إسرائيل اليوم – بقلم آفي دبوش – حملة التطعيمات لن تستكمل بدون غزة
إسرائيل اليوم – بقلم آفي دبوش – 22/12/2020
“ اسرائيل والضفة وغزة هي كيان وبائي واحد ولن ننجح في التخلص من الوباء طالما بقي القطاع بالذات والضفة ايضا بلا تطعيمات أو اذا تأخرت التطعيمات عليهم “.
من سديروت يمكن أن يرى المرء جيدا جارنا من الغرب، قطاع غزة. لا حاجة لنظريات معقدة كي نفهم انه في خانيونس يعطس غزي في السوق، فنشعر بالجراثيم عندنا ايضا. مدير عام وزارة الصحة السابق، موشيه بار سيمان توف قال في الكنيست في بداية أزمة الكورونا ان “الضفة الغربية، قطاع غزة واسرائيل هي وحدة وبائية واحدة”.
اذا كان بار سيمان توف محقا فاننا وضعنا جميعنا يبعث على قلق حقيقي.فالاصابة في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة وفي غزة ارتفعت في الاسابيع الاخيرة. وقفز معدل الفحوصات الايجاية الى 30 في المئة. ويبلغ عدد فحوصات الكورونا التي تجرى في الضفة وفي قطاع غزة نحو 2.500 فحص في اليوم. ونسبة الفحوصات حسب المواطن هناك تبلغ نحو 12 فحص لكل 100 مواطن. ولغرض المقارنة، اجري في اسرائيل اكثر من 58 فحصا لكل 100 مواطن. خمسة اضعاف تقريبا. اما القدرة على معالجة مرضى الكورونا فادنى بكثير، ولا سيما في غزة. ثمة هناك اقل من 200 جهاز تنفس، معظمها قيد الاستخدام. في اسرائيل توجد الاف الاجهزة، المعطلة، بلا استخدام والاف اجهزة اخرى تشق طريقها الى ذلك في ما يعتبر قصور استثمار زائد سيضيع هباء.
اذا كان يوجد هنا أمل في أن الحديث يدور عن السطر الاخير في أزمة الكورونا، وان حملة التطعيمات التي بدأت ستؤدي الى العودة الى الحياة الطبيعية في محيط الفصح، ففي مناطق السلطة يختلف الوضع. والسبب بسيط: صحيح حتى هذه اللحظة، لم تشتري السلطات في رام الله وفي غزة التطعيمات، وبينما توجد حالات جس نبض لشراء التطعيمات من قبل وزارة الصحة للسلطة الفلسطينية في الضفة، فان الوضع في غزة أخطر بكثير.
ويعد هذا خطرا فوريا علينا جميعا. سواء في المساهمة في انتشار الوباء أم في خطر الانهيار الانساني في غزة. في القطاع الاكثر اكتظاظا في العالم تحطم ارقام قياسية في البطالة تصل منذ الان الى 70 في المئة. يمكن للوباء أن يأتي الينا فيجلب مشكلة أمنية وسياسية على نطاقات لم نشهدها من قبل. ولا يمكن للحل أن يكون مواصلة تشديد الاغلاق، مثلما تبين معطيات منظمة “غيشا”، والتي تظهر ان الخروج من غزة في تشرين الثاني الماضي هبط بـ 69 في المئة مقارنة بشهر تشرين الثاني من العام الماضي.
ان سياسة الحصار على غزة، التي تتواصل منذ 2007 تجعلنا مسؤولين عن مصيرنا ومصيرهم. والسلبية الاخلاقية حيال غزة لا تكفي. يجب أن يكون تدخل صارم كي نسمح بمعالجة طبية، وبالاساس تطعيمات. وسواء بشكل مباشر، من جانبنا أم من خلال دول وسطى. اسرائيل تنقل الى غزة دولارات من قطر. جدير وملح أكثر من ذلك نقل اجهزة تنفس، عتاد ومستلزمات للطواقم الطبية وبالاساس: ملايين التطعيمات. السكان في غزة، نصفهم اطفال دون سن 18، لن يصمدوا دون مساعدة. وسرعان ما نتلقى نحن أثر هذا هنا.
ليس هذا وجع رأس اسرائيلي فقط. في العالم يوجد فوارق شاسعة بين الدول، تنكشف بشكل صادم في الازمة الحالية. والدول الفقيرة السبعين في العالم لم تنجح في شراء التطعيم لمعظم سكانها حتى نهاية 2021.بمعنى أنه بينما يوجد لاسرائيل ولدول اخرى قائد كبير من التطعيمات للفرد للاشهر القادمة، ثمة من لن يرى تطعيما واحدا لسنة الى الامام.
في كل ما يتعلق بغزة وبالضفة ليس هذا أمرا أخلاقيا فقط. هذا فهم في أننا كلنا نسيج وبائي واحد في المنطقة وهي مصلحة عليا للاسرائيلية وللاسرائيليين.