ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: تقترب ساعة الصفر للهجوم في ايران

إسرائيل اليوم 27-2-2025، يوآف ليمور: تقترب ساعة الصفر للهجوم في ايران

إسرائيل تقترب من نقطة الحسم بالنسبة لامكانية الهجوم على منشآت النووي في ايران. وذلك على خلفية التقدم المقلق في عناصر مختلفة من المشروع النووي والفهم بان هذه ساعة مناسبة على خلفية الضعف النسبي لإيران والتنسيق الوثيق مع الإدارة الامريكية الجديدة. في العقد والنصف الأخيرين تنشغل إسرائيل بين الحين والآخر في إمكانية هجوم على منشآت النووي في ايران. وقد بلغ هذا الانشغال ذروته في بداية العقد الماضي وكان أحد المحركات للتوقيع على الاتفاق النووي في 2015. بعد توقيعه قلصت إسرائيل جدا الانشغال بالموضوع، ووجهت المقدرات الى مجالات أخرى. بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 في عهد إدارة ترامب الأولى – لم تسرع إسرائيل الجاهزية، والتعليمات للاستعداد لذلك من جديد بكثافة صدرت مع تسلم رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت منصبه في 2022. 

هذه الجاهزية ابقيت أيضا في اثناء الحرب. في بعض المفاهيم نجدها حتى تسارعت لان الهجمات التي نفذت في مسافات بعيدة – واساسا في اليمن وفي ايران – دربت القوات والقيادات على عمليات معقدة كهذه. ومع ذلك فان هجوما محتملا على منشآت النووي في ايران ستكون أكثر تعقيدا بكثير من حيث عدد الطائرات وأنواع الذخيرة وكذا في كل ما يتعلق بالتنسيق المعقد المطلوب بين القوات ومع جهات أخرى. 

انهيار السور الإيراني

في الفترة الأخيرة تعاظم الانشغال في الموضوع، على خلفية أربعة مواضيع سجل فيها تغيير ذو مغزى. الأول، هو الضربة الشديدة للمحور الإيراني واساسا لحزب الله. فقد بنت ايران المنظمة الشيعية في لبنان كسور واقٍ معد لحمايتها من هجوم محتمل على منشآت النووي. معقول أن هذا كان أيضا أحد الأسباب الذي جعل حزب الله لا ينضم الى هجوم حماس في 7 أكتوبر، وحتى بعد ذلك امتنع عن دخول واسع الى الحرب. اما الان بعد أن صفي مسؤولوه وتضررت قوته العسكرية جدا، فان قدرته على مساعدة ايران تقلصت جدا ومعقول ان يكون في المنظمة يخشون أيضا من أن تستغل إسرائيل الفرصة الأولى لضرب قدراتهم التي لم تعالج في الحرب.

الموضوع الثاني هو الضربة لإيران نفسها. فبعد هجوم الصواريخ الإيراني الأول، في نيسان 2024 ردت إسرائيل بضربة موضعية لرادار احدى بطاريات الدفاع الجوي في ايران. كانت هذه إشارة – لم تلتقط في طهران. بعد هجوم الصواريخ الثاني، في أكتوبر 2024، عملت إسرائيل بشكل واسع ضد منظومات الدفاع الجوي في ايران، وعمليات تركتها “عارية” بمفاهيم عديدة وبذلك سمحت لسلاح الجو بمجال عمل واضح. منذئذ دخلت ايران سباق التسلح من جديد في روسيا لكن التقدير هو أنها ستحتاج 9 – 12 شهرا آخر الى أن تتلقى منظومات دفاع بديلة تصعب الهجوم على اهداف إستراتيجية في نطاقها. 

التنسيق مع واشنطن

الموضوع الثالث هو إعادة انتخاب ترامب للرئاسة الامريكية. صحيح أنه ألمح مؤخرا بانه سيكون منفتحا على الحوار مع ايران على اتفاق نووي جديد، لكنه بالمقابل أمر بإعادة فرض “عقوبات شالة” عليها، ومشكوك أن يقيد هجوما إسرائيليا يوصف كدفاع عن النفس ضد دولة أعلنت أن في نيتها إبادة إسرائيل. هجوم كهذا يستوجب تنسيقا وثيقا بين القدس وواشنطن، بمفاهيم عملية يجري منذ الان على خلفية التعاون الممتاز بين الجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الوسطى الامريكية (سنتكوم). 

الموضوع الرابع هو التقدم المتسارع الذي سجل مؤخرا في عناصر مختلفة من المشروع النووي الإيراني. فقد أفادت الوكالة الدولة للطاقة الذرية أمس بان ايران جمعت 274 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب لدرجة 60 في المئة، التي يمكن منها التقدم في غضون بضعة أيام الى مستوى تخصيب عسكري بمعدل 90 في المئة اللازمة لانتاج المادة المشعة للقنبلة.

هذه الكمية تكفي ايران لانتاج ست قنابل، وبالتوازي نشرت في وسائل الاعلام الدولية تفاصيل تشهد بان المنظومة المسؤولة عن تركيب القنبلة عادت هي الأخرى الى عمل واسع. 

طهران لم تتخذ بعد قرارا رسميا بالاقتحام الى القنبلة، لكن الأسباب الثلاثة الأولى التي ذكرت – ضعفها الإقليمي، غياب دفاع جوي وصعود ترامب – كفيلة بان تدفعها الى مثل هذا القرار. تلميحات بذلك جاءت في تصريحات مختلفة لمسؤولين كبار في الحكم الذين بخلاف الماضي لم يستبعدوا إمكانية أن تحوز ايران سلاحا نوويا. 

إسرائيل واعية لهذه المسائل ويخيل ان من ناحيتها أيضا هذه نافذة فرص للهجوم، مثلما فهم من تصريحات مختلفة لرؤساء المستوى السياسي والأمني. كما أن وقف النار في لبنان وفي غزة – والثقة العظيمة التي تحققت في اثناء القتال في الأشهر الأخيرة – كفيلة بان تقربها من القرار للعمل، رغم التبديل الشخصي المتوقع الأسبوع القادم في الجيش الإسرائيلي حين سيحل ايال زيسر محل هرتسي هليفي الذي يعتزل منصب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى