ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين – ترامب كعرض : اختبار للديمقراطية

إسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين – 2/10/2020

ما يقلق حقا هو ان الولايات المتحدة التي كانت لاكثر من مئة سنة برج الديمقراطية الغربية، تصبح نموذجا لانظمة مطلقة تتمسك بما يحصل فيها لغرض تبرير سياستها الفاسدة “.

دونالد ترامب هو الدليل الحي على أنه حتى الديمقراطية القديمة ينبغي لها أن تدخل الى تفاصيل التفاصيل في قوانينها والا تعتمد على أن كل من ينتخب لمنصب رفيع سيحرص على أن يفي بالتوقعات منه.  لا حاجة الى خيال عظيم كي نخمن بان ترامب يقول لمستشاريه القانونيين الامور  التالية: لا ترووا لي عما كان متبعا في الماضي. فالسوابق والمعايير أنا التي اقررها. إرووا لي اين توجد الثغرات في القانون وما يمكنني أن افعله كي احقق اهدافي دون أن اتجاوز بشكل فظ، القانون. ليس دارجا تعيين قضاة قبل خمس دقائق من الانتخابات؟ لو أن القانون منع ذلك – فلعلني كنت ما لافعله، ولكن كونه لم يمنع ذلك بكلمات صريحة، فسأعرضه كواجبي الديمقراطي لضمان الا ينقص قضاة في المحكمة العليا.

مثلما ساعدتموني على الامتناع عن دفع الضريبة ونجحت في أن ادفع ضريبة دخل فيدرالية بمستوى الدافع معوز البيت العادي في واشنطن العاصمة، مثلما لم اكشف عن تقرير ضريبة الدخل لدي، رغم ان رؤساء آخرين درجوا على عمل ذلك قولوا لي كيف يمكنني أن ابقى في البيت الابيض حتى لو انتخب للرئاسة شخص آخر.

ما بدا قبل بضعة اسابيع كنكتة غير موفقة في أن الرئيس لن يحترم نتائج الانتخابات، اصبح الان الموضوع المركزي في وسائل الاعلام الامريكية. ترامب، بالطبع كان يمكنه أن يضع حدا للانشغال بهذا الموضوع، لو انه قال ما كان سيقوله كل زعيم في العالم الديمقراطي: سأحترمكل نتيجة في الانتخابات… ولكن ترامب يعالج منذ زمن بعيد خدمات البريد الامريكي بهدف عرضه كأداة فارغة  غير قادرة على  أن ينقل كما ينبغي مغلفات الانتخابات للامريكيين ممن اختاروا التصويت بهذه الطريقة. عندما نجح في أن يشكك بقدرة اداء البريد (الذي عين لرئاسته احد مؤيديه) انتقل الى المرحلة التالية وادعى بانه اذا ما خسر في الانتخابات للرئاسة فسيكون هذا فقط اذا ما زيفت النتائج، وان التزييف سيتم، اساسا، من خلال تشويه نتائج المصوتين في البريد. وهذا الاسبوع اضاف الى هذا القول الادعاء بانه سيحترم نتائج الانتخابات التي ستأتي بعد احصاء اصوات المصوتين الذين تكبدوا عناء الوصول الى صناديق الاقتراع، ولكنه سيتجاهل الاصوات التي ستأتي في البرد.

انشغلت مكاتب الاخبار في الولايات  المتحدة الاسبوع الماضي في موضوعين فقط – تعيين بديل لروث بايدر جينسبرغ في المحكمة العليا والامكانيات التي لدى ترامب للتمسك بكرسيه حتى لو اطاح الناخبون به. وفي نهاية الاسبوع فقط اضيفت الى ذلك قضية الضريبة السخيفة التي دفعها الرئيس الملياردير في السنوات الاخيرة. وكمن حصل  في 2016 على 3 مليون صوت اقل من المرشحة الديمقراطية في حينه هيلاري كلينتون، كمن لا يتنبأ له اي استطلاع بالنصر في الانتخابات في 3 تشرين الثاني، فانه يخطط للتشكيك بالنتيجة التي سيخسر فيها باغلبية صغيرة، نسبيا، كون الدستور لم يتوقع مثل هذا الرفض، يتبين انه توجد سبل غير قليلة من شأن ترامب ان يستعين بها كي يمنع خروجه من البيت الابيض، والاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ هي بالتأكيد اسناد محتمل لمثل هذه الخطوات.

فضلا عن المسائل المهنية التي ينشغل بها في هذه اللحظة كبار المحامين الامريكيين، المشكلة هي ان قول الرئيس القائم لن يحترم نتائج الانتخابات الا اذا انتصر تستقبل ليس كغير منطقية، لان الحديث يدور عن ترامب الذي سبق ان قال كل شيء.

ولكن ترامب سينزل، في نهاية المطاف عن المنصة وما يقلق حقا هو ان الولايات المتحدة التي كانت لاكثر من مئة سنة برج الديمقراطية الغربية، تصبح نموذجا لانظمة مطلقة تتمسك بما يحصل فيها لغرض تبرير سياستها الفاسدة.

الانتخابات القريبة جدا في الولايات المتحدة تصبح اختبارا لمستقبل الولايات المتحدة كزعيمة العالم الحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى