ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – كما فعل الملك حسين ، ليس مخجلا الاعتذار

إسرائيل  اليوم – بقلم  يوسي بيلين  – 22/11/2019

لم يعتقد أحد بان الملك حسين الراحل بعث بجيشه في 13 اذار 1997 لذبح سبع فتيات اسرائيليات كن يتنزهن في نهرايم. ما كان الحسين ليحتاج أن يشرح، اذ ان هذا لم يحصل عن عمد. وقد وصل الينا ببساطة، ذهب لكل واحد من بيوت العزاء، جلس على الارضية وطلب المغفرة على فعلة الجندي الاردني، المضطرب نفسيا أغلب الظن. كل من كان في حينه شخصا بالغا في اسرائيل لن ينسى هذه البادرة الطيبة ابدا.

في الاسبوع الماضي، قبل بضع ساعات من دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ والذي                                                                                                   لا تعترف بعد اسرائيل، لسبب ما، بوجوده، اطلق صاروخ ذكي ودقيق الى مبنى من الصفيح وتسبب بقتل ثمانية ابناء عائلة في دير البلح: رسمي او ملحوس، من عشيرة السواركة، ابنه مهند ابن الـ 12، مريم السواركة ابنة الـ 45، معاد السواركة ابن الـ 7، سيد السواركة ابن الـ 13، يسري السواركة ابن الـ 39 ورضيعان آخران.

اعلن الجيش الاسرائيلي انه لم تكن اي نية للمس بالابرياء. وقيل للصحافة بان رسمي ابو ملحس هو – على ما يبدو – رجل وحدة الصواريخ في الجهاد الاسلامي في وسط قطاع غزة. كما قيل ان المعلومة الاستخبارية التي قالت ان مبنى الصفيح هو جزء من البنية التحتية للارهاب لم تفحص من جديد منذ سنة. بمعنى ان الحديث يدور عن “بنك اهداف” يستخدم عندما “تلتقي النجوم” ولكنه لا يحدث دوما، وبالتالي قد تقع اخطاء.

نعم، نحن نوجد في مواجهة طويلة مع الارهاب، ولم يكتب بعد المرشد المطلق لسلوك الدولة الديمقراطية، التي توجد لها قوانين ومعايير سلوك، ومحاكم، ويتعين عليها أن تدافع عن نفسها في وجه جهة مستعدة لان تضحي باناسها كي تقتل، ولا ترى نفسها مكبلة بقواعد دولية كهذه او تلك. في الكثير من الحالات يظهر ممارسو الارهاب كمدنيين، ولكن ليس منطقيا اعتبارهم كمدنيين يفترض القانون الدولي حمايتهم. والقدرة على التمييز بين السكان المشاركين وبين السكان غير المشاركين هي – بشكل عام – صعبة جدا. والتركيز على الاحباطات المركزة، التي تحاول الوصول الى اهداف محددة جدا، في ظل المس بالحد الادنى في محيطهم، هو نوع من تنفيذ حكم الاعدام بدون محاكمة، وبالتالي توجد معضلة (في الدول الديمقراطية، وفيها فقط) بالنسبة لحجم الاستخدام لهذه الاداة الخاصة، والتي من شأنها أن تفتح دائرة من المس بالزعماء من الطرفين. البحث في هذا الموضوع سيتواصل، على ما يبدو، لزمن طويل آخر، وفي هذه الاثناء سيتواصل استخدام هذه الاداة، استخداما يجب أن يكون عاقلا جدا.

ثمانية ابناء العائلة الذين قتلوا على ايدينا بالخطأ في دير البلح ليسوا مجرد “خطأ”، لان الحديث يدور عن فعل غير قابل للاصلاح. من لم يعرف  بان في ذاك الكوخ اياه توجد عائلة لا يمكنه أن ينظف من الفعل الذي قام به، سواء قدم الى محكمة عسكرية ام وجد في التحقيق انه ما كان يمكنه أن يعرف انه يمس بابرياء. كل من يعرف الجيش الاسرائيلي لن يخطر بباله ان يعزو له نية مبيتة في سياق كهذا، وعليه فان بيان الجيش بان ما حصل لم يكن مقصودا هو امر مفهوم من تلقاء ذاته، مثلما هو مثير للشفقة. ومع ذلك، لا يمكن التمسك بالشعار ان الجيش يفعل كل شيء كي لا يمس بالابرياء. أتذكر جلسات كابنت غير قليلة كان فيها اساسا اسحق نافون الراحل، ودافيد ليفي ادام عمره، ممن حققوا مع الجيش في كل مرة جلب فيها الى الطاولة اهدافه وفحصوا بسبع عيون مسافة الهدف عن مدرسة او مستشفى. لم يكن الجميع حساسين لذلك بذات القدر، وليس في كل حالة بالفعل، “جرى عمل كل شيء” لمنع المس بالمدنيين. يكاد يكون دوما ممكن عمل اكثر. ولكن شيئا واحدا ممكن، بلا اي شك، عمله الان ايضا: ليس فقط الشرح باننا لم نقصد، بل الاعتذار من اعماق القلب وابداء الاسف الحقيقي على أننا وضعنا حدا لحياة رضع وفتيان لم يكونوا مشاركين في اي محاولة للعمل ضدنا. من ينبغي أن يفعل هذا هو رئيس الوزراء الذي حصل الامر في ورديته، تماما مثلما تصرف الملك حسين في حينه (حين كان الى جانبه، بالمناسبة، نتنياهو اياه).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى