ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم : ترامب لم يعد متفائلا، وفي طهران مقتنعين ان لديهم مجال مناورة دبلوماسي

إسرائيل اليوم  12/6/2025، يوآف ليمور: ترامب لم يعد متفائلا، وفي طهران مقتنعين ان لديهم مجال مناورة دبلوماسي

بغياب موقف مباشر وصريح من الجانب الإسرائيلي، يبقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصدر المعلومات الأساس بما يجري حيال ايران. تصريحاته شبه اليومية تتيح مقياسا متواصلا لاحتمال الوصول الى اتفاق جديد مع طهران، مقابل الإمكانيات في ان يجتث برنامجها النووي بهجوم عسكري.

حرص ترامب في الأسابيع الأخيرة على الاعراب عن تفاؤل ما. ويبدو أن أقواله قبعت أيضا في أساس المنشورات عن اتساع الفجوات بين واشنطن والقدس، في ضوء ميل إسرائيل لتفضيل خيار الهجوم.  وذلك خوفا من أن يكون الاتفاق الموقع جزئيا ولا يعطي جوابا لعموم المسائل التي تقلق إسرائيل – المشروع النووي والى جانبه انتاج ونشر الصواريخ والمُسيرات ودعم الإرهاب في المنطقة.

في الأيام الأخيرة ازدادت المؤشرات على أن ايران تعارض هذه الاقتراحات الامريكية أيضا، والتي كما يذكر اثارت قلقا في إسرائيل. يخيل أن الإيرانيين مقتنعون بانه لا يزال لديهم مجال مناورة دبلوماسي هام، قبل ان تنزلق الأطراف الى مواجهة عسكرية. كما حرص الإيرانيون على التحذير من تداعيات مثل هذه المواجهة، عندما أوضح وزير الدفاع عزيز نصير زاده بان القواعد الامريكية في الدول المضيفة ستتعرض هي الأخرى للهجوم.

للامريكيين توجد عدة قواعد في المنطقة – اثنتان بارزتان على نحو خاص: قيادة اسطول المنطقة المركزية الامريكية في البحرين، وقاعدتهم الجوية المركزية في قطر – والى جانبهما تواجد عسكري في دول أخرى بما في ذلك إسرائيل حيث تنصب بطاريات اعتراض الصواريخ من طراز ثاد وأجهزة رادار.

 مقياس ترامب

هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها ايران منع هجوم على مصالحها من خلال تهديد مباشر على جنود أمريكيين. لا يوجد رئيس امريكي لا يخاف من صور توابيت ملفوفة بالعلم القومي وبينهم جنود سقطوا على ارض اجنبية وفي حروب اجنبية. هذه المشاهد كانت في أساس امتناع الأمريكيين شبه المنهاجي عن استخدام القوة في المنطقة في السنوات الأخيرة، ويمكن الافتراض بانها ستكون في مركز المعضلة في واشنطن المتمثلة بسؤال هل يمنع هجوما إسرائيليا أم ينضم اليه او الوقوف جانبا والاكتفاء بمساعدة غير مباشرة في شكل معلومات استخبارية، انقاذ ودفاع جوي. 

“مقياس ترامب”، صحيح حتى أمس ازاح العقرب باتجاه الهجوم، دون الإشارة من سيقف خلفها. في مقابلة مع “نيويورك تايمز” قال انه “واثق اقل” بالنسبة لامكانية تحقيق اتفاق مثلا كان قبل بضعة اشهر. وكرر ترامب قوله المعروف بانه “سيكون جميلا الوصول الى انجاز منع نووي إيراني بدون قتال، بدون أن يموت الناس”، لكنه أضاف بانه يلحظ حماسة اقل في طهران للوصول الى اتفاق.

 بعض المحللين يرون في هذه الاقوال محاولة لممارسة الضغط على طهران قبيل جولة المحادثات القريبة التي من المتوقع أن تجرى يوم الاحد في عُمان. يمكن أن نضيف الى ذلك التقارير شبه العلنية في إسرائيل عن الجاهزية العالية في سلاح الجو للهجوم وعن أن جولات الهجوم الأخيرة في اليمن هي اعداد “للامر الحقيقي” في طهران.

