إسرائيل اليوم: حكومة نتنياهو: فخّ التأجيل والمراوحة
إسرائيل اليوم 18-3-2024، نوحاما دويك: حكومة نتنياهو: فخّ التأجيل والمراوحة
في أثناء جلسة “الكابينت” الموسع التي انعقدت، ظهر يوم الجمعة، للبحث في شروط الصفقة مع “حماس” لتحرير المخطوفين الذين يوجدون هناك منذ اكثر من 160 يوما، خرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المداولات عدة مرات، لإجراء المقابلات الصحافية أيضا. ينبغي الافتراض أنه ليس مع وسائل إعلام إسرائيلية. في كل مرة كان يخرج فيها كانت المداولات تتوقف دقائق طويلة.
علم أن الوزير بن غفير اعلن أنه لن يتكلم إذا لم يكن نتنياهو في الغرفة. ونتيجة لذلك لم يتمكن كل الوزراء من الإعراب عن رأيهم، المعتبر أساسا في نظر أنفسهم، وتوقفت الجلسة بسبب اقتراب موعد دخول السبت.
الفريضة المهمة التي تقضي أن فداء النفس يرُد السبت، لا تؤثر على الوزراء. فحياة المخطوفين في أنفاق “حماس” اقل إلحاحا على ما يبدو من وصولهم إلى وجبة السبت مع عائلاتهم – وهي متعة منعت منها عائلات المخطوفين والمخطوفون انفسهم.
في أعقاب الانتقاد، سارع مكتب رئيس الوزراء إلى أن يعلن انه تقررت جلسة لبداية الأسبوع، وستتحدد فيها مبادئ مواصلة المفاوضات في الدوحة.
التأجيل بدلاً من الفعل
هذا ليس الأمر الوحيد الذي تؤجله الحكومة. حكومة “غدا” تماما – حكومة مؤجِلة. فلماذا تعمل اليوم ما يمكن عمله غدا؟ لماذا تعقد بحثا في “اليوم التالي” كي يتمكن الجيش من أن يعد الخطط ويستعد بناء عليها. لماذا البحث واتخاذ القرارات في موضوع قانون التجنيد، حين يكون ينقص الجيش 10 آلاف جندي؟ علامَ الإلحاح؟ علامَ الفزع؟
إذاً، ماذا إذا كنا نقاتل منذ خمسة اشهر ونصف الشهر، وعدد القتلى يرتفع ولا يزال 134 مخطوفا هناك، وأقسام التأهيل تتفجر بالجنود المصابين برتب مختلفة في أثناء المعارك والكتف الباردة من الولايات المتحدة تقترب من المنطقة الحرجة.
من الصعب عدم التقدير بأنه توجد مصلحة من خلف هذا التأجيل الذي له هدف واحد – تمديد حياة الحكومة المسؤولة عن إخفاق أكتوبر 2023، وكل تصريح بأننا “سنواصل القتال حتى النصر المطلق”، يؤكد هذا فقط.
للقيادة يوجد وقت
عندها يتبين انه رغم كل هذا فإن الشعب في صهيون هو شعب سعيد بما يكفي، راضٍ عن حياته ومقتنع بنسب عالية بأن الوضع سيتحسن شخصيا وامنيا على حد سواء. في مقياس الصوت الوطني الذي نشرته البروفيسورة تمار هيرمان من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، يتضح ضمن أمور أخرى أن 56% من اليهود يصفون وضعهم الشخصي بالجيد حتى بالجيد جدا، وفقط 21% بالسيئ أو بالسيئ جدا.
إضافة إلى ذلك، فإن 45% من اليهود متفائلون من المستقبل هنا و41% واثقون من الديمقراطية في الدولة. والتوزيع مشوق: 59% من مصوتي اليمين يؤمنون بذلك، مقابل 25% من مصوتي الوسط وفقط 17% من مصوتي اليسار.
الفجوة تتقلص عند السؤال عن المستقبل الأمني: 49.5% من مصوتي اليمين يؤمنون بذلك، 32% في الوسط و21% في اليسار. في موضوع احتمال إعادة التأهيل في المستقبل المنظور يبقى التفاؤل في الجانب اليميني من الخريطة – هناك 59% يؤمنون بأن هذا سيحصل، مقابل 18% في اليسار.
الاستنتاج واضح جدا – الجمهور يقف إلى جانب الدولة ومستعد لأن يضحي بحياته من اجلها. أما القيادة بالمقابل فيوجد لها وقت. لا شيء يلح عليها.