ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: بين النشوى والفشل: معضلة المعركة في لبنان

إسرائيل اليوم 25/9/2024، اللواء احتياط عاموس ملكا*: بين النشوى والفشل: معضلة المعركة في لبنان

تجسد احداث الأسبوع الأخير في الساحة اللبنانية التناقضات الخاصة في وضعنا الاستراتيجي. من جهة، سلسلة حملات استخبارية عملياتية مبهرة على مستوى عالمي – على حدود النشوى الخطيرة، ومن جهة أخرى جملة تساؤلات عن إخفاقات السياسة في إدارة المعركة منذ 7 أكتوبر من العام الماضي. 

ليس سرا أن الجيش الإسرائيلي اعد خططا قتالية للبنان منذ قبل اشهر طويلة بل وعرضها على أصحاب القرار. معقول الافتراض بان ما نفذ في الأسبوع الأخير قريب جدا من هذه الخطط، مع إضافة تحديثات استخبارية للزمن الحقيقي. وحتى الحرب النفسية، السيطرة على محطات الإذاعة ونجاح تحريك السكان شمالا ليست ابتكار الأيام الأخيرة. فالاحساس هو أن الجيش الإسرائيلي كان كالرفاص المتحفز الذي انتظر زمنا طويلا الضوء الأخضر. 

بافتراض ان إسرائيل تقف من خلف “حملة البيجر وأجهزة الاتصال” فان هذه القدرات أيضا كانت تحت تصرف قادة المعركة منذ زمن بعيد. فالتفوق الاستخباري المطلق مضاف اليه قدرات هجومية عملياتية مذهلة هي “الحلم الرطب” لكل صاحب قرار. 

هذا الأسبوع قال رئيس الوزراء: “نحن لا ننتظر التهديد. نحن نسبقه في كل مكان، في كل ساحة في كل وقت”.  لا يوجد تزوير اكبر من هذا للواقع. فنحن منذ سنة كاملة في هذه الحرب، وهذا الأسبوع فقط تمت الحملة الهجومية القومية. وما ينطوي عليه قول رئيس الوزراء كان ينبغي أن يحملنا الى المبادرة الى حملة قبل اشهر عديدة بل وربما في 11 أكتوبر، كما أوصى وزير الدفاع والقيادة الأمنية. هكذا بحيث انه بخلاف أقواله، حتى الأسبوع الماضي كنا بالفعل ننتظر التهديد – لم نسبقه. تركنا لمصيرهم سكان الشمال وكبحنا الجيش الإسرائيلي. وفقط قبل أسبوع تذكرت حكومة إسرائيل ان تحدد هدف حرب (غامض!) للساحة الشمالية.

في 2006 بدأت حملة “وزن جوهري” في هجوم على عشرات المنازل في لبنان كانت الصواريخ جاهزة فيها للاطلاق. فهل يذكر هذا أحدا ما بالمعلومات الاستخبارية القائمة اليوم عن اهداف مشابهة؟ اذا كان نعم فلماذا لم تكن مبادرة حتى الان؟

وبالتالي ما هي التحديات والفرص من هنا فصاعدا؟ حتى الان، رغم الإهانة والاصابات غير المسبوقة، حزب الله لم يدخل بعد الى قتاله منظومة الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى ولم يهاجم مراكزنا السكانية الكبرى. يوجد لهذا بضعة أسباب: ضربة شديدة لمنظومة التحكم العملياتي لديه، تشويش وانعدام ثقة بالقيادة، تخوف شديد من أن يبدو لبنان مثل قطاع غزة، وأخيرا توجد ايران – هي التي بنت لحزب الله المنظومة الاستراتيجية، لا كي “تبذرها” على المساعدة لحماس، بل كي تساعدها هي نفسها في يوم الضائقة. وعليه فان سؤال الأسئلة في هذا السياق، هو هل ومتى ستحرر ايران الاستخدام له او هل “تقلل خسائر” كي تبقيه لنفسها. 

في الجانب الإسرائيلي ملزمون بوضع استراتيجية خروج وعدم الانجرار (او المبادرة!) الى حرب طويلة لا تنتهي. فالعودة الى “روتين المعادلات” للسنة الأخيرة ليست مقبولة. وبذات القدر تعريف الحسم و/او النصر التام ليس معقولا. توجد لنا مصلحة لقطع محور حزب الله – حماس لخصومنا، ومن جهة أخرى إسرائيل ملزمة بربط استراتيجية كل الساحات الى “خطوة محطمة للاستنزاف”.

في القطاع استنفدت الخطوة العسكرية نفسها وبررت منذ بضعة اشهر استراتيجية خروج ذكية. صفقة المخطوفين حرجة للامن القومي، وحان الوقت للكف عن الحديث عن صفقة على مراحل، تضمن في افضل الأحوال إعادة قسم صغير منهم والانتقال الى صفقة شاملة دفعة واحدة – الان!

*رئيس شعبة الاستخبارات “امان” سابقا

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى