ترجمات عبرية

إسرائيل  اليوم – بقلم  يوسي بيلين – هذه ليست سياسة، هذه زعرنة

إسرائيل  اليوم – بقلم  يوسي بيلين – 12/11/2021

” كيف يمكن لنا كاسرائيل التي تدعي الديمقراطية ان نحتمل خروقات لحقوق الانسان التي تجري في جبل الخليل. وهل الملك عبدالله ملزم بالانضباط الائتلافي السخيف الذي يفرضه بينيت حتى على عباس وغيره  “.

إلى أين  إختفت الانسانية. من الصعب التصديق بان كل هذا يحصل تحت أنفنا، حين يكون وزير الدفاع هو بني غانتس ووزير الامن الداخلي هو عومر بارليف، وانا أفترض بان الاثنينيتلقيا عن ذلك المعلومات ويأكلان القلب.

حصل هذا في بداية الاسبوع، في جنوب جبل الخليل. رعاة فلسطينيون، نساءاً ورجالا، من القرية المجاورية ثعلا، جاءو الى البئر  كي  يسقوا اغنامهم  وسرعان ما وصل هناك مستوطنون من بؤرة حفات مان  وسعوا هم ايضا لان يسقوا اغنامهم من مياه البئر،  رغم أن الادارة المدنية ابلغتهم بان هذه ليست ارض مرعى لهم.  وعندها نشبت مواجهة، وكان افراد الشرطة هناك ايضا، ومستوطن يحمل عصا في يده ضرب امرأتين، وكسر يد احد الرعاة الفلسطينيين، ويدعى يوسف عليان. بداية أخذ افراد الشرطة عصا كاسر اليد، ولكن سرعان ما حن قلب واحد منهم فأخذ العصا وأعادها الى المستوطن الضارب، ربما لانه خاف ان يتركه دون وسيلة حماية… ببساطة لا توجد حدود للوحشية وللسخافة. 

واذا كنت سأضيف الى ذلك عدة تنكيلات اخرى للمستوطنين هذا الاسبوع (السلوك الفظ لابنة رئيس مجلس كريات أربع ابنة الـ 14 في مظاهرة منظمة لاهفا في القدس، او ابعاد الفلسطينيين في جبل الخليل عن ملعبهم في سوسيا) فلا يمكن الا يعجب المرء: توجد في اسرائيل أغلبية مؤيدة لتقسيم البلاد، لضمان اغلبية يهودية مستقرة في نظام ديمقراطي. توجد فيها اقلية تعارض التقسيم وتعتقد ان من حق الاقلية اليهودية أن تتحكم باغلبية فلسطينية ذات حقوق جزئية جدا. ولكن من يمكنه ان يدافع عن سلوك حقير كهذا؟  

الملك ليس ملزما بالانضباط الائتلافي. يا له من حظ! في اللحظة الاخيرة حقا جرت معالجة شجاعة للمشكلة. وعقب ذلك لم تقم يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع دولة فلسطينية، كجزء من اجمال للقاء ملك الاردن، عبدالله الثاني، مع نائب رئيس الكنيست النائب منصور عباس. لقد كان اللقاء، بالطبع، جيدا، وفي ختامه اصدر القصر بيانا جافا للصحافة. وضمن امور اخرى اشير فيه الى أن الملك قال ان حل النزاع سيتم عندما تقوم دولة فلسطينية على اساس حدود 1967. هذه الاقوال عادية جدا لدرجة أنه يخيل لي انها باتت بارزة على الورق الرسمي في القصر حتى قبل ان يشار الى اسم الضيف. 

في محيط رئيس الوزراء نفتالي بينيت ثارت جلبة على ان عباس شارك في حديث تطرق فيه محادثه للسلام مع الفلسطينيين، والمعاذ بالله. عباس قال ان الحديث عُني بشؤون اخرى، والقصر سحب هذه الاقوال الخطيرة كي لا يهز الحكومة. وتروي مصادر عليمة انه فقط بعد أن هدأ الجميع سعى الملك لان يستوضح فيما اذا كانت تعليمات الائتلاف تنطبق عليه ايضا. 

على بينيت ان يعرف انه يسخف نفسه بهذه التعليمات. فحكومته يمكنها أن تعيش فقط اذا ما عمل اعضاؤها انطلاقا من انضباط ائتلافي ولكن ان يتحدثوا بحرية. ولما كان حل الدولتين مقبولا على العالم كله – فمن الافضل الا نعلق في اوضاع من هذا النوع الذي وجد الملك نفسه فيها.

بايدن الجديد. بعد أن تعرض لعدة ضربات سياسية وفقد جزءا هاما من الدعم الذي جلبه الى جادة بنسلفانيا 1600 في واشنطن – ظهر الرئيس كمنتصر حين نجح في أن يقنع رافضي حزبه لان يؤيدوا قانونا وقف في مركز حملته الانتخابية وسيرممالبنى التحتية في الولايات المتحدة. في اعقاب اجازة هذا القانون الذي شارة السعر له تقدر بتريليونات سيجيز ايضا القسم الثاني من حلمه – ذاك الذي يعنى بالاستثمارات في المجتمع الامريكي. 

امريكا، التي اهملت في الجيل الماضي بناها التحتية بشكل يصعب تفسيره، والتي الفوارق الاجتماعية الناشئة فيها هي مخيفة حقا، بحاجة جدا الى هاتين الهزتين. سعادة بايدن واضحة جدا حين وقف امام الامة وبشر بنجاحاته. ولكن كل من يهمه نجاح امريكا لا يمكنه الا يبارك في التغيير الذي يتم في الجانب الاخر من المحيط.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى