إسرائيل اليوم: بلا اتفاق نووي ايران ستصبح كوريا الشمالية

إسرائيل اليوم 1/7/2025، داني سترينوبتش: بلا اتفاق نووي ايران ستصبح كوريا الشمالية
جذور معركة “شعب كاللبؤة” مغروسة عميقا في قرار الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى للخروج من الاتفاق النووي الذي تحقق في 2015. صحيح أن هذا لم يكن اتفاقا كامل الاوصاف، لكنه سمح بتراجع البرنامج النووي الإيراني الى الوراء، وابعد جدا (سنة على الأقل) الجمهورية الإسلامية عن القدرة للوصول الى مادة مخصبة للقنبلة (بمستوى 90 في المئة).
ان خروج إدارة ترامب من الاتفاق بتشجيع من إسرائيل، التي عارضت تقليديا كل تسوية مع ايران، وذلك بدون استراتيجية بديلة، أدى بطهران لان تدفع قدما بالبرنامج النووي بشكل ذي مغزى. الى جانب الارتفاع الدراماتيكي في مستوى التخصيب (60 في المئة) نجحت ايران في أن تطور اجيالا متقدمة من أجهزة الطرد المركزي (حتى الـ IR6) بشكل سمح لها نظريا بان تخصب الى مستوى 90 في المئة بسرعة حتى في منشأة صغيرة بشكل سري. حقيقة أن ايران تحولت لتكون دولة عتبة في التخصيب، وجمعت مادة مخصبة بشكل غير مسبوق تعود بشكل مباشر الى قرار مغادرة الاتفاق.
صحيح ان لمعركة “شعب كاللبؤة” توجد إنجازات دراماتيكية في المجال النووي، من تصفية العلماء الذين عملوا في التسلح، عبر الإصابة الشديدة لمواقع التخصيب في نتنز وفي فوردو، بل تدمير منشأة التحويل في أصفهان وانتهاء بتدمير مصنع انتاج أجهزة الطرد المركزي في كراج؛ ولا يزال، المعرفة الإيرانية قائمة وعلى ما يبدو أيضا بقي جزء من القدرات أيضا، بما في ذلك أجهزة طرد مركزي لم تهاجم ومادة مخصبة بكمية اكثر من 400 كيلو غرام بمستوى 60 في المئة. هذه الحقيقة تبقي بشكل نظري (بل وربما عملي تبعا للنوايا الإيرانية) قدرة طهران على التخصيب الى مستوى عسكري.
مشكوك أن يكون انهاء الحرب “المفروض” يسمح لإسرائيل بان تحافظ على إنجازاتها في المعركة دون خطر الانزلاق الى حرب استنزاف مع ايران، وبالتوازي الصدام مع الإدارة الامريكية التي مشكوك أن تكون معنية برؤية المعركة بين إسرائيل وايران تتجدد واساسا عندما تكون القدرات الإيرانية بأداء ترامب قد “دمرت تماما”.
بالتوازي لا تزال ايران لم تغادر ميثاق عدم انتشار السلاح النووي (NPT)، لكن لا يوجد إذن لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول الى مواقع التخصيب “خوفا على امنهم”.
ان ضياع الرقابة على منظومة التخصيب في ايران يجعل من الصعب جدا فهم ما يجري في مواقع المنظومة والدليل – في اثناء الأيام الأخيرة ظهرت اعمال مشبوهة في مواقع مشكوك ان يكون هدفها معروفا.
لتأكيد اليقين بالنسبة لما يجري في البرنامج النووي الايراني، بقي خيار اتفاق في مسألة النووي بين ايران والولايات المتحدة. يبدو أنه لا يزال ممكنا العمل عليه، رغم المعركة بين إسرائيل وايران، وشريطة أن يكون ممكنا إيجاد حل لمسألة التخصيب على أراضي ايران والتي في هذه اللحظة حتى بعد الحرب لا تزال ايران ترفض التخلي عنها.
واضح ان اتفاقا سياسيا سيلزم برفع العقوبات عن ايران وسيقوي النظام لكن بالمقابل سيمنع تحول البرنامج النووي الى “نموذج كوريا الشمالية” الذي في اطاره تكون الاسرة الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية “فقدت الاتصال” مع عموم برنامج “بيونغ ينغ” (مادة مشعة وتسلح). تذكير: كوريا الشمالية وصلت الى منتج نووي قبل بضع سنوات من مغادرتها الـ (NPT) .
في ضوء الدوافع الأساسية في ايران لترميم قدراتها في المجال النووي؛ المعرفة القائمة تحت تصرفها اليوم أيضا؛ والفهم بان إسرائيل تسعى الى اسقاط النظام فان الخطر في ان تسعى طهران الى اجتياز النهر في السياق النووي يرتفع بشكل ذي مغزى. هذه الحقيقة، والقدرات التي تبقت لها (وربما أيضا مع مساعدة من الخارج)، قادرة على ان تدفعها قدما نحو قدرة عسكرية نووية حتى بعد الحرب. الخيار الوحيد لمنع هذا هو العودة للرقابة على منظومة التخصيب (بما في ذلك المادة المخصبة الى مستوى 60 في المئة) بشكل يبعد الجمهورية الإسلامية عن القدرة للوصول الى مستوى تخصيب عسكري 90 في المئة وبذلك الحفاظ على إنجازات الحرب الاسرائيلية.