 فرصة نادرة

في إسرائيل يشخصون فرصة نادرة، قد لا تتكرر، لهجوم الان في ايران على خلفية سلسلة ظروف – تسريع سياقات تخصيب اليورانيوم الذي تجريه ايران في الأشهر الأخيرة؛ الضرر الواسع الذي لحق بمنظومات الدفاع الاستراتيجية لديها في هجمات سلاح الجو في السنة الماضية؛ الضرر الشديد الذي لحق بحزب الله وبالحلفاء الاخرين، باستثناء الحوثيين؛ وتعهد ترامب الا تحصل ايران على سلاح نووي بكل حال – “في اتفاق ام بطريق آخر”، على حد قوله.

المسألة الأولى المتعلقة بتخصيب اليورانيوم يفترض أن تمنح إسرائيل تأييدا دوليا واسعا في حالة اختيارها الهجوم. وحسب التقارير الأخيرة لوكالة الطاقة الذرية، فان ايران تحوز 408.6 كيلو غرام من اليورانيوم المخصيب بدرجة 60 في المئة، كمية تكفي لانتاج نحو 10 قنابل.

امس بعث مجلس أمناء الوكالة طرقات أخرى ارتكبتها ايران، وإمكانية فرض عقوبات متجددة. رسميا، إسرائيل ليست طرفا في هذه المحادثات، وان كانت لها مصلحة كبيرة في الحفاظ على ائتلاف دولي قوي ضد ايران فيما تكون كل الأوراق على الطاولة.

 فضائل ونواقص في نظر المستخدم

من يبحث عن مؤشرات أخرى كتلميح لما سيأتي سيجدها أيضا في تحذيرات نشرتها أمس بريطانيا (بالنسبة للمخاطر على السفن في الخليج الفارسي) والولايات المتحدة (التي تستعد لاخلاء السفارات في بغداد، في البحرين وفي الكويت، وربما أيضا قواعد في المنطقة)، وكذا في الصمت الاستثنائي لسياسيين إسرائيليين يكثرون من الحديث في كل موضوع وشأن، وبالذات في المسألة الأهم يفرضون على أنفسهم الصمت.

في الأيام الأخيرة وان كان استخدام زائد للنووي الإيراني، في اطار الجهود لاقناع الأحزاب الحريدية الا تؤيد حل الكنيست فيما أن جزء من هذه المحادثات تضمنت معلومات حساسة لسياسيين ومستشارين عديمي التصنيف وكثيري الثرثرة.

يبدو أن الحسم في نهاية الامر سيقع في المحور بين ترامب ونتنياهو، الذي يفترض أيضا ان يزوج ابنه يوم الاثنين القادم. التقارير في الأيام الأخيرة وان كانت بشرت بخلاف بين الرجلين، لكن من غير المستبعد أن تكون هذه هي ستار دخان. فالامريكيون يرون فرصة إقليمية واسعة تتضمن ليس فقط المسألة الإيرانية بل وأيضا انهاء الحرب في غزة، إعادة المخطوفين، تحقيق خطتهم الكبرى بصفة إقليمية عظمى تتضمن تطبيعا إسرائيليا – سعوديا.

في إسرائيل يميلون لان يروا في الأساس الفضائل التي في الهجوم على ايران. وفي نفس الوقت ابراز النواقص التي في انهاء الحرب. وكما هو الامر دوما، فان الحياة اكثر تعقيدا، إذ انه لهجوم في ايران أيضا توجد نواقص ولاتفاق في غزة توجد نقاط إيجابية عديدة وعلى رأسها المخطوفون.

على خلفية ضعف الكابنت والميل لاقصاء بعض الجهات عن المعلومات، وفي ضوء الوزن الاستثنائي للمسائل على جدول الاعمال، ينبغي الامل بان من يبقى في الغرف المغلقة حيث تتخذ القرارات يتحدث بشكل موضوعي وليس لغرض البروتوكول.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى