إسرائيل اليوم – بقلم جوزيه روتنبرغ – والان، السلام في الحرم أيضا
إسرائيل اليوم – بقلم جوزيه روتنبرغ ، رئيس منتدى الشرق الاوسط في اسرائيل– 15/9/2020
“ احد الامور الشاذة والمشوهة اكثر من غيره في النزاع في الشرق الاوسطهو رفض حق اليهودي في الصلاة في جبل البيت. هذا يجب أن يتغير اذاما كان الاتفاق بين ابناء ابراهيم يفترض أن يكون هاما ويحقق السلاموالتطبيع “.
ليس صدفة أن سُمي اتفاق السلام بين دولة اسرائيل واتحاد الاماراتالعربية “اتفاق ابراهيم“، الاب المشترك لليهود وللمسلمين. فالديانتان تؤمنانبان ابراهيم أُمر بالتضحية بابنه والفوارق تتعلق بهوية الابن. فاليهود يؤمنونبان التضحية باسحق وقعت في جبل البيت (الحرم) الذي كان نقطة الخلق،ولاحقا اصبح مكانا لبيت الصلاة الاكبر بالنسبة للشعب اليهودي. تنبأ النبييشعياهو بان في المستقبل “سيسمى بيت الصلاة لكل الشعوب” وربما هذهالايام والاتفاق بين الدولتين ستحقق اخيرا هذه النبوءة من خلال اعطاءامكانية لليهود وللمسلمين للصلاة في جبل البيت بانسجام، دون ان يحطماحد حقوق وحريات الاخر.
لشدة الاسف، منذ 1967 لم تسمح اسرائيل بعبادة يهودية في الموقعالاكثر قدسية لشعبها. ومع أنها حافظت على السيادة القومية على جبلالبيت ومحيطه، ولكن السيادة الدينية نقلت الى الاوقاف، التي سعت الىاعتقال اليهود على التمتمة، حل كتاب بالعبرية، او على مجرد الذكر بانه كانهيكل على الحرم.
لقد حوفظ على الـ “ستاتوس كو” لان زعماء اسرائيل خشوا من انالخروج عنه سيؤدي الى اعمال شغب اسلامية في البلاد وفي العالم. وقالتالسلطات الاسرائيلية غير مرة ان هذا موضوع أمني، والاخلال بالنظامالحالي في جبل البيت من شأنه أن يثير العنف.
لا يفترض بهذا التخوف ان يدير سياسة اسرائيل في الموضوع، ولكنهذه الحقائق. ومع ذلك، فاننا نعيش الان في فترة غير مسبوقة. اتفاق معاتحاد الامارات والبحرين، إذن سعودي بالطيران، وفتح سفارات اولى فيالقدس لدولة ذات اغلبية اسلامية، هي كوسوفو. سور الرفض الاسلاميللدولة اليهودية والسيادة اليهودية في وطن ابائها واجدادها، تشقق.
ولئن كانت نزاعات الماضي تنتهي، فلعل هذا ايضا هو الزمن لتحطيممسلمات شوهاء حين يصل الوفد من اتحاد الامارات الى اسرائيل. يمكنلرئيس الوزراء نتنياهو أن يدعو صديقه الاكبر الانضمام اليه في زيارة الىجبل البيت، ويمكن لهما الاثنان ان يصليا لنجاح السلام، الازدهاروالاستقرار في المنطقة، كل واحد حسب دينه.
كبادرة طيبة اخرى، ولاجل ضمان هذا التعهد التاريخي، يمكنهما أنيدعوا الزعيم الفلسطيني محمود عباس ان ينضم اليهما لما سيكون حدثاتاريخيا سيفتح حقا عصر السلام والمساواة، وكل شيء سيحصل في جبلالبيت. ستكون هذه يد ممدودة اخرى الى عباس لنرى اذا كان مستعدا حقالسلام عميق.
لقد قال د. علي رشيد النعيمي، رئيس لجنة الداخلية، الخارجية والامنفي مجلس الاتحاد الوطني لاتحاد الامارات مؤخرا ان ولي العهد محمد بنزايد يريد أن يزور القدس بشكل شخصي فيما يسعى الى “سلام شامل“. والسلام الشامل هو سلام يشمل كل جوانب التوافق والمصالحة. لقد أعلنتاتحاد الامارات علنا وعلى الملأ بان لليهود جذور عميقة في المنطقة وانناننتمي الى هنا. هذا اعتراف هام للغاية، وبصفته هذه، يمكن أن يسندبصلاة مشتركة في جبل البيت.
التطبيع هو مفهوم يكرر نفسه في الفترة الاخيرة. احد الامور الشاذةوالمشوهة اكثر من غيره في النزاع في الشرق الاوسط هو رفض حق اليهوديفي الصلاة في جبل البيت. هذا يجب أن يتغير اذا ما كان الاتفاق بين ابناءابراهيم يفترض أن يكون هاما ويحقق السلام والتطبيع.
******