ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: جنرال وفيلسوف

إسرائيل اليوم 2022-09-06، بقلم: ليلاخ شوفال 

هرتسي هليفي، رئيس الاركان الـ 23 للجيش الإسرائيلي، جنرال وفيلسوف. قادته ومرؤوسوه يصفونه شخصاً حاد الذكاء، لامعا وإبداعيا على نحو خاص، إنسانياً جدا لكنه مع ذلك منضبط قليلاً و”أقل صداقة”.

ولد هليفي وترعرع في القدس. وهو سليل سلالة حاخامين فاخرة – جده كان نشيطاً في “الايتسل” وجدته سليلة عائلة الحاخامين كوك، وهي ابنة أخ الحاخام اسحق هكوهن كوك.

أطلق والداه عليه اسم عمه الذي سقط في حرب “الأيام الستة” في المعركة على القدس، وأرسلاه للتعليم في المدرسة الدينية “ايملفرب”. في الصباح كان تلميذا في قبيلة “مسوءوت” الدينية لحركة الكشافة.

تجند للجيش في العام 1985. في البداية لنواة “ناحل” في الكيبوتس، وبعد ذلك لكتيبة “الناحل” المظلية. عُين لاحقا قائدا لسرية مظليين، وفي العام 1993 انتقل إلى “سييرت متكال”، حيث شغل منصب قائد سرية التأهيل في الوحدة.

أثناء خدمته في مناصب مختلفة في “سييرت متكال” شارك في عمليات عديدة، بما فيها اختطاف مصطفى ديراني ومحاولة إنقاذ الراحل نحشون فاكسمان. في آذار 2001 رفع إلى رتبة مقدم وعين قائدا لـ “سييرت متكال”.

في العام 2005 تسلّم اللواء هليفي قيادة لواء منشه، وفي العام 2005 قاد لواء المظليين النظامي، وقاده أيضا في حملة “الرصاص المصبوب”.

رفع في العام 2009 إلى رتبة عميد، وعين رئيس لواء التشغيل في شعبة الاستخبارات. بعد سنتين من ذلك عُين قائدا لفرقة الجليل، وشغل لاحقاً منصب قائد كلية القيادة والأركان.

في العام 2014 عُين رئيسا لشعبة الاستخبارات، وعندها وضع إخطاراً إستراتيجياً لانعطافة سلبية في الساحة الفلسطينية في “يهودا” و”السامرة”.

لم يتحقق الإخطار لكن في الجيش الإسرائيلي يواصلون القول إنه ساري المفعول ومن غير المستبعد أن يتحقق بالذات أثناء ولايته، حيث من المعقول الافتراض بأن أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، ابن الـ 87 عاماً، لن يواصل مهام منصبه.

في العام 2018 تسلم هليفي قيادة المنطقة الجنوبية. وفي إطار منصبه هذا دفع قدماً بسياسة التطلع إلى تسوية مع “حماس” كوسيلة للاستقرار الأمني. بعد حملة “حزام أسود” علم أن هليفي انضم إلى رئيس “الموساد” في حينه، يوسي كوهن، في رحلة إلى قطر حيث قالت المنشورات الأجنبية إنهما طلبا أن تواصل قطر المساعدة في نقل المال إلى القطاع لغرض الحفاظ على استقراره.

في تموز 2021 دخل مكتب نائب رئيس الأركان بدلاً من اللواء إيال زمير.

يسكن هليفي في مستوطنة في بنيامين نالت وصف “مستوطنة الجنرالات”، بسبب رجال الجيش الكثيرين الذين يسكنون فيها. وهو متزوج من شارون وأب لأربعة، ويعتمر “كيبا شفافة”. يحمل لقباً جامعياً أول في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية في القدس، ولقباً ثانيا في إدارة المقدرات الوطنية من جامعة الأمن القومي في واشنطن.

قبل تسع سنوات عندما كان قائداً لفرقة الجليل تصدر تقريرا في “نيويورك تايمز” في غاية المديح له. زعم التقرير أنه لم يبعد اليوم الذي يعين فيه هليفي رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي. وقد وصف هناك بانه الجنرال الفيلسوف، ضابط يحب أن يقتبس عن الرمبام وسقراط.

معارفه ومرؤوسوه يبلغون أن رئيس الأركان التالي للجيش هو ضابط لامع يجلب معه إلى المنصب مفاهيم جديدة وأفكارا إبداعية جدا أنتجت غير قليل من النجاحات العملياتية. هو إنساني جداً لكن مع ذلك يبث قدراً معيناً من الابتعاد وضبط النفس، والكاريزما – إحدى المزايا الواضحة لرئيس الأركان المنصرف كوخافي – لا “تنسكب” منه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى