إسرائيل اليوم: حرب في رقصة خطيرة: خطوة الى الامام، خطوتين الى الوراء
إسرائيل اليوم 24/9/2024، تسفيكا حايموفيتش: حرب في رقصة خطيرة: خطوة الى الامام، خطوتين الى الوراء
سلسلة العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي ضد حزب الله – وبينها تصفية قادته، فؤاد شُكر وإبراهيم عقيل، في هجمات مركزة في قلب بيروت، وعمليتا الوعي/السايبر المركزتان على أجهزة اتصال نشطائه – أدت بنصرالله لان يعترف، في خطابه يوم الخميس الماضي بان منظمته تلقت ضربة اقسى منذ قيام حركة المقاومة.
إزالة تهديد الرد امس من قبل الجيش الإسرائيلي أعطت أيضا إشارة البدء لحزب الله، بخلاف نية الرد السابقة لديه في 25 آب. ينبغي القول ان إسرائيل دفعت المنظمة الى موقف كان الرد الذي نشهده في اليوم الأخير محتما.
رغم التدهور وبعض من “كسر المعادلات” غير المكتوبة التي رافقتنا هذه السنة يمكن وينبغي القول ان اليوم أيضا يحاول الطرفان، إسرائيل من هنا وحزب الله من هناك الحفاظ على حدود (جديدة) تمنع في هذه المرحلة الدخول الى حرب شاملة. إسرائيل تقيد الأغلبية الساحقة من هجماتها في منطقة جنوب لبنان، ورد حزب الله يبقى في مجال خط حيفا – طبريا شمالا (بالمناسبة مجال المواجهة إياه من حرب لبنان الثانية).
لا تعمل منظمة الإرهاب حتى الان في نطاقات القدرة التي لديها. لا في رشقات قوية جدا (في وسعها أن تطلق رشقات من مئات الصواريخ في الساعة) ولا بالسلاح الصاروخي الدقيق. بتقديري هذا هو السبب الذي لم يجعلها حتى امس تطلق الى جنوبي حيفا (غوش دان، بنى تحتية وطنية جنوب حيفا، الخضيرة وغيرها). هي تعرف أن عملا كهذا كفيل بان يؤدي الى اعلان حرب وخروج تام عن مسيرة متحكم بها، مثلما يبدو الحال في هذه النقطة الزمنية.
فتح العيون والقدرات
في حالة نتيجة لا يكون بوسع إسرائيل ان تمر عليها مرور الكرام، من شأن الواقع ان ينقلب دفعة واحدة. وبالتالي فان مهمة الدفاع الجوي في هذه الأيام الحرجة مزدوجة: من جهة احباط وتقليص الإصابات في أراضي إسرائيل، وحتى الان تم هذا بشكل باعث على التقدير. من جهة أخرى، السماح للمستوى السياسي بان يتحكم بمستويات التدهور انطلاقا من القوة وليس انطلاقا من الاضطرار او الضعف. هذه نقطة قوة هامة لدولة توجد لها هذه القدرات.
الى جانب ذلك يجدر بالذكر كل الوقت بان المعركة الجنوبية لا تزال جارية و “مفتوحة” – حتى في سياق منحى المخطوفين الذين توجد فيه في هذه اللحظة، وكذا في سياق التفضيل الذي قررته الحكومة ولم تغيره بين الساحات (في هذه اللحظة هذا عبء رسمي يجدر حله).
بغض النظر، في اليوم الأخير أيضا نشهد معنى الحرب متعددة الساحات، وحدة الساحات والتضامن بين ايران ووكلائها – حقيقة تستوجب من جهاز الامن فتح العيون وانعاش القدرات في الساحة الأخرى أيضا.
بتقديري، تحدي الساحات من الشرق ومن الجنوب سيستمر طالما تعمقت المعركة في لبنان. عندما نرى هجمات الجيش الإسرائيلي تتسع شمالا عن منطقة جنوب لبنان، وحزب الله يطلق ويفعل قدرات من جنوب مجال حيفا والسهول، سنعرف أننا في حرب شاملة. نأمل ان يكون المحتم لا يزال غير محتم، رغم أيام التصعيد والمعركة التي نشهدها.