إسرائيل اليوم: ترامب في ولايته الثانية يمكن له ان يصبح افضل رئيس نعرفه
إسرائيل اليوم 17/11/2024، ايال زيسر: ترامب في ولايته الثانية يمكن له ان يصبح افضل رئيس نعرفه
إدارة دونالد ترامب، اذا ما حاكمنا الأمور حسب التعيينات التي اعلن عنها الرئيس المنتخب ستكون على ما يبدو “إدارة يمين على المليء”، وثمة من سيقول إدارة يمينية ذات مواقف صقرية حتى اكثر من مواقف حكومة إسرائيل.
بدء بالسفيرة الى الأمم المتحدة، عضو الكونغرس اليس سبتنك، التي قادت المعركة ضد الإرهاب واللاسامية اللذين تعززا في الجامعات الامريكية؛ عبر السفير الى إسرائيل مايك هكابي المؤيد بالفم المليء لضم يهودا والسامرة الامر الذي حتى حكومة إسرائيل تخشى من التعهد به؛ وانتهاء بوزير الخارجية ماركو روبيو، بمستشار الامن القومي مايكل فالس وبوزير الدفاع بيت هكسغت – كلهم مؤيدون واضحون لإسرائيل.
تدل هذه التعيينات على أن دونالد ترامب لا يحب حسابا لاحد ويتخذ القرارات وفقا لارائه ونزواته أيضا. اكثر مما تجرأ في ولايته الأولى. ومع ذلك، فقد عين هؤلاء الأشخاص في مناصبهم ليس بسبب مواقفهم في مسألة الشرق الأوسط او إسرائيل بل بسبب ولائهم والتزامهم بالرئيس المنتخب. لهذا السبب شطبت من القائمة أسماء بعض من مؤيدينا الكبار في الولاية الأولى لترامب – وزير الخارجية مايك بومباو والسفيرة الى الأمم المتحدة نيكي هيلي.
تعيينات ترامب هذه تبدد بعض الشيء الغموض وعلامات الاستفهام في الأشهر الأخيرة بالنسبة لنوايا وسياسة ترامب في المستقبل. فالى جانب التأييد والحنينية تجاه إسرائيل فانه توجه كما هو معروف الى جمهور المصوتين العرب، الذي هو في قسمه الأكبر مناهض لإسرائيل بوضوح وحاول تجنيده الى جانبه. وقد وعد المصوتين العرب بان ينهي الحرب في منطقنا – وهؤلاء فسروا الاقوال كوعد منه للضغط على إسرائيل لانهاء الحرب في غزة وفي لبنان، قبل أن تحقق فيها أهدافها.
لكن لا يدور الحديث فقط عن تصريحات انتخابية بل وأيضا عن تغيير ذي مغزى تحقق في داخل “العائلة الملكية”. ففي الولايات الأولى لترامب تحكمت ابنته ايفانكا التي تهودت تهويدا ارثوذكسيا وزوجها جارد كوشنير الذي كان مبعوث الرئيس الى الشرق الأوسط ودفع الى الامام باتفاقات إبراهيم و”صفقة القرن” التي استهدفت حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. ضحك القدر، بالمناسبة، هو أن أبو مازن الذي رفض الصفقة وبعث بترامب الى “الجحيم” يغازله بنشاط اليوم في محاولة منه لان ينتزع منه ما رفض الفلسطينيون قبوله قبل بضع سنوات فقط.
غير أن الدائرة العائلية التي تحيط بترامب اليوم تضم أيضا ممثلي العالم العربي: مُسعد بولس حمى ابنته والكفيل بان يعين كمبعوثه الى العالم العربي. ابن مُسعد، مايكل، متزوج من ابنة ترامب، تيفني. بولس الاب هو رجل اعمال لبناني، تنافس في 2009 وخسر في الانتخابات للبرلمان اللبناني في قائمة تصدرها سليمان فرنجية حليف منظمة حزب الله.
اليوم يدعو بولس الى السلام بين إسرائيل والعرب ويبدو أن تواجده الى جانب ترامب نقله الى جانب الاخيار. لكن مع ذلك، في رأس اهتمامه يوجد لبنان والعالم العربي، ومن هنا أيضا جهوده لاقناع ترامب لانهاء الحرب في منطقتنا بسرعة.
وبعد كل هذا، ترامب في ولايته الثانية بقي لغزا. فهو يوجد في موقع قوة قلة ممن نزلوا في البيت الأبيض تمتعوا بها. فهو ليس ملزما لاحد بشيء ولا يحتاج لاحد.
هل سيتبين كانعزالي يمقت التدخل الأمريكي في شؤون العالم لان برأيه يأتي هذا على حساب دافع الضرائب الأمريكي وبالتالي سيمتنع عن العمل بحزم ضد إسرائيل ويسعى الى الهدوء والاستقرار؟ ام ربما بالذات لانه محرر اليوم من الاضطرابات سنحظى باسناد ويد حرة في محاولة إعادة تنظيم الشرق الأوسط والدفع قدما بعلاقاتنا مع العالم العربي، في ظل دحر المسألة الفلسطينين عن جدول الاعمال الإقليمي.
في اثناء ولايته الثانية في البيت الأبيض يمكن لترامب ان يصبح افضل رئيس نعرفه، لكن في نفس الوقت يمكن أيضا يتبين كمن قضم من الالتزام والمساعدة المالية والعسكرية التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل. مهما يكن من امر – لم يتبقَ لنا غير أن نصلي ونأمل بالخير.