إسرائيل اليوم– بقلم أمنون لورد – زمن السيادة
إسرائيل اليوم– بقلم أمنون لورد – 1/7/2020
“ تاريخيا امريكا تقف مع المنتصر، والجريء والمبادر. علينا أن نبادر الان في خطوة الضم بجرأة وامريكا ستقف معنا لاننا سنكون المنتصرين “.
بدأت اعصاب مؤيدي بسط السيادة تثور. فثمة دوما مبررات مقنعة لعدم الاخذ بالمبادرة، ولا سيما المبادرة الجريئة. ولكن في تاريخ اسرائيل كان دوما ثواب ايجابي للخطوات الجريئة؛ اما الترددات والتخوفات فقد أدت الى نتائج سيئة واحيانا الى مصائب.
بالنسبة للفرصة التاريخية التي قد تنقضي، لا مجال للاستطراد في الحديث. فمبرر غانتس–أن نبحث في هذا بعد الكورونا، ليس جيدا. إذ ان لنافذة الفرص اطارين: واحد يبدأ اليوم وينتهي مع حلول تشرين الثاني، موعد الانتخابات في الولايات المتحدة. اما الاطار الثاني، الاوسع، فهو رئاسة ترامب. في نافذة الفرص التاريخية هذه يمكن أن نمرر في خطوة سياسية جريئة فرض القانون الاسرائيلي في بضعة مناطق حيوية غربي نهر الاردن.
لقد سبق أن طرحت كل المبررات مع وضد الخطوة؛ بما في ذلك منفعة الخطوة المحدودة، الخطوة الكبيرة والكاملة، والخطوة الكبيرة ولكن غير الكاملة. قبل كل شيء، توجد أغلبية في الحكومة ولا حاجة لقرار يتجاوز قرار الحكومة. بعض من رجال أزرق أبيض يذكرون بانه كانت قبل الانتخابات جولة في الغور، تحدث فيها بيني غانتس عن بسط السيادة – مع التنسيق وما شابه. هكذا بحيث أنه في المجمل يوجد هنا قول معين. هو لا يوجد في مكان الالوية في الاحتياط ممن يرفضون كل الخطوة احادة الجانب لبسط السيادة في اطار خطة ترامب.
من كثرة الاحاديث التي اصبحت نبشا، يلوح وكأن الحلقة المترنحة في لوحة اللغز هي حلقة الرئيس ترامب نفسه. فالموضوع لا يهمه كثيرا. يوجد له كما هو معروف جدول أعمال مختلف تماما. يتبين أنه خائب الامل ليس فقط من نقص التأييد ليهود الولايات المتحدة، بل وايضا من يهود بلاد اسرائيل. بنظره، الجولان والقدس كانتا هدية. اما الان فهو يتوقع من اسرائيل أن تقر “صفقة القرن” (خطة ترامب)، والتي تتضمن ايضا تنازلات معروفة من جانبها. ولكن اسرائيل تبث رسائل متضاربة ومترددة، وذات الاشخاص الذين ترددوا على البيت الابيض، احيانا بنية تجاوز حكومة اسرائيل، يبثون بالاجمال معارضة لكل الخطوة.
هنا ينبغي أن تأتي الجرأة، المبادرة والتصميم في وجه الرسائل الغامضة من البيت الابيض ايضا. لقد وقفت الولايات المتحدة في الماضي الى جانب المنتصر؛ وهي لا تحب المهزومين. نقلت رسالة مترددة، متلعثمة وعمليا سلبية عشية حرب الايام الستة. وفي اللحظة التي ظهرت فيها اسرائيل كمنتصرة بدأت انعطافة تاريخية في موقف الولايات المتحدة من اسرائيل. هكذا ايضا في حرب يوم الغفران. المؤسسة الامنية، ولا سيما المتقاعدة، تبث مخاوف وترددات. مثلما عشية اندلاع حرب يوم الغفران. لقد كانت الولايات المتحدة ستهجرنا لو لم نكن ننجح في قلب جرة الحرب رأسا على عقب وتحقيق النصر في ميدان المعركة. اما اليوم ومع انه لا يدور الحديث عن استعداد عسكري، فان خطوة بسط السيادة في الغور وفي اثنتين – ثلاثة كتل استيطانية هي انعطافة في المعركة السياسية؛ وهي ستبث ثقة بالذات واستعراضا للقوة. وهذا هو المهم، وليس المخاوف في أن تشكل الخطوة استفزازا.
في كانون الثاني 2021 قد يصعد رئيس جديد. اذا حصل هذا فستكون هذه ادارة ديمقراطية لا تعمل وفقا “للمصلحة القومية” التي تملي استثمارا في المنتصر؛ بل ادارة تعمل وفقا لـ “القيم” كما تفهمها. وهذه لن تكون قيم الديمقراطية ولباب الفكرة الامريكية التاريخية، بل شيء ما جديد تماما يمكن القول عنه بيقين امرا واحدا فقط: هو لن يكون وديا لاسرائيل.



