ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – في حماس لم يتعلموا الدرس

إسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 8/9/2020

يبدو ان حماس لم تتعلم الدرس. فالعملية الاخيرة التي احبطت تفيد بانها الان ايضا تواصل هذه السياسة ذات الوجهين والتي من شأنها أن تقتادها الى مطارح لا مصلحة لها فيها، وتؤدي بغزة، بشكل غير مباشر الى الخراب الذي تجتهد حماس لان تمتنع عنه بشكل مباشر “.

يقدم اعتقال محمود مقداد، من سكان سيغف شالوم الذي خطط لزرع عبوة ناسفة في مفترق بيلو دليلا آخر، ليس أول، على المساعي التي تبذلها حماس لتنفيذ عمليات في قلب اسرائيل.

يدور الحديث عن عمل خفي عن العيان، يدور على نحو منفصل عن  المعركة التي تخوضها المنظمة في غزة. وبينما تحرص في القطاع على سياسة ملجومة، منضبطة جدا تشهد على ردع اسرائيلي قوي وعلى امتناع واضح عن جولة مواجهة اخرى ولا سيما لاجل السماح باعادة بناء غزة مدنيا، فانه في النشاط الارهابي الذي تقوم به في اعماق اسرائيل تبدي جسارة كبيرة واستعدادا لسير شوط بعيد.

تسارع هذا الجهد جدا في السنوات الاخيرة. بعد صفقة شاليط أدير من الخارج ولا سيما من خلال صالح العاروري من محرري شاليط، الذي استقر في تركيا، ووجه من هناك النشاط الارهابي الى المناطق. وبواسطة الجهاز الذي بناه اقام العاروري اتصالا مع نشطاء حماس في المناطق وسعى لان يقيم بواسطتهم شبكات محلية تنفذ عمليات في الضفة وداخل الخط الاخضر. لقد كان العاروري – الذي انتقل حاليا من تركيا الى قطر ومن هناك الى لبنان – طموحا جدا بتطلعاته، ولكنه محدود في امكانياته. رغم الجهود العظيمة التي بذلها (والتي اسندت بميزانية عالية)، لم يحقق هدفه في “اغراق اسرائيل بالدم”. والقيادة التي يقودها لا تزال فاعلة في عدة دول، ومنها تركيا ولبنان، ولكن نجاعتها متدنية جدا، ولا سيما بفضل الاحباطات الناجحة للمخابرات الاسرائيلية والتي وضعت يدها في الاغلبية الساحقة من الحالات على الشبكات، النشطاء والوسائل القتالية حتى قبل ان تتحد لتنتج عملية مضادة.

دفعت اخفاقات العاروري المتراكمة بالمحافل القيادة في حماس الى نقل مساعي توجيه العمليات الى غزة. وفي غزة ايضا يتركز هذا النشاط في ايدي محرري شاليط الذين ابعدوا الى غزة، والذين يقيمون علاقاتهم الارهابية المتفرعة في الضفة وبين ابناء الاقليات في اسرائيل، مثلما تفيد الحالة الاخيرة. ويتم هذا التوجيه من خلال عدة طرق: من التعليمات المباشرة، المشفرة، بوسائل تكنولوجية مختلفة، عبر نقل رسائل مكتوبة من خلال رسل، ابناء عائلة، فلسطينيين يتلقون العلاج الطبي في اسرائيل ورجال اعمال – وحتى استغلال جهات بريئة بما في ذلك من اوساط العرب الاسرائيليين ممن لهم علاقات عائلية مع القطاع.

لقد طورت حماس اساليب تشغيلها لتصبح فنا. وهذا يضع مستوى عاليا جدا امام المخابرات الاسرائيلية، التي اضطرت الى أن تتصدى في العام 2019 لمئات عديدة من محاولات العمليات للمنظمة في الضفة – بتوجيه من  غزة. اما حقيقة أنه لم تنجح اي من هذه العمليات فتفيد بمدى نجاح اعمال الاحباط، ولكن ايضا بمدى التهديد: تكفي عملية واحدة تملص من تحت الرادار كي تخلق تصعيدا واسعا.

من الصعب على المرء الا يعجب بالسياسة التي توجه خطى حماس في مساعيها في دحرجة العمليات نحو قلب اسرائيل. فعملية واحدة كهذه نجحت  – اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة في 2014 – تدحرجت الى تصعيد في قطاع غزة انتهى في حينه بحملة الجرف الصامد. لقد خرجت حماس من هذه الحملة مضروبة، مرضوضة وملجومة لسنوات طويلة، ولكن يبدو انها لم تتعلم الدرس. فالعملية الاخيرة التي احبطت تفيد بانها الان ايضا تواصل هذه السياسة ذات الوجهين والتي من شأنها أن تقتادها الى مطارح لا مصلحة لها فيها، وتؤدي بغزة، بشكل غير مباشر الى الخراب الذي تجتهد حماس لان تمتنع عنه بشكل مباشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى