ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: ترامب سيعفينا من الدولة الفلسطينية

إسرائيل اليوم 10/11/2024، ارئيل بولشتاين: ترامب سيعفينا من الدولة الفلسطينية

انتخاب دونالد ترامب المتجدد للرئاسة الامريكية هو بشرى ممتازة لإسرائيل من جوانب عديدة لدرجة أنه ليس سهلا ان نختار أي منها هو الأهم. فاستكمال إبادة حماس في غزة، تصفية تهديد حزب الله من لبنان، تضييق خطة ايران ونفي خيارها النووي، وقف التمويل الدولي لوكالات الأمم المتحدة المناهضة لإسرائيل، كبح اعمال المحاكم الدولية ضد إسرائيل وقادتها، السلام والتطبيع مع السعودية – كل هذه مواضيع في غاية الأهمية، سيبدأ العمل عليها ابتداء من 20 كانون الثاني 2025 بالتعاون بين إسرائيل وواشنطن، دون العصي في الدواليب التي لشدة الأسف اعتدنا عليها في عهد الإدارة المنصرفة. 

مع كل الأهمية الهائلة لما قيل، يوجد موضوع استراتيجي آخر – يرتبط جدا بكل المواضيع آنفة الذكر بل وربما أولها – على الأقل من ناحية فكرية – يستوجب معالجة مشتركة في السنوات الأربعة القريبة القادمة. 

بدء الولاية الثانية لترامب يفتح نافذة فرص لتنفيذ خطوة تحسن بلا قياس لإسرائيل، للشرق الأوسط وللعالم كله: الدفن النهائي للخطة الكابوسية بإقامة دولة عربية في بلاد اسرائيل غرب النهر. 

على مدى السنين استهدفت سياسة الحكومات برئاسة بنيامين نتنياهو احباط فكرة “دولة فلسطينية” لانه – وكذا معظم مواطني إسرائيل – يفهمون بان مثل هذا الكيان هو فقط وسيلة لتحقيق الحلم العربي لاماتة الدولة اليهودية.

كمحافظ حقيقي، فعل نتنياهو هذا بطريقته المحافظة، بخطى محسوبة وحذرة وبلا إماءات استعراضية – دون الغاء اتفاقات أوسلو من فوق منصة الأمم المتحدة ودون تطيير أبو مازن وعصبته المجرمة عائدين الى تونس. في هذه السياسة يوجد منطق كثير، بخاصة طالما كان يحكم في الولايات المتحدة زعماء كانوا يقبلون الصيغة الكاذبة “دولتين للشعبين” بشكل اعمى، وكأنها توراة جديدة أعطاها سيد الكون وكأن الواقع لم يثبت بان كل محاولة لتنفيذها في غزة، في السامرة وفي يهودا ستؤدي دوما الى سفك دم اليهود. طالما لم تنضج الظروف ما كانت الولايات المتحدة ببساطة تسند التنكر للصيغة التي تستهدف تصفيتنا حتى لو كان التنكر محقا. 

الان نضجت أخيرا الظروف. ترامب هو الرجل المناسب لالقاء الصيغ الكاذبة الى سلة المهملات، سواء بسبب دعمه لإسرائيل ام بسبب طبيعته المناهضة للتفكير من داخل الصندوق أم بفضل قدرته على أن يرى بدون حواجز من هو الخير ومن هو الشر، من هو المالك الحقيقي للبلاد ومن هو المتخفي المجرم، من صديق الولايات المتحدة ومن العدو. 

المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الغزيون في 7 أكتوبر، وحقيقة أن أحدا في المجتمع العربي في يهودا والسامرة لم يشجبها ويشجب مرتكبيها المجرمين تتيح لان نضرب الحقيقة في وجه العالم: إقامة دولة الإرهاب على حافة بيتنا القومي وبيوتنا الخاصة هي انتحار وإسرائيل لن توافق ابدا على الانتحار.

الرئيس الجديد – القديم لامريكا هو زعيم مصنوع من المادة الصحيحة. مثلما اعترف بالقدس عاصمة إسرائيل وبهضبة الجولان ومثلما قضى بانه لا يجب تسمية يهودا والسامرة ارضا محتلة، هكذا يمكنه أن يساعد رئيس الوزراء نتنياهو من تحرير إسرائيل من الطوق الخانق المتمثل بـ “رؤيا الدولة الفلسطينية”. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى