ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ليمور سمميان درش – مهندسو وعي الفوضى

إسرائيل اليوم– بقلم  ليمور سمميان درش – 31/1/2021

تبين لنا أن هذا ليس احتجاجا ضد الوضع “الفوضوي” بل بالذات محاولة لخلقه بمعنى أن اشعال اوار الفوضى كاساس لاسقاط الحكم،  وليس  تحذيرا منها “.

منذ بدأت المظاهرات في بلفور، تحاول مجموعات مختلفة اقناعنا بان الدولة تتفكك وتوشك على أن تكون على شفا “الفوضى”. جملة احتجاجات “إرحل”،  متظاهرون، يعتقلون وشرطة  مصابون، زجاج محطم، ضجيج، شعلات نار وجلبة عظيمة – كل هذه سمحت باضفاء  احساس  الفوضى التي تدق الابواب. ولكن مع  مرور وقت غير طويل تبين لنا أن هذا ليس احتجاجا ضد الوضع “الفوضوي” بل  بالذات محاولة لخلقه بمعنى أن اشعال اوار الفوضى كاساس لاسقاط الحكم،  وليس تحذيرا منها.

في  تشرين  الاول  الماضي كتب مثلا الداد ينيف: “هذه ليست مجرد فوضى. هذه فوضى تخلق صداما يوميا بين معسكرين سياسيين،  من  شأنه ان ينتهي بدم في الشوارع”.  والصورة التي حاولوا خلقها هي صورة توتر متصاعد يهدد في ان يتحول في كل لحظة الى حرب جوج وماجوج وشرخ غير قابل للرأب. لشدة الحظ لم تتحقق النبوءة المريرة؛  متظاهرو اليمين لم ينضموا الى الساحة. فضلا عن ذلك، كلما تلقت المظاهرات تغطية اعلامية عاطفة هكذا نجد أن التأييد الجماهيري يخبو بالذات.  واذا لم يكن هذا بكاف، فقد جاءت اضطرابات الكابيتول في الولايات المتحدة لتحرج منظمي المظاهرات في بلفور، الذين فجأة لم يظهروا في ضوء ايجابي بالذات  في اثناء اقتحام  الحواجز  والتهديدات على منزل رئيس  الوزراء الرسمي.

ولكن حتى لو خبت المظاهرات فان الحملة لم تتوقف. فالصيغة التالية ظهرت في تغطية احداث الاسابيع الاخيرة في المجتمع الاصولي. من الصعب الا نرى الخيط الرفيع –ولا نقول الحبل السميك – الذي يربط بين الحالتين. الحاويات المحترقة، الاضطرابات في الشوارع، الصدامات مع افراد الشرطة والباص المحروق. حتى لو لم يتسبب بكل هذا الاصوليون وحدهم، من ناحية اعلامية، فانها عرضت بشكل موحد. فالخروقات غير المناسبة لتعليمات الاغلاق (ولا يوجد لهذا اي شك)، سرعان ما تحولت الى كنز اعلامي كامن. في حملة الفوضى المتواصلة وفرت الصور في بني  براك المشاهد التي لم ينجحوا في خلقها في بلفور. “فيروس واحد لدولتين” كتب على شاشة القناة 12 الجمعة الماضية.  وسار بعض الصحافيون شوطا بعيدا في وصف الاحداث واضفاء التعميمات عليها: الاصوليون مشاغبون، “كل” الاصوليين يتجاوزون القانون. اضطرابات. انشقاقات. فوضى. أفهمتم؟

الصيغة الحالية لرسائل الفوضى وجدت تعبيرها في حملة “جنون” حزب أمل جديد. فالمرشحة للقائم باعمال رئيس الوزراء، يفعت شاشا بيطون، التي قادت بنفسها سياسة كدية، متناقضة جدا، ضد الحكومة التي كانت عضوا في ائتلافها – رئيسة لجنة الكورونا التي قلبت قرارات الحكومة رأس على عقب بشأن القيود التي استهدفت تقليص الاصابة، وعززت موقف المعارضة للاغلاق حتى اللحظة الاخيرة، وبغض النظر عن معطيات الاصابة التي عرضت عليها – تطفيء ضجيج الخلفية وتروي لنا بانه توجد “فوضى”. وفي حزبها يحتجون على عدد الموتى بالكورونا في الدولة ويتحدثون عن وضع “مجنون”.

المشترك في كل هذا هو احساس العبث والملل من اولئك الذين يبلغون بشكل قلق عن  الوضع، في الوقت الذي هم أنفسهم يشاركون فيه في المحاولات لخلقه. بدء بايهود باراك الذي انكشف في القناة 20 وهو يشجع متظاهري بلفور على مواصلة تشويش جدول أعمال رئيس السلطة التنفيذية، عبر اشعال  النار الاعلامية تجاه المجتمع الاصولي ولاحقا في حملة “الفوضى” لحزب أمل جديد. فهل حقا توجد فوضى في الدولة؟  الموجود، بلا شك هو حملة متواصلة لهندسة الفوضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى