إسرائيل اليوم: تحديات مستقبلية امام اسرائيل: المشروع النووي، الحوثيين، والميليشيات الشيعية في العراق
إسرائيل اليوم 7/10/2024، شاحر كلايمن: تحديات مستقبلية امام اسرائيل: المشروع النووي، الحوثيين، والميليشيات الشيعية في العراق
في 6 أيلول 1970 نشبت مواجهة حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط. معاقل م.ت.ف أصبحت ملحقا سرطانيا في المملكة الأردنية في بداية ذاك الشهر حاول مسلحون قتل الملك حسين. وانتهى هذا بحمام دماء. رغم تدخل سوريا في صالح م.ت.ف، في غضون 315 يوما هربت القوات الأردنية رجال ياسر عرفات وهو نفسه اضطر لان ينتقل الى لبنان.
هجمة 7 أكتوبر أدت الى مواجهة فتاكة اكثر بكثير. بعد سنة من ذلك تكاد حماس تفقد جيش الإرهاب الذي اقامته. نحو 17 الف مخرب صفوا او اعتقلوا. الكثيرون أصيبوا او هربوا. معظم القيادة صفيت، وعلى رأسها محمد ضيف. زعيم المنظمة، إسماعيل هنية قتل في طهران. مئات الاف الغزيين فقدوا بيوتهم، عشرات الالاف قتلوا واكثر من مئة الف غادروا القطاع. يوجد بينهم منذ الان من يسمون هذه “نكبة ثانية”.
اذا كان محمد ضيف في صباح الهجمة تحدث عن تحرير المسجد الأقصى الان يطلبون في حماس العودة الى “حدود 8 أكتوبر”. القطاع بتر والجيش الإسرائيلي قضم نحو 30 في المئة من أراضيه. حتى الان هذه هي الضربة الأشد للمنظمة التي تريد أن تعيد الدولاب الى الوراء. وبناء على ذلك، تشهد الاستطلاعات على انهيار مكانتها. وعلى الرغم من ذلك تبدو واضحة جهود إعادة التنظيم حين يلقي مخربوها الرعب على الغزيين في محاكمات الشوارع. عيونها تتطلع الى السجناء الأمنيين الذين لعلهم يتحررون ليملأوا الثغرة في القيادة.
في المستوى السياسي – أبعدت الحرب التطبيع مع السعودية، لكن للجمود بين الرياض والقدس توجد أسباب أخرى. فالملك سلمان يعارض تطبيع العلاقات بدون حل المسألة الفلسطينية، في حكومة إسرائيل الحالية يعارضون البوادر الطيبة تجاه السلطة الفلسطينية، وولي العهد محمد بن سلمان يسعى لان يرفع الى الحد الأقصى المردودات عليه من الولايات المتحدة. ولا يزال، رؤيا الأمير في ان يصبح زعيم العالم العربي يبقى على ما هو ولهذا الغرب يتعين عليه أن يعقد حلفا مع إسرائيل.
النظام في طهران لم يخرج كاسبا من الحرب عندما تكون تصفيات نصرالله، هنية وكبار رجالات فيلق القدس قد مست بصورته. الهجمات في نيسان وفي أيلول لم ترمم الردع، وعرضت في العالم العربي كــ “استعراض” نسق مع الولايات المتحدة. لكن اكثر من كل شيء، مست حماس بالتهديد العسكري على إسرائيل. السنوار عطل عنصر المفاجأة من سلاح يوم الدين للايرانيين. اجتياح للجليل من قوة الرضوان في حالة هجوم على المنشآت النووي.
سنة على الجبهة الشمالية، رغم مئات الهجمات من حزب الله وعشرات الاف النازحين. نصرالله لم ينجح في انقاذ حماس. الثمن الذي دفعه لا يوصف: هو وتقريبا كل القيادة السياسية والعسكرية صفوا. اكثر من الف مخرب وقائد قتلوا. وقسم كبير من القدرات الاستراتيجية بمنظومة الصواريخ والخنادق في جنوب لبنان دمرت. في هذه الاثناء، ضاحية بيروت أصبحت ساحة صيد. بعد سنوات عديدة، المعادلات والخطوط الحمراء التي وضعها نصرالله في خطابات لا حصر لها شطبت وكأنها لم تكن.
مثل “أيلول الأسود” هجمة أكتوبر يجب أن تكي الذاكرة كخطأ استراتيجي. العجلة من الشيطان هي التي أدت الى انهيار حكم حماس في غزة وهزيمة المحور الإيراني. اخافة تجعل حماس جهة لا يؤبه لها في الساحة الفلسطينية. لاجل تحقيق هذه الأهداف تحتاج إسرائيل الى دهاء سياسي. عليها ان تعقد تحالفات جديدة، تسعى الى نظام جديد في لبنان وادراج بديل سلطوي في غزة. هكذا فقط يمكنها أن تواجه في المستقبل التحديات التالية في الشرق الأوسط: مشروع النووي، الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق.