ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم  جلال  البنا – نواة أمل

إسرائيل اليوم– بقلم  جلال  البنا – 1/9/2021

” مبادرة خاصة لمجموعة من الشبان المتعلمين والنشطاء في عكا لبناء حياة مشتركة بين اليهود والعرب تبث أملا في أن هذا ممكن في كل مكان وفي كل زمان ولا سيما في المدن المختلطة “.

جرى الحديث كثيرا في الاشهر الاخيرة، ولا سيما في اعقاب المواجهات إبان حملة حارس  الاسوار عن علاقات اليهود – العرب، وبخاصة عن الحياة المشتركة في المدن المختلطة. الكثيرون من مواطني اسرائيل لا يعرفون علاقات الجيرة بين اليهود والعرب في هذه المدن، وانا لا اكتب هذا من موقف مراقب بل من التجربة، كمن تربى في مدينة مختلطة، عكا، ويعيش منذ اكثر من عقدين في جيرة الباب في الباب مع عائلات يهودية. 

ورغم معرفتي الجيدة للمجتمع اليهودي، اعترف ان في هذه الايام تعلمت درسا جديدا: هذه المرة عن الجيل الشاب. بدأت القصة في الاسبوع الماضي عندما جاءت مجموعة من الشبان اليهود – ستاف، كرمل، عُمري، روني، عدي، سمدار، شنير، عومر، يونتان وهيلا – بعضهم في نهاية خدمتهم العسكرية وبعضهم الاخر سرحوا منها، جاءوا من الشمال، من الوسط ومن الجنوب بهدف استئجار  الشقة التي اخليها هذه الايام في وسط عكا. 

عندما فتحت الباب لهذه المجموعة الكبيرة، دخلوا بادب وكياسة، وفي غضون وقت قصير كنا نجلس معا في الصالون، نحتسي القهوة. بدأوا يروون ان بعضهم جنود، من خارج المدينة، ويأتون للسكن في عكا. وعلى الفور ثارت التداعيات غير اللطيفة من الاشهر الاخيرة، وبخاصة في عكا، وخشيت، وانا اعترف، بان هذه عصبة جاءت “لاستعراض العضلات” و “للاظهار من هو رب البيت”. وسرعان ما فهمت انني اخطأت: هؤلاء شبان طموحون، معنيون بان يسكنوا بالذات في مدينة مختلطة وبالذات في عكا،  انطلاقا من رغبة صادقة للتعرف على الاخر والمساهمة للمجتمع، وليس اقل اهمية: لبناء نواة مدنية من الحياة المشتركة. 

أدفأ لي هذا قلبي. شعرت انهم يتحدثون باسمي، وبعد حديثنا الاول، وحين فهمت انهم يبحثون عن كل عتاد وأثاث يمكنه أن يساعد في اقامة شقتهم، شعرت انني ملزم بان اتقدم بالمساعدة، وهذا ما حصل، وهم، بدورهم، سارعوا الى رد الجميل وعرضوا المساعدة في نقل محتويات شقتي. بثلاثة ايام عملنا معا، كتفا بكتف، الكثير من الاحاديث والكثير من الاقوال عن السياسة وعن الاقتصاد وعن المجتمع. على بعض الاور اتفقنا وعلى اخرى تجادلنا، ولكن دوما انطلاقا من الاحتام المتبادل.

قبل أن ابدأ حياتي المهنية في الاعلام باللغة العبرية، قبل اكثر من عقدين، تربيت في بيت آمن بالحياة المشتركة. اصدقاء  والدي اليهود كانوا جزء من مشهد صباي في البيت وفي العائلة، وفي كل نهاية اسبوع، في كل حدث وفرح. لم يكن اكثر طبيعية من ذلك بالنسبة لي. فنحن نسكن في الجليل، نعمل معا ونعيش معا.

المبادرة الخاصة لمجموعة الشبان المتعلمين والنشطاء، الذين يرون اهمية كبرى في قيمة الحياة المشتركة، دون اي صلة بالايديولوجيا او بالمواقف السياسية، وان كانت لا تزال في بداية طريقها – ولكن توجد لهم رؤيا كبيرة جدا وهامة جدا. هام جدا ان يتلقوا الدعم من اليهود والعرب في عكا، وكذا الدعم من البلدية كي تنجح مبادرتهم في أن تبث الامل في ان الحياة المشتركة ممكنة في كل مكان وفي كل زمان ولا سيما في المدن المختلطة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى