ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – في الوقت الذي سعل فيه نصرالله

إسرائيل اليوم بقلم  ايال زيسر – 31/5/2021

ها هنا يلوح التحول: الاسد يأخذ بالانتعاش، بينما نصرالله ملكالشمال بلا جدال في العقد الاخير يجد صعوبة في أن يكمل جملةبين سعال وسعال، وهذا ليس بالضرورة في طالح اسرائيل“.

خرج زعيم حزب الله حسن نصرالله الاسبوع الماضي من الخندق الذييختبيء فيه في الـ 15 سنة الاخيرة كي يهنىء حماس علىانتصارهافيالصراع ضد اسرائيل. لا خوف، فليس مثل نصرالله، الذي احترق بالضرباتالتي تلقتها منظمته في حرب لبنان الثانية، كي يعرف الفرق بين اعلانالنصر وبين الواقع الاليم الذي اكتشفه هو ورجاله في نهاية الحرب اياها فيحي الضاحية او ما تبقى منه. لمثل هذا الواقع ينكشف  الان  زعماء حماسفي  غزة، الذين يخرجون من الخندق ويكتشفون  الدمار والخراب اللذينجلباهما على ابناء شعبهم. وعليه فيخيل أن اكثر مما سعى نصرالله للقفزالى عربة حماس، اراد أن يشرح لمؤيديه لماذا كان حذرا مثلما يحذر من النارمن أن يخرق الهدوء على طول الحدود مع اسرائيل وفضل بالتالي القعودمكتوف اليدين والا يهرع لنجدة حماس ومن أجل القدس والحرم.

لقد اعتبرت لحظات ظهور نصرالله دوماالعرض الافضلفي المدينة. خليطمن الرسائل التي يستمع اليها الجميع انصاتا شديدا، في اسرائيل ايضا،مع قدرة خطابية فاخرة لخطيب كفؤ  وخبير. ولكن كل هذا انهار مع سماعالسعال الاول، الذي تلاه سعال كثير آخر.  وهكذا تحول خطاب النهر الىخطاب السعالوبدلا من الانشغال بتهديدات واعلان النصر لنصرالله، احتلوضعه الصحي معظم العناوين الرئيسة. ينبغي الافتراض أنه لو كان الامرمتعلقا به لتخلى نصرالله عن الخطاب، ولكنه بذلك كان سيعزز الانطباع بانمرة اخرى، مثل مرات عديدة سابقة في السنوات الاخيرة، يخشى نصراللهاسرائيل ويفضل الهرب من  المعركة.

بخلاف حماس، التي غيرت مرات لا تحصى زعماءها، غير مرة بمساعدةنشطة من اسرائيل التي صفت بعضا منهم، فان نصرالله يدير بيد عليا منذقرابة ثلاثة عقود حزب الله كعرض وحيد. مثل كل طاغية شرق اوسطي آخر،حرص على الا يوجد في محيطه خليفة محتمل للتاج. ومن هنا يمكن أن نفهمالتساؤلات التي بدأت تثور في لبنان حول اليوم التالي لنصرالله، الذي حتىلو تأخر فانه لا بد سيأتي.

الرئيس السوري بشار الاسد هو الاخر خرج للاحتفال بالنصر، نصره فيالانتخابات التي اجريت في سوريا في الاسبوع الاخير والتي فاز فيهاباغلبية ملفقة من 95.1 في المئة. ينبغي الافتراض بان الضربات التي تلقتهاحماس على ايدي اسرائيل لم تغطي على فرحة النصر. بعد كل شيء، بشارلم ينسَ ولم يغفر لحماس وقوفها ضده وتأييدها للثوار ضد نظامه في اثناءالحرب في سوريا.

غير أن في انتصار بشار الزائف في الانتخابات يوجد مع ذلك شيء ماحقيقي. فبخلاف كل التوقعات، نجا من الحرب، بقي على كرسيه، وبمسيرةبطيئة، مليئة بالعراقيل والتراجعات ايضا يعيد ترميم مكانته ويعززها منالداخل في سوريا وخارجها. العالم العربي يعود اليه رويدا رويدا، وفيالاسرة الدولية ايضا تسمع منع الان اصوات  في صالح استئناف العلاقاتمع سوريا. من ناحية اسرائيل، يعد هذا بلا شك حاكما مجرما، ولكنه ايضامن حرص على مدى السنين، مثل ابيه قبله، للحفاظ على الهدوء على طولالحدود. ان تعزز قوة الاسد كفيلة بان تعيد التوازن الى الساحة الشمالية حيث يد ايران وحزب الله هي العليا في السنوات الاخيرة. وها هنا يلوحالتحول: الاسد يأخذ بالانتعاش، بينما نصرالله ملك الشمال بلا جدال فيالعقد الاخير يجد صعوبة في أن يكمل جملة بين سعال وسعال، وهذا ليسبالضرورة في طالح اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى