ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – مرة اخرى يتحدثون باسم العرب

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 22/3/2021

يروج الان وفي الماضي بان العرب، حلفاء اسرائيل، يريدون امورا مختلفة عما يريدونها حقا. هكذا حصل مع السادات حين زعيم انه يؤيد بيرس على بيغن او على نتنياهو لاحقا وهكذا يقال اليوم عن الامارات والاردن وكأنهما غاضبين على نتنياهو“.

في العالم العربي يتابعون باهتمام الهزة السياسية التي تجتازها اسرائيل ويصعب عليهم ان يفهموا الفجوة التي لا تطاق بين الصورة الذاتية لاسرائيل وبين الشلل الذي ألم بساحتها السياسية. ولكن اكثر من اي شيء آخر، بل وربما اكثر من الاسرائيليين أنفسهم، ينتظر الناس في العالم العربي حسما واضحا يؤدي في اعقابه الى اقامة حكومة مستقرة تؤدي مهامها. هذه ليست فقط مصلحة اسرائيلية، بل وايضا مصلحة عموم عربية. ففي الواقع الاقليمي الحالي، بعد أن تبين أن الولايات المتحدة مصممة على ترك المنطقة ولهذا فانها تعمل على المصالحة مع ايران، يحتاج العرب اسرائيل حاجة ماسة كي تقود الصراع ضد التهديد الايراني وضد تحديات اخرى.

مثلما في كل حملة انتخابات في العقود الاخيرة، ثمة من يسعى لجر العالم العربي من موقف المشاهد، الحيادي الى داخل المعمعان السياسي، ووضع الكلام في افواه العرب ونسب مواقف ليست لهم.

هكذا مثلا، زعم انه لا يوجد ما هو حقيقي في اتفاقات السلام بين اسرائيل وبين دول الخليج، السودان والمغرب وأنها لن تصمد بعد تغيير الادارة في الولايات المتحدة. وان العرب لا يريدون السلام مع اسرائيل حقا  بل ير يدون العلاقات الطيبة مع واشنطن، وبين الحين والاخر يجري الحديث ايضا عن ازمات وهمية في علاقات اسرائيل وجيرانها، مثل الشرخ في العلاقات مع اتحاد الامارات العربية، عن إدارة كتف باردة من جانب السعودية، وعن انهيار السلام مع ا لاردن. غير أنه يتبين عمليا ان السلام يواصل الازدهار وان مزيدا من الدول العربية تعتزم الصعود الى عربة السلام.

ادعاء مشابه طرح، بالمناسبة، عشية حملة الانتخابات في 1981 ايضا، عندما نسب للرئيس المصري انور السادات تأييده لمرشح المعراخ شمعون بيرس، بل وزعم ان الرئيس المصري غاضب جدا من مناحين بيغن بعد أن امر هذا بتدمير المفاعل النووي في العراق غداة لقاء اجراه معه، وبذلك احرجه. غير أنه تبين أن السادات ليس فقط لا يشعر بالحرج، بل انه اراد لبيغن ان ينتخب، والذي معه شق طريق السلام، ويرى فيه زعيما مصداقا وقويا يلتزم بكلمته.

هكذا حصل ايضا في انتخابات 1969، حين نسب للحسين ملك الاردن والرئيس المصري حسني مبارك التأييد لشمعون بيرس رجل رؤيا “الشرق الاوسط الجديد”، غير أنهما ايدا بالذات نتنياهو لنفس الاسباب التي اراد فيها الرئيس المصري بيغن في حينه.  يمكن الافتراض، بالمناسبة، ان هكذا هي الامور اليوم ايضا في العالم العربي، الذي يبحث عن شريكا اسرائيليا يمكن الاعتماد عليه ويمكن معه التقدم في خطوات مشتركة ذات تأثير على مستقبل المنطقة كلها.

من المهم إذن ان نسمع رأي حلفاء اسرائيل في العالم العربي ولا سيما عندما يعزى لهم مواقف ليست لهم. ولكن القرار بشأن مستقبل اسرائيل يجب ان يبقى لمواطني اسرائيل – وهم سيتخذونه في التصويت في صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى