إسرائيل اليوم: بين الهجوم في غزة والمعركة في واشنطن: المفاوضات في الدوحة فرصة لا تتكرر

إسرائيل اليوم 14/5/2025، يوآف ليمور: بين الهجوم في غزة والمعركة في واشنطن: المفاوضات في الدوحة فرصة لا تتكرر
في جهاز الامن حاولوا ان يستوضحوا امس نتائج الهجوم على المجال التحت ارضي في خانيونس حيث مكث القائد العسكري لحماس محمد السنوار، الى جانب مسؤولين كبار آخرين في المنظمة.
صحيح ان السنوار جمع حوله قوة اقل من أخيه يحيى الذي صفي في أكتوبر، لكنه يعتبر شخصية مسيطرة تقاسمها في غزة مع عز الدين الحداد، القائد الفعلي لشمال القطاع. وقاد في الاشهر الأخيرة خطا متصلبا جدا، واحبط المحاولات للتقدم في “منحى ويتكوف” في نبضة أخرى تسمح بتحرير مخطوفين احياء واموات مقابل وقف نار لنحو شهرين. اصر السنوار على “إما كل شيء او لا شيء”: إما صفقة شاملة توقف القتال كشرط لتحرير كل المخطوفين (والسجناء الفلسطينيين) او الحرب حتى الموت.
في الأسابيع الأخيرة وصلت الى إسرائيل مؤشرات على ان الموقف الصقري للسنوار في حماس تعزز على خلفية التباعد العلني بين نتنياهو وترامب، ونتيجة لذلك بين إسرائيل والولايات المتحدة. ساعدت في ذلك أيضا حقيقة أن المنظمة أصبحت محاورا شرعيا بالنسبة لواشنطن في الاتصالات التي أدت الى تحرير الجندي المخطوف عيدان الكسندر أول أمس.
في الجيش الإسرائيلي وفي الشباك بذلوا جهودا كبيرة للتأكد من أنه لا يوجد مخطوفون قرب المسؤولين الذين هوجموا امس، وان كان مصدر كبير اعترف امس بانه لا يمكن استبعاد ذلك بقين تام.
يمكن الافتراض بان القيادة السياسية الأمنية فكرت اذا كانت ستهاجم في غزة بالتوازي مع خطاب ترامب في الرياض، وقررتا ان نعم وذلك لاجل استغلال الفرصة الاستثنائية للمس بالسنوار وكذا محاولة هز المنظمة عشيىة المفاوضات التي ستستأنف اليوم في الدوحة، فيما انه في الخلفية يوجد استكمال الجاهزية لتوسيع القتال في غزة بعد أن يعود ترامب الى واشنطن.
لقد كان هذا استمرارا طبيعيا لسلسلة الاحداث الفوضوية التي تجري حولنا في الأيام الأخيرة. وها هو ناتج جزئي من يوم امس فقط: صفقة كبرى غير مسبوقة بين الولايات المتحدة والسعودية في مركزها وسائل قتالية متطورة من شأنها أن تكون تهديدا على دولة إسرائيل؛ لقاء مرتقب اليوم بين أبو مازن وترامب في الرياض؛ لقاء مرتقب اليوم بين ترامب والرئيس السوري الجديد احمد الشرع (أبو محمد ا لجولاني)، الذي لا يزال يعرف في الولايات المتحدة كارهابي، وإمكانية رفع العقوبات عن سوريا؛ إمكانية ان ترفع الولايات المتحدة الحظر عن توريد طائرات اف 35 لتركيا؛ سحب طائرات القصف الشباحية التي جيء بها الى المحيط الهندي كاشارة الى ايران؛ وهذا فقط في بضع ساعات، ومعقول الافتراض بان اليوم القريب القادم سيقدم لنا مزيدا من المفاجآت الدراماتيكية.
فرصة لانجاز مزدوج
في هذا الوضع يتعين على إسرائيل أن تفرز الأساسي عن الثانوي. لو كان لها كابنت جدي ومتوازن، لكان عليها أن تجتمع امس مع قادة جهاز الامن كي تقرر في خطوات سريعة من الواجب اتخاذها لاجل ضمان الا تتضرر مصالح إسرائيل في خضم احداث هذه المنطقة. لشدة القلق هذا لا يحصل. بينما يعاد تصميم الشرق الأوسط من جديد امام ناظرينا في سلسلة من الاتفاقات واللقاءات، بقيت إسرائيل كمراقبة في افضل الأحوال وكمتضررة في أسوأ الأحوال.
المفاوضات في الدوحة هي فرصة طيبة، قد لا تتكرر لانجاز مزدوج: لصفقة تعيد الى الديار كل المخطوفين (بثمن وقف مؤقت للقتال) وفي نفس الوقت العودة الى المحور المركزي، السوري، الذي يقوده الامريكيون بمشاركة معظم دول المنطقة. لمثل هذه الخطوة ستكون مكاسب امنية، سياسية واقتصادية بعيدة الأثر بالنسبة لإسرائيل. وللامتناع عنها – اضرار قد تصل الى عزلة خطيرة وغرق في الوحل الغزي، الذي مشكوك ان يؤدي الى النتيجة المرجوة لحسم حماس وسيعرض حياة المخطوفين للخطر بالتأكيد.
هذا خيار بين أن نكون محقين وان نكون حكماء. الامل في أن يسمح ترامب لإسرائيل بان تكون كلاهما معا خاب لكن ترامب نفسه لا يزال فرصة كبرى: اذا سار نتنياهو ضده – فقد يكون الثمن باهظا وأليما. اذا سار معه – لن تكون حدود للمكاسب التي يمكن لإسرائيل أن تستمدها. كما هو الحال دوما هذا يبدأ بالمخطوفين الذين تهم إدارة ترامب لمصيرهم اكثر باضعاف من الحكومة التي تركتهم لمصيرهم. كان يكفي ان نرى امس المبعوث ستيف ويتكوف ينزع من رقبته سلسلة نجمة داود التي كانت لابنه الراحل ويعطيها لعيدان الكسندر – بادرة إنسانية بسيطة نتنياهو ووزراؤه لن يتخذوا مثلها ابدا.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook