى العسكري، من الضربة الأليمة التي وقعت عليها بشكل مفاجيء ووحشي في 7 أكتوبر.

الخلاف على “انهاء الحرب”

صحيح الامر بانه بعد دراسة جذرية تبلورت أخيرا المقاييس لـ “صفقة ويتكوف الثانية” التي وافق ظاهرا الطرفان عليها بشكل مبدئي على الأقل. من جهة أخرى، وهذا قسم مركزي في المعادلة، لا تزال حاجة لصياغات ملتوية بروح وزير الخارجية الأسطوري هنري كيسنجر كي يكون ممكنا تربيع الدائرة وتشويش خلافات أساسية من خلال “غموض بناء” يؤجل عمليا الى موعد لاحق اثر لحظة الحقيقة.

بشكل محدد، يكمن لب المشكلة في تطلعات متعارضة جوهريا لإسرائيل وحماس حول معنى اصطلاح “انهاء القتال”. في نظر نتنياهو، الذي ينطوي على اعتبارات امنية، لكن أساسا على اعتبارات سياسية واضحة، يدور الحديث عن انهاء مؤقت للحرب او عن وقف نار لـ 60 يوما، تتيح، اذا ما بررت الظروف ذلك في نظره، استئناف النار مع نهاية المهلة. بكلمات أخرى، فان الطبيعة المؤقتة لـلهدنة في القتال بحد ذاتها، دون التزام إسرائيل بانهاء المعارك وسحب قواتها من كل أراضي القطاع، كفيلة من ناحيته ان تمنع انسحاب شركائه من اليمين من الحكومة وحلها فورا بل انها ستسمح له بالحفاظ على هدفه الأول المعلن في القضاء على حماس وتصفيتها المطلقة.

لكن هذا المنظور يختلف جوهريا عن نهج حماس، التي وان كانت أعطت موافقتها على الخطوة، الا انها أدخلت فيها اشتراطات وتحفظات. الى جذور الخلاف ينبغي أن يضاف بعد ذو أهمية حرجة – تطلع الرئيس لتحرير كل المخطوفين فورا وعدم المخاطرة اكثر بحياة بعضهم. بالمقابل، إسرائيل بالذات التي يفترض أن تكون هي الحريصة على ضمان حياة مواطنيها لم تبدي على مدى الحرب في غزة الحساسية اللازمة لفريضة فداء الاسرى. وبالتالي، لا ينبغي أن نرى بالضرورة في لقاء الغد “قمة للبروتوكول” وللكاميرات فقط. يجدر بالذكر ان ترامب تواق جدا لان يكون مبادر السلام ومهندس “اتفاقات إبراهيم” الموسعة وحضور الاحتفالات في البيت الأبيض كراع لها في 15 أيلول 2025. هذه ستكون الذكرى الخامسة للتوقيع على اتفاقات إبراهيم الاصلية. كما ان هذا سيكون التجسد لحلمه عن السيطرة الامريكية على المنطقة كلها.

لترجمة هذا الحلم الى واقع حقيقي، هناك حاجة لدبلوماسية أمريكية إبداعية على نحو خاص، تحاول جسر الفوارق بضمانات سرية ومنفصلة للطرفين قد تتضارب الواحدة مع الأخرى لتمنحهما هامش المناورة والمرونة اللازم للتقدم في مسار التسوية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى