إسرائيل اليوم– بقلم أمجد طه – بين الكويت وتونس ، اللاسامية مزدوجةالاخلاق في ذروتها
إسرائيل اليوم– بقلم أمجد طه ، صحافي عربي – بريطاني يسكن في البحرينصاحب كتاب “خدعة الربيع العربي“ ، خبير في العلاقات الدولية ومقرب منموظفي الحكم في بلاد سكنه – 27/1/2021
“ محظور أن تكون ذرة تسامح تجاه واعظين وزعماء متطرفين يختارونمحاولة اخافتنا او تهديدنا عندما ندفع الارتباط الى الامام. سنقود الازدهارمعا الى الامام مع دولة اسرائيل اليهودية، ضد كل العنصريين. هذه هيالبشرى والتغيير الذي جاءت بهما اتفاقات ابراهيم “.
توجد اللاسامية في ميل توسع دائم في اجزاء من العالم العربي. منالتصريحات الاخيرة للرئيس التونسي الذي اتهم الاضطراب في الدولة واعادهالى “اليهود السراقين” وحتى الواعظ الكبير في الكويت عثمان الخميس الذيوصف اليهود بـ “الخنازير وعديمي الايمان” وادعى بانه يجب الابتعاد عنهم. كما انه شجب العمل على اقامة المركز متعدد الاديان في اتحاد الاماراتحيث ستكون فيه جنبا الى جنب كنيسة، مسجد وكنيس ووصف الخطة بانها“خيانة“.
لم يكتفِ الخميس بذلك بل وأعرب عن الصدمة من وضع ما اسماه “التوراةالمشوهة” الى جانب القرآن. وفي الشريط المسجل الذي رفعه الى قناة يو تبوبالعامة خاصته (يوم 23 كانون الاول 2020) ادعى: “اليهود – الذين حولهم اللهالى قردة وخنازير – ماتوا ولم تعد لهم قائمة“، فيما اعطى حياة جديدة لادعاءاتلاسامية قديمة.
سؤال مركزي واحد ينشأ عن ذلك وهو كيف تسمح دول كالكويت – تعتبر دولة ذات سيادة دستورية مع ساحة سياسية شبه ديمقراطية – وتمنحللباحث عثمان الخميس منصة لمهاجمة الشعب اليهودي واتفاقات ابراهيمبشكل فظ واستخفافي كهذا وبلغة لاسامية؟ وذلك في الوقت الذي تواصلالدولة ذاتها تماما الاستعانة بخدمات الاف رجال الجيش والمقاولينالامريكيين الذي الكثير منهم يهود.
يمكن للاسامية أن تجد تعبيرها بطرق عديدة، ابتداء من تعابيرالكراهية او التمييز تجاه اليهود الافراد وحتى الاعتداءات المنظمة لجموع اوقوى سياسية على جاليات يهودية كاملة. الى هناك يسعى خطاب رجل الدينالكويتي عثمان الخميس. لقد رأى الشعب اليهودي وشهد لاسامية من هذاالنوع ومن أنواع اخرى مرات عديدة. وجاءت اتفاقات ابراهيم في محاولةلتغيير هذا الوضع. من أجل تحقيق عدل حقيقي محظور الصمت علىتصريحات مناهضة لليهود لراديكاليين مثل رجل الدين المتطرف من الكويت.
التهمة الاولى التي طرحت ضد اليهود في القرن الثاني (ادعاءاتكاذبة اتهمت اليهود بموت يسوع) تواصل بفريات الدم، الاعتداءات الجماعية،نشر الوثيقة الزائفة التي تسمى بشكل عام “بروتوكولات حكومات صهيون” وفي المحاولة النازية لتنفيذ ما سمي “الحل النهائي“.
يحاول الرئيس التونسي مواصلة الخط حيث يتهم اليهود بالمسؤولية عنالاضطراب السياسي في البلاد، وهو امر بعيد عن أن يكون صحيحا. الرئيس التونسي، قيس سعيد، هو حليف الاخوان المسلمين. واللاساميةليست غريبة عليه وهو يخلطها بلا اسرائيلية قوية. في اثناء حملته الانتخابيةادعى بان الدول التي تسعى الى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل تخون الاسلامباشد الاشكال.
هو ليس وحده. رغم انه واضح جدا أين بدأت الكورونا (في الصين)،فان كارهي شعب اسرائيل في ايران، في غزة وفي اليمن وجدوا السبيللاتهام اليهود ودولة اسرائيل باندلاع الوباء. وفي العالم العربي ايضا ينبغيأن يفهموا بان الرسالة الصحيحة في هذا الوقت هي الوحدة الحيوية لكلالشعوب. محظور أن تكون ذرة تسامح تجاه واعظين وزعماء متطرفينيختارون محاولة اخافتنا او تهديدنا عندما ندفع الارتباط الى الامام. سنقودالازدهار معا الى الامام مع دولة اسرائيل اليهودية، ضد كل العنصريين. هذههي البشرى والتغيير الذي جاءت بهما اتفاقات ابراهيم.