ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم تمار عيلام جيندين – أيام من القمار الايراني

إسرائيل اليوم– بقلم  تمار عيلام جيندين ،  محاضرة في المركز الاكاديمي شاليم وخبيرة في الشؤون الايرانية  – 13/1/2020

الشعب غاضب اكثر من المعتاد، والعالم ايضا لن يصمت مثلما في تشرين الثاني.  ولكن السيناريو الذي كنت اراهن عليه – واتمنى ان يخيب ظني – هو انه مثلما في المظاهرات السابقة فان موجة المظاهرات الحالية ايضا ستقمع في قبضة حديدية، حتى المظاهرات التالية“.

الايام العشرة الاخيرة منذ “القتل الاجرامي للجنرال الحاج قاسم سليماني”  كانت من أكثر الايام عصفا وتشوشا في الساحة الايرانية، مع انباء متجددة بلا توقف. وفور التصفية امتلأت الشبكة بالتنديد به في قنوات معارضي النظام، ومن جانب  مؤيدي النظام – بالتهديدات بانتقام شديد وبـ “التهنئة والتعزية”: التهنئة بارتقائه الى درجة الشهيد، والتعزية بفقدان بطل عظيم.  

كما كانت دراما حول العزاء: فمكان دفنه اصبح مزارا – موقع ذكرى مع شموع ولوحة ذكرى، وتراب مقدس لاخذه الى البيت؛ جنازة فاخرة لما تبقى من جثمانه في مدن مختلفة في العراق وفي ايران، وعشرات القتلى في الجنازة في كرمان، مما ذكّر الناس بجنازة الامام الخميني بجلالته وعظمته.

الكل – داخل ايران وخارجها – تساءل ماذا سيكون الثأر القاسي، وللحظة، في الاعلام على الاقل، بدا ان تصفية سليماني نجحت في توحيد الشعب الايراني حول العلم وان الحرب الاقليمية التي ستأتي في اعقابها ستوحده اكثر فأكثر، وهكذا توقظ حكم الملالي مثلما انقذته الحرب الايرانية العراقية قبل نحو 40 سنة. فالعدو الخارجي هو عامل توحيدي.

اصدقاء سألتهم على الخاص اذا كانوا يتبعون عادات العزاء في  ايام العزاء الثلاثة المعلنة، قالوا “نحن في  عزاء 365 يوم في السنة، دعينا نفرح قليلا الان. وفي قنوات التلغرام لمعارضي النظام قالوا: “ثلاثة ايام عزاء، يا له من فرح! استمتعوا  بالاجازة في الشمال!”.

مع القتلى في الجنازة ومع الطائرة  الاكرانية التي اسقطت بالخطأ في اطار الثـأر الفاتر ضد الولايات المتحدة، أخذ سليماني معه الى عالم الحق اكثر من مئة ايراني، عشرات الكنديين وبضعة بريطانيين وروس كانوا على الطائرة، ولكن لم يصب اي امريكي بأذى. في هذه المرحلة يبدو أنه فتحت نافذة فرص لاسقاط النظام، بينما الملالي في حالة نفسية صعبة (دموع الشيعة ليست دليلا ولكن معروف انه كان حبيب خامينئي)، في حالة عسكرية حساسة، في  وضع سياسي غير سهل في الساحة الدولية.  ولكن لا يزال ليس واضحا اذا كان الشعب سيستغل هذه الحالة كي يسقط النظام.

وعندها جاءت المعالجة الاعلامية – الجماهيرية الفاشلة لاسقاط الطائرة، والشعب –بما في ذلك أولئك الذين شعروا حتى الان بانه حتى وان كانت توجد حريات اساسية ولكن على الاقل يوجد بعض النظام وتوجد يد موجهة – باتوا يشعرون بان الوضع خرج عن السيطرة. واخرج هذا الى الشارع متظاهرين واضح – حتى من شكل لباسهم – بانهم ليسوا متظاهرين “مهنيين”: إذ نرى ملابس ملونة.

والان الملالي في وضع صعب في الداخل ايضا، اما الشعب الذي لم يعد يصدقهم. صحيح أن سليماني اعتبر بطلا  واثار موته الغضب على الولايام المتحدة، ولكن الان سفك دم  ايراني كثير (واجنبي) بسببه ولم يعد هناك بطل من النظام “يصدقه” الشعب ايضا. الشوارع مليئة مرة اخرى بالمتظاهرين، والشعارات ليست فقط ضد النظام (مثلا “يا خامينئي، اخجل واطلق ايران الى الحرية”) بل ايضا ضد سليماني، وفي شريط فيديو حديث يظهر أن معظم الطلاب يرفضا الدوس على اعلام اسرائيل والولايات المتحدة التي رسمت في وسط الدرب في الجامعة ويصرخون على التلة التي يدوسون عليها بانهم “عديمو الشرف”.  

لا زلت أرفض التنبؤ. يحتمل أن تنجح المظاهرات الداخلية هذه المرة، لان النظام مشغول جدا بلعق جراحه في الاسبوع والنصف الاخيرين. الشعب غاضب اكثر من المعتاد، والعالم ايضا لن يصمت مثلما في تشرين الثاني.  ولكن السيناريو الذي كنت اراهن عليه – واتمنى ان يخيب ظني – هو انه مثلما في المظاهرات السابقة فان موجة المظاهرات الحالية ايضا ستقمع في قبضة حديدية، حتى المظاهرات التالية.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى