ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – درس هام من حلفائنا العرب

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 27/12/2020

بينما تعيش القوى الراديكالية والحركات الاسلامية في العالم العربي أزمة وجودية فان اسرائيل تسمح لحماس بان تبني تحت عيونها منظومة صواريخ موجهة الى اسرائيل ولا تغير نهجها في أن تبقي حماس في الحكم وستدفع لقاء ذلك ثمنا باهظا“.

في ذروة الشتاء حل على الشرق الاوسط ربيع اسرائيلي. فالمزيد والمزيد من الدول العربية تنضم الى معسكر السلام وتوقع مع اسرائيل اتفاقات سلام وتطبيع. وبذلك تكون ترسم الوجه الجديد للشرق  الاوسط؛ منطقة انتقلت فيها المبادرة الى اسرائيل وحلفائها العرب الذين يصدون بل ويدحرون الى الوراء، بمساعدة البيت الابيض، ايران وباقي شركائها في “محور الشر”، ابتداء من بشار الاسد عبر تنظيم حزب الله، الذين يعيشون اليوم ضائقة وبالتالي فهم في حالة دفاع.

ليس وحده محور الشر الايراني يخفض حاليا مستوى الاهتمام وينتظر المعجزة وربما في واقع الامر التغيير الرئاسي في الولايات المتحدة. القوة الراديكالية والمتطرفة في العالم العربي نفسها هي الاخرى، وعلى رأسها الحركات الاسلامية، تعيش أزمة وجودية. فقد سجلت هذه الحركات نجاحا مدويا في بداية  العقد الماضي عندما نجحت في الامساك بالحكم في الكثير من الدول العربية. ولكن كل هذا اصبح من الماضي. ففي معظم الدول العربية  طردوا من الحكم، اخرجوا عن القانون بل زعماؤهم يمكثون خلف القضبان. لا شك ان الاسلام السياسي فشل إذ لم يكن لديه اي حل يعرضه لمشاكل المنطقة.

في قطاع غزة فقط تواصل حماس الازدهار والتفتح، برعاية وتشجيع اسرائيل. وهذه لا تزال تخطيء في التفكير بان من الافضل لها عنوان واضح في  القطاع، عنوان حماس، على اي بديل آخر. وهكذا، في الوقت الذي في كل باقي ارجاء الشرق الاوسط يطارد حلفاء اسرائيل الحركات الاسلامية ويخرجونها عن القانون، تقوم اسرائيل بالنقيض التام.

وهكذا تكون اسرائيل تفوت الفرصة الكفيلة بان تفلت من ايديها في المستقبل القريب. فهي لا تفكر بشكل ابداعي ومن خارج العلبة، ولا تحاول على الاطلاق احلال تغيير من الاساس للواقع في حدودها الجنوبية مع قطاع غزة. فبعد كل شيء، حماس اضعف من اي وقت مضى، منعزلة سياسيا، بينما اسرائيل تتمتع باسناد ودعم واسعين في العالم العربي، وحتى وقت اخير مضى كان تحت تصرفها ايضا شيك مفتوح لخطوات استراتيجية جريئة من البيت الابيض.

ينبغي أيضا أن نتذكر بان الواقع في القطاع مختلف عن ذاك الذي في الحدود الشمالية. فليس لحماس عمق استراتيجي، وقدرة حلفائها على ان يقدموا لها المساعدة محدودة. وعليه فان لاسرائيل القدرة لان تملي على القطاع سير الامور وذلك بتعاون واسناد من حلفائها العرب، بل وحتى من اجهزة الامن الفلسطينية التي استأنفت مؤخرا فقط التنسيق الامني معها.

من الصعب أن نفهم من اين ينبع النهج الاسرائيلي “اقعد ولا تفعل شيئا” بالنسبة لحماس في غزة. يحتمل أن يكون ينبع من الشلل الذي ألم بالساحة الاسرائيلية، وربما ايضا من جمود التمسك بسياسة كانت صحيحة ربما قبل 10 او 15 سنة عندما استولت حماس على الحكم في القطاع، ولكن منذئذ لم تعدل ولم تكيف مع الواقع المتغير، اذا لم تعمل اسرائيل، ومن الافضل مبكرا من ان يكون متأخرا، على اسقاط حكم حماس او على الاقل تحديد قواعد لعب مريحة اكثر بالنسبة لها، ستبقى الصواريخ تنقط في كل ليلة من القطاع، وقطر وتركيا ستواصلان جني المرابح السياسية، وفضلا عن كل هذا، فان صواريخ حماس لن تصدأ. في يوم من الايام سندفع ثمنا باهظا على أننا سمحنا لحماس، تحت عيوننا المفتوحة، أن تبني دون عراقيل منظومة صواريخ موجهة ضد اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى