ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور- الاتفاق السريع على ميزانية الدفاع منع مسا بالجيش الاسرائيلي

إسرائيل  اليوم– بقلم  يوآف ليمور  – 29/7/2021

” في الفترة التي يحتاج فيها عموم الاقتصاد حاجة ماسة الى الميزانيات، محظور على الجيش الاسرائيلي أن يتشوش: علاوة الميزانية اعطيت له كي يستعد للحرب القادمة، وان ينتصر فيها “.

الانجاز الهام بالتوافقات التي تحققت حول ميزانية الدفاع لا يوجد فقط في الارقام، بل في الاجواء. فالاتفاق السريع منع صراعات زائدة بين وزارتي المالية والدفاع وضمنا منع المس بالجيش الاسرائيلي، بصورته وبمن يخدم فيه.

معقول الافتراض انه ساهمت في ذلك حقيقة أن المتفقين الثلاثة – رئيس الوزراء بينيت، وزير الدفاع غانتس ووزير المالية ليبرمان – شغلوا في السنوات الاخيرة في منصب وزير الدفاع، وثلاثتهم يعرفون بعمق احتياجات الجيش، ولكن ليس اقل من ذلك – نقاط ضعفه. البارزة بينها هي حاجته الحيوية الى اطار مستقر يمنحه قدرة على التصرف مع طول نفس وأمان مالي.

كل هذا حُرم منه الجيش الاسرائيلي في ظل انعدام وجود الميزانية في السنوات الاخيرة. صحيح انه وجدت حلول كما اتفق، ولكن هذه كانت ترقيعا بالاساس. وادت بخطة تنوفا متعددة السنين – مشروع العلم لرئيس الاركان افيف كوخافي – ان تتدحرج دون أن تقر وتمول كما ينبغي. كما ان مواضيع عاجلة اخرى دحرت جانبا او اضطرت الى ارتجالات غير معقولة كي تبقى على قيد الحياة. 

مثل اتفاق يعلون – كحلون في 2015 والذي توصل اليه وزيرا الدفاع والمالية في حينه، فان الاتفاق الحالي ايضا ينطوي على حل وسط من الطرفين. فقد اعطت المالية الدفاع اكثر مما خططت له: 58 مليار شيكل للسنة تقريبا، والتي هي علاوة حقيقية بنحو 4 مليار شيكل في السنة. ومن جهة اخرى اضطر الدفاع للاكتفاء بنحو نصف المبلغ الذي طلبه، والالتزام بان يتعايش مع هذا في السنتين القادمتين. 

اساس المال مخصص للاستعداد لهجوم محتمل في ايران. وكجزء من ذلك، سيتزود الجيش الاسرائيلي بكمية كبيرة من السلاح الدقيق للطائرات ولصواريخ الاعتراض لمنظومات الدفاع الجوي. كما ان هذا كان الاستنتاج الاول الذي استخلص من حملة “حارس الاسوار”، ضمن امور اخرى كتحضير لمواجهة مستقبلة محتملة في الساحة الشمالية. 

كما يتضمن الاتفاق عدة امور هامة اخرى. الاول، التمويل – بتأخير خطير ومزعج – لمشروع “درع الشمال”، لتحصين المباني والمنازل المجاورة للحدود مع لبنان. واستمرارا لذلك فان الجيش الاسرائيلي ملزم بان يسرع تحسين واقامة العائق الجديد على طول الحدود: الجدار الجديد في غزة أنقذ الحياة في الحملة الاخيرة، والامتناع عن استكماله في الحدود اللبنانية سيكلف ثمنا باهظا في المعركة التالية في الشمال. 

الموضوع الثاني هو التنفيذ الكامل لاصلاح “نفس واحدة” الذي ولد في اعقاب محاولة انتحار ايتسيك سعيديان. لقد اصبح هذا المشروع العلم لغانتس، الذي اصر عليه في الاتفاقات الائتلافية ايضا. وفي  اطاره سيتاح الان لاول مرة اعطاء معاملة مناسبة ونزيهة لمن يحتاج الى العلاج واعادة التأهيل. 

الموضوع الثالث هو وقف الارتجال في تقصير الخدمة. يدور الحديث عن خطوة كانت جزءا من تفاهمات يعلون – كحلون وفي اطارها قصرت خدمة الرجال من 32 الى 30 شهرا. ودخل التقصير حيز التنفيذ في تموز من السنة الماضية، والان تقرر تعليقه حتى 2025. والمعنى هو انه حتى من تجند قبل سنة سيضطر لان يخدم شهرين اكثر مما اتفق معه. معقول ان يكون هناك من سيسعى الى التحدي هذا في العليا، وعلى اي حال فان هذه خطوة تتطلب التشريع – الاجراء الذي ثبت انه معقد على نحو خاص في الحكومة الحالية. 

ولكن الى جانب العلاوة المالية المباركة، خير يفعل الجيش اذا ما قصقص بالسمنة والتبذير الزائد. في الاسابيع الاخيرة اضيف منصبا لواء في هيئة الاركا العامة (السكرتير العسكري لرئيس الوزراء والنائبة العسكرية الرئيسة التي ستكون لواءا مباشرة وليست عميدة). وانطلق الجيش الاسرائيلي الى حملة هبوط استعراضية في سلوفانيا – وهذه نماذج فقط. في الفترة التي يحتاج فيها عموم الاقتصاد حاجة ماسة الى الميزانيات، محظور على الجيش الاسرائئيلي أن يتشوش: علاوة الميزانية اعطيت له كي يستعد للحرب القادمة، وان ينتصر فيها.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى