ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – أبناء المنطقة، ليسوا جزءا من ثقافتنا

إسرائيل اليومبقلم  دان شيفتن – 1/9/2020

الفعل،تطبيعالتقاء المصالحنعم، بسرور. دون انخراط، احد لا يريدهحقا، ودون تشويشات عقول عناخوة الشعوب“. دون مشاعر سطحية،دون حمائم سلام تطير  على انغام قصائد الغزل وغيرها “.

العلاقات مع اتحاد الامارات وخروجها الاستفزازي عن المحظورالعربي على التطبيع، تجدد النقاش العام في اسرائيل على مكانها فيالشرق الاوسط. فتمني ذلك معروف من المرحلة الرومانسية المتمثلةبالعودةالى الشرقفي بداية المشروع الصهيوني: منذ التشخيص، صيغةبتسلئيلفي عهد المكرا مع نمط الحياة البدوي وميل رجال الحرس لتبنيمظهر، طرق عمل، وبعض مما رأوه في فكرتهم الاصيلة. قصيدة متأخرةنسبيا (من بداية الثلاثينيات) عبرت عن هذا جيدا: “وجهتنا نحو الشمسالصاعدة، طريقنا مرة اخرى تتجه شرقا“. مجموعات ايديولوجية صغيرةسعت، في بداية ايام الدولة،الى الانخراط في المجال السامي، وفيالجمهور سادت فرضية  تبسيطية بانالحكام الطغاةفي العالم العربي همالذين يمنعون شعوبهم من تحقيق ميلهم الطبيعي لان يستقبلون بالترحاباليهود الذين عادوا الى وطنهم. وفي ذروةنشوى السلامفي التسعينياتتوقع الكثير من المؤمنين بها، بعيون مدمعة، اليوم الذي نتمكن فيهمن تناولالحمص في دمشقوامتطاء صهوة الجياد معا نحو الغروب.

وتداخلت الصحوة الوحشية من توقعات السلام المتواضعة مع مصروالاردن، والاصعبمن هذيانات السلام لاوسلو، بعد سنوات طويلة، معالدروس المريرةللربيع العربي“. وتسلل الى وعي الجمهور الغفير فياسرائيل الاعتراف بان الفشل المدوي للعرب في التصدي لتحديات العالمالحديث يكمن عميقا في مجتمعهم، وان زعماءهم القامعين والسائبين ليسواسوى انعكاسا للمجتمع الفاشل. مع كل الفوارق بين اكثر من 20 من دولهم،برز القاسم المشترك، مع استثناءات قليلة في اطراف المعسكر: ثقافة سياسيةعليلة،  عديمة الاساسات البناءة والتعددية. البديل للدكتاتور فيها هو فيالغالب الفوضى، الحرب الاهلية، الجهاديون، البرابرة او  طاغية آخر.

لقد استوعب الاسرائيليون  بان ليس في المنطقة العربية شيء مرغوبالانخراط فيه.  احد لا يريد في اسرائيل حقوق مواطن مثلما في سوريا،معاملة نساء مثلما في السعودية، استقرارا سلطويا مثلما في ليبيا، احداثعلمية مثلما في اليمن. جيشا طائفيا مثلما في لبنان او مستقبلا اقتصاديامثلما في مصر. لا يوجد في اسرائيل سبب يدعوها لان تنخرض في سهلالنيل، الفرات او دجلة، حين تنفس بنجاح سهل السيليكون.  العرب كأفراديمكن ان يكونوا مثيرين للانطباع، ولكن في التيار المركزي للمجتمعاتالعربية، التي فشلت  في التصدي  لتحديات القرن الواحد  والعشرين ليسللمجتمع الذي نجح في ذلك ما يبحث فيه عنه. ليس صدفة ان قلة في اسرائيل  فقط يريدون ان يتعلموا العربية ومعظمهم ينسونها بسرعة، ولايستخدمون اللغة.

في الامارات تعرض على اسرائيل صيغة اخرى: لا الانخراط، بلمصالح مشتركة، استراتيجية واقتصادية، واشباع لحب الاستطلاع المتبادل،مع مجتمع يحاول الانخراط في العالم الحديث، في ظل الحفاظ على قيمه. هذا صحي وطبيعي.  

مطلوب لاسرائيل الامتناع عن مواجهات عنيفة مع جيرانها العرب. هذاهام ومضمون اساسا بواسطة الردع وكذا في تنازلات أليمة وفي أخذ مخاطرمبررة. كما أنها تحتاج الى تحالفات استراتيجية حيال اعداء راديكاليينمشتركين؛ مرغوب فيه لها أيضا تعاون اقتصادي. فاستقرار الانظمة التياقامت تسويات مع اسرائيل هام، ومن المجدي الاستثمار في ذلك بمقدار. فضلا عن هذه المجالات، فانالتطبيعمرغوب فيه لمنفعة الطرفين، ولكن لايوجد ما يدعو  اسرائيل الى أن تخرج عن طورها كي تثبت بمثابرة  “ثمار السلام“: “ان  ارادوا فليأكلوا وان لم يريدوا فلا يأكلون“. اسرائيل لا تحتاجالى شرعية العرب. الامر مرغوب فيه، ولكن على اي حال اسرائيل مزدهرة منذاجيال رغم ارادتهم. وحتى نخب العرب مواطني اسرائيل تتكبد عناء التشديدعلى أن في نظرهم اسرائيل هي مشروع استعماري، وان ديمقراطيتها عليلةمن اساسها.  خير أن نتعلم ديمقراطية وانفتاحا من زعامة تنقسم فيمعظمها بين المعجبين بعرفات، المشتاقين لناصر، مؤيدي حماس، محبياردوغان ومبرري الاسد، الذين في  تمنيهم للسلام اداروا كتفا باردة  للرئيسالسادات، للملك حسين والان للامارات.

وبالفعل،تطبيعالتقاء المصالحنعم، بسرور. دون انخراط، احد لايريده حقا، ودون تشويشات عقول عناخوة الشعوب“. دون مشاعر سطحية،دون حمائم سلام تطير  على انغام قصائد الغزل وغيرها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى