إسرائيل اليوم: ترامب سيفهم قريبا بان التطورات في سوريا ستؤثر على المنطقة كلها
إسرائيل اليوم 8/12/2024، د. يوسف منشروف: ترامب سيفهم قريبا بان التطورات في سوريا ستؤثر على المنطقة كلها
اعلان الرئيس الأمريكي الوافد ترامب في أن ليس في نيته أن يتدخل في الحرب في سوريا لان “هذه ليست حربنا” يدل على نظرة ضيقة تستوجب انتقالا الى رؤية إقليمية واسعة.
حملة الاحتلالات التي تقوم بها جماعة المتمردين في سوريا بما في ذلك معاقل هامة لنظام الأسد، وصحيح حتى كتابة هذه السطور باتوا يتواجدون في بوابات دمشق ويطوقونها. إنجازات الثوار تمس بالذخائر الاستراتيجية لإيران في سوريا، بما في ذلك في احد معابر الحدود بين العراق وسوريا، في مدينة البوكمال، عمق زجاجة مركزي في المحور البري بين ايران وحزب الله. مسؤولون كبار في منظومة الارساليات الإيرانية صرحوا عن استعدادهم لان يصارعوا بتفانٍ لاجل الأسد، وامين عام حزب الله نعيم قاسم اعلن في خطابه يوم الخميس بان حزب الله سيقف الى جانب الأسد بقدر ما يستطيع. لكن في ذلك ما يغطي على المشاكل العويصة التي يوجد فيها الاسد. شهادات بارزة على ذلك يمكن ان نراها في اخلاء قادة فيلق القدس من سوريا الى لبنان والى العراق وفي اعلان الكرملين في ان ليس في نية موسكو انقاذ نظام الأسد. يبدو أن الأسد، اذا كان لا يزال يتبقى في دمشق لن تتمكن ايران وروسيا من إنقاذه مثلما في 2015. في هذه الساعات تتطلع العيون الى ايران، التي ترى في سوريا “حلقة أساسية” في المحور الممتد من طهران الى بيروت. ففي ذروة الحرب الاهلية في سوريا في صيغتها السابقة، سارع مهدي خزعلي، عضو طاقم التفكير الاستشاري لخامينئي في شباط 2013 بان طهران يمكنها أن تخسر اقليمها الجنوبي خوزستان (الغني بابار النفط) لا ان تخسر سوريا، لان سقوط سوريا معناه في نهاية الامر سقوط طهران. منذ استؤنفت الحرب في سوريا، اعلن مسؤولون في ايران ان هذه تشكل “مؤامرة أمريكية إسرائيلية” تتطلع للوصول بعد سوريا والعراق – الى ايران.
الوضع الصعب لحزب الله الذي يجعل من الصعب عليه مساعدة الأسد مفهوم في ضوء الضربة التي تلقاها من إسرائيل. لكن الظروف التي بسببها لا توجد ايران في “الوضع السابق” الذي كان يمكنها فيه ان تساعد نظام الأسد، مثلما شرح مسؤول امريكي في مقابلة مع “الجزيرة” لم تتضح بعد لكن يبدو أنا ستتضح في الأيام القريبة القادمة.
مهما يكن من أمر، سيفهم ترامب قريبا بان التطورات في سوريا ستؤثر على المنطقة كلها، واولا وقبل كل شيء على طهران. التغييرات الهامة في المنطقة في ظل حرب السيوف الحديدية واستئناف الحرب في سوريا تسرع تحديد مفهوم الامن وفقا للاحداث. في هذا الإطار تنطلق مزيد من الأصوات بين كبار المسؤولين، الأبواب ورجال الدعاية في النظام الإيراني ممن يدعون خامينئي الى تغيير عقيدة النووي الإيرانية وإنتاج سلاح نووي وذلك بهدف ترميم قوة الردع الإيرانية التي تضررت بشدة في ظل الاحداث والهجوم الإسرائيلي غير المسبوق في أكتوبر.
إسرائيل والإدارة الامريكية الوافدة ملزمتان بوضع خطة استراتيجية تستجيب للاحتياجات الأمنية للدولتين في ضوء الواقع المتغير في سوريا الذي يؤثر على المنطقة كلها.