ترجمات عبرية

 إسرائيل  اليوم – بقلم  آفي  برئيلي  – خطر جديد : كثرة الاولاد

إسرائيل  اليوم – بقلم  آفي  برئيلي  – 1/8/2021

” الصراع على الديمغرافية على البلاد لم ينتهِ وهو متعلق بالولادة الى جانب الهجرة اليهودية الى البلاد والتقليص الاقصى لهجرة غير اليهود اليها”.

نحن نشهد مؤخرا موجة تحذير من كثرة السكان في اسرائيل. يقال لنا انه مكتظ هنا اكثر مما ينبغي وسنكون حريديم اكثر مما ينبغي وربما يهودا اكثر مما ينبغي. اطفال  صاخبون في ساعات الراحة وسيارات عائلية تسد الطرقات. 

في العقود السابقة دار في البلاد جدال معاكس، حول انذارات من فقدان قريب للاغلبية اليهودية. وقد اعتمدت على الاخفاقات مثل الاحصاء المزدوج للعرب في شرقي القدس (مرة كسكان اسرائيل ومرة كسكان المناطق) وتجاهل الهجرة العربية المكثفة من البلاد. واضيف  الى ذلك تقليص ساحق في هجرة اليهود من البلاد، ارتفاع كبير في التكاثر الطبