ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: تصفيات في أرض العدو بين التصعيد والتسوية الاقليمية

إسرائيل اليوم 1/8/2024، العميد احتياط تسفيكا حيموفيتش *: تصفيات في أرض العدو بين التصعيد والتسوية الاقليمية

مقتل 12 طفلا يوم السبت كنتيجة لسقوط صاروخ في مجدل شمس كان نقطة انعطافة في الساحة الشمالية. 

لأول مرة منذ 7 أكتوبر نجد أنفسنا نقف امام مفترق حسم وانعطاف استراتيجي: حرب أو تسوية. استمرار الاستنزاف لا يمكنه أن يواصل الوجود بعد تصفية رئيس اركان حزب الله في بيروت وزعيم حماس هنية في طهران. فطبيعة احداث من هذا النواع هي أنها لا تسمح بإعادة الدولاب الى الوراء.

الحدث في مجدل شمس اجبر إسرائيل على كسر المعادلة والرد بشكل يخرق التوازن غير المكتوب الذي صممه الطرفان بمعونة صواريخ وكلمات في الأشهر العشرة الأخيرة. ففي اختيار هدف التصفية – رقم 2 في حزب الله – ومكانها (بيروت)، وهكذا أيضا في تصفية هنية في طهران، يوجد نوع من التوازن الحساس الذي في المثلث: قيمة الهدف، امتناع عن حرب، نقل رسالة واضحة بتغيير المعادلات. 

عندما قررت إسرائيل طبيعة الرد، تصفية هنية ليست جزءاً من الرد على المذبحة في مجدل شمس بل جزء من اغلاق الحساب مع قيادة حماس المسؤولة عن احداث 7 أكتوبر. اما تلاصق التصفيتين فيخدم الغاية العامة.  فقد قررت إسرائيل ما لا تريده أيضا، وهذا هو جر المنطقة الى حرب. هنا يمكن ان نجد تماثلا واضحا جدا بين الرد الإسرائيلي على ليلة الهجوم الإيراني – حين تعرض للهجوم رادار بطارية الدفاع الجوي التي تحمي احدى منشآت النووي في ايران – وبين التصفية في قلب بيروت لرقم اثنين في حزب الله. في الحالتين كان الهدف مركز في قلب ارض العدو، تماثل ينقل رسالة لا تقام بوزن الذخيرة وعدد القتلى.

لا يزال من السابق لاوانه القول اذا كانت التصفيات حققت كل أهدافها – اذ ان الهدف ليس فقط الرد. في عملية من هذا النوع يريد المرء ويحتاج التأثير على سلوك الطرف الاخر وتغييره، او على الأقل خلق الظروف التي تسمح بتغيير الواقع. رد حزب الله المنسق مع ايران سيصمم بقدر كبير كيف سيكون وجه المعركة. فالتدهور الى حرب يمكن ان يحصل في ضربة دقيقة لمقدر ذي مغزى، بنار نحو وسط البلاد او في اعقاب نتيجة مأساوية شاذة أخرى. رد محدود يمكنه أن يجلب فرصة لانهاء الحرب ولتسوية في الشمال. لهذا الغرض مطلوب زعامة تحدد استراتيجية متعددة الجبهات في نظرة بعيدة المدى. 

رد حزب الله لا بد سيأتي، وكل الإمكانيات مفتوحة بما في ذلك الحوثيين، الميليشيات في العراق او ايران نفسها. للدفاع الجوي دور مزدوج وهام في الواقع الحالي. فضلا عن الإحباط والاعتراض كل تهديد محتمل، عليه ان يسمح لاصحاب القرار بالتمسك بالاستراتيجية ذاتها، دون ان يجبرها على الرد بسبب إصابات بالارواح او ببنى تحتية حرجة.

في هذه الأيام بالذات علينا أن نتذكر بان اعمالا تكتيكية، مهما كانت ناجحة من شأنها أن تضيع هباء دون غاية استراتيجية تعرف كيف تستغلها وتستخلص اقصى ما فيها. يحتمل ان نكون خلقنا لحظة مناسبة لانعطافة استراتيجية لدرجة تسوية إقليمية وعلى رأسها منحى لتحرير المخطوفين وتعزز التحالف الديني بقيادة الولايات المتحدة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى