إسرائيل اليوم: ترامب يطالب باتفاق أكثر تشددا من 2015 وإسرائيل تريد حلا يتضمن تهديد الصواريخ

إسرائيل اليوم 10/4/2025، دودي كوغان ونيتع بار: ترامب يطالب باتفاق أكثر تشددا من 2015 وإسرائيل تريد حلا يتضمن تهديد الصواريخ
يوم السبت ستعود الولايات المتحدة وايران الى طاولة المفاوضات على البرنامج النووي الإيراني، بعد نحو عقد على التوقيع على الاتفاق النووي في 2015 وبعد 7 سنوات من انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق إياه الذي وصفه بانه “الاتفاق الأسوأ”. فما هي احتمالات ان تثمر المحادثات اتفاقا جديدا؟
الشكوك تسود في المجال والأسباب واضحة: “واشنطن تطالب باتفاق أوسع واكثر تشددا، فيما أن المعسكر المحافظ في ايران يتمترس في مواقفه الصقرية وإسرائيل تصر على حل شامل للتهديد الإيراني، بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية والدعم للمنظمات الإقليمية المرعية – وهي مواضيع ترفضها إسرائيل رفضا باتا.
لكن قوى شديدة العظمة تدفع نحو الحل الوسط: الاقتصاد الإيراني يجثم امام سياسة “الضغط الأقصى” الذي يمس مسا شديدا في صناعة النفط، بينما الولايات المتحدة تبني تواجدا عسكريا مكثفا في المنطقة. وهذه سبق أن جلبت ايران الى طاولة المباحثات رغم المعارضة العلنية من الزعيم الأعلى خامينئي.
كم نووي يوجد لإيران
بالتوازي، تكتشف إسرائيل بان مجال المناورة لديها محدودا اكثر حيال إدارة ترامب العاطفة، مثلما انعكس الامر في لقاء نتنياهو في الغرفة البيضوية. والعنصر الحاسم: ترامب نفسه يسعى الى اتفاق ويشدد هذا في تصريحاته في ظل الابتعاد عن الخيار العسكري.
الوضع النووي الحالي مقلق على نحو خاص: انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أدى عمليا الى انهياره مع تسريع تخصيب اليورانيوم الإيراني وتقليص الرقابة الدولية. المعطى الأكثر اقلاقا هو مخزون اليورانيوم المخصب الى مستوى 60 في المئة – وهو مستوى عديم المبرر المدني، ولا تفصله الا خطوة واحدة على المستوى العسكري بمعدل 90 في المئة.
وحسب معهد “ايران ووتش”، الذي يستند الى تقارير وكالة الطاقة الذرية، فان مخزون اليورانيوم المخصب الى 60 في المئة لدى ايران يكفي لثماني قنابل نووية، بعد تخصيب إضافي. طهران قادرة على أن تخصب مادة تكفي لخمس قنابل في غضون أسبوع فقط من لحظة القرار.
اتفاق 2025 وان كان يقيد تخصيب اليورانيوم الإيراني وفرض رقابة مشددة لكنه تجاهل برامج الصواريخ والمُسيرات ودعم طهران لمنظمات الإرهاب. رفع العقوبات حسن وضعها الاقتصادي وسمح بتسريع تطوير السلاح وضخ المليارات للمنظمة المرعية. إضافة الى ذلك، كان الاتفاق مؤقتا، مع انتهاء مفعول القيود المركزية بعد عقد. اما ترامب فقد أوضح بانه لن يقبل اتفاقا مشابها ونتنياهو يروج لـ “نموذج ليبيا” – الذي يتعلق بتفكيك البرنامج النووي الليبي في 2003. “نحن متفقون على أنه لن يكون لإيران سلاح نووي”، قال. “يمكن لهذا ان يتم بالاتفاق، لكن فقط اذا كان هذا الاتفاق هو اتفاق على نمط ليبيا: عندما ندخل نقصف المنشآت ونفكك كل الأجهزة برقابة أمريكية وبتنفيذ امريكي – هذا جيد”.
تذكير: في2003 وافق القذافي على تفكيك منظومة سلاح الدمار الشامل مقابل رفع العقوبات، وفي ضوء تهديد عسكري امريكي ملموس بعد عملية 11 أيلول. اتاحت طرابلس قدرة وصول كاملة للمراقبين الدوليين، الذين فككوا ودمروا العتاد وارسلوا العناصر والوثائق الى الولايات المتحدة لغرض التحليل. ومع ذلك كانت ليبيا في المراحل الأولية فقط من التطوير النووي على مسافة 3 – 7 سنوات. وتضمن الاتفاق مع ليبيا أيضا تفكيك كبير لترسانة السلاح الكيماوي التي لديها – عنصر ليس موجودا في الحالة الإيرانية.
تحديات طهران
تطبيق نموذج ليبيا في ايران سيكون صعبا لعدة أسباب. أولا، البرنامج الإيراني اكثر تقدما بكثير. ثانيا، من الصعب أن نرى كيف يمكن لطلب التفكيك الكامل ان يستوي مع الموقف الاولي لطهران المصمم على الإبقاء على برنامج نووي مدني. وأخيرا، محافل متطرفة في طهران يمكنها أن تشير الى حقيقة أن ليبيا لم تحظى بعلاقات كاملة مع الغرب، فيما أن القذافي سقط في نهاية الامر – كدليل على أن التخلي عن النووي لا يضمن بقاء النظام.
وماذا سيحصل اذا فشلت المحادثات؟ “سيكون قصف، قصف مثله لم يسبق لهم ان رأوه”، يعد ترامب. يتبقى أن نرى اذا كان هذا التهديد يكفي لاجل إزالة التهديد الإيراني.