ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن- التفويض لمن ؟ التفويض لماذا؟

إسرائيل اليوم– بقلم  دان شيفتن– 29/12/2020

بدلا من أن تهتم الانتخابات بالمسائل الجوهرية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تعنى بالشخوص وبالثرثرة والتوافه “.

الانتخابات القريبة القادمة تهدد بان تضر ليس فقط بسبب  التبذير المالي والشلل السياسي. فهي من شأنها أيضا أن تمس بثقة الجمهور بقدرة عمل النظام الديمقراطي. يفترض بالجمهور في الانتخابات ان يشير الى تفضيلاته حول سياسة الحكومة، ولكن هذه المرة، مثلما في الجولات الثلاثة البائسة السابقة، لن نبحث ولن يُبحث بجدية في أي امر موضوعي. فليس فقط لن يختار الجمهور بين بدائل واضحة؛ فالرأي يقول ان الحكومة التي ستنتخب لن نعرف ما تفعله بالتفويض الذي تلقته، باستثناء خطوات من المتوقع أن تعرضها في ضوء ايجابي تمهيدا للجولة الخامسة. لا يوجد بحث جماهيري حقيقي، ومشكوك جدا أن يكون المتنافسون يكرسون تفكيرا  لمسؤوليتهم غير الانشغال بالحفاظ على الحكم  او بالوصول اليه. عندما لا يكون حلم ، يضيع الشعب.  

تعنى حملة الانتخابات في الامور الشخصية، بالثرثرة وبالتلفيق، في الوقت الذي تكون فيه اسرائيل مطالبة بان تحسم في ثلاثة مواضيع هامة – واحد داخلي، واحد امني وواحد سياسي. لها جميعها ابعاد قيمية، اجتماعية وسياسية. عليها أن تختار كيف تعيد بناء الاقتصاد. كيف تتصدى لايران وفروعها وكيف تتصرف مع ادارة امريكية مريحة وفهيمة اقل بكثير من سابقتها.

لا تتلخص اعادة البناء الاقتصادي في عودة الاقتصاد الى النشاط. فهي تستوجب قرارات حاسمة اجتماعية متفاوتة وتفتح امام اسرائيل فرصة لاصلاحات جذرية لا يمكن تنفيذها الا في زمن الازمة العميقة. هكذا مثلا  تتيح منظومة التعويض على اضرار الوباء في ظروف نقص المقدرات تفضيل مرحلة انتقالية لعمل مدعوم حكومي على البطالة التي تجزي المنح. هكذا مثلا يمكن، بتوجيه محسوب لاعادة بناء القطاعات، السماح بتحديث سوق العمل الذي سد لوقت طويل بمصالح محصنة. هنا مطلوب قرارات حاسمة اجتماعية وقيمية بشأن توجيه المقدرات الحكومية بشكل يقلص تركيزات البطالة وفقا لمزايا العمر، الطائفة ، القطاع او مكان السكن في المحيط.

ان  التصدي العنيف في سوريا وفي غرب العراق مع التحدي الامني لايران وفروعها نال في عهد ترامب اسنادا كاملا من الولايات المتحدة. وساهم هذا الاسناد في ردع ايران عن رد شامل على هجمات اسرائيل، التي تمت دون كلفة استراتيجية حقيقية.  وكل هذه سمحت ببلورة اجماع وطني كامل في اسرائيل على البؤرة الاساسية لـ “المعركة بين المعارك”. وقبيل امكانية تشديد الرد الايراني، بفرض ان سعي بايدن الى استئناف الاتفاق النووي سيضعف الاسناد الامريكي، توجد حاجة لبلورة سياسة في ظروف لا يدوم فيها هذا الاجماع الوطني.

في ضوء العودة المرتقبة لبايدن ورجاله للانشغال بالمسألة الفلسطينية من المهم أن يتبلور في القدس سلم اولويات بين الموضوع الايراني وذاك الفلسطيني، بفرض أن الاحتكاك مع الادارة في كليهما سيجعل من الصعب التركيز على الامر الاساس. ومنذ الان، من المهم التفكير في هذا الميزان والامتناع عن تصريحات متسرعة في ايام الانتخابات، تقلص مساحة المناورة السياسية بعدها.

يبدو في هذه الاثناء ان السياسيين من كل الاجنحة يقللون من خطورة التهديد الذي يشكله نفور الجمهور ممن يدعي قيادته دون فهم متبلور للسياسة في المواضيع الوطنية الاساس ودون بحث جماهيري في تفضيلاته. اذا ما استمر الميل الحالي فمن شأنه أن يقوض الثقة بالنظام السياسي من اساسه. فالنفور خطير على الزعماء أنفسهم وعلى الديمقراطية الاسرائيلية.

قبل تسعين سنة وصف بيالك هذا النفور في شعره فبكي على قصر يد الشعب وذرف دمعة. ولا يتعلق هذا قط بالسياسيين، بالحكومة وبالمعارضة، بل وايضا بالصحافيين، بمستشاري الانتخابات والمتظاهرين. فيحذرون في اقوالهم كي لا يثيرون النزاعات بين الناس بهرائهم وبترهاتهم. وقبل ان يتهم كل الآخر فليراجع هو نفسه.  

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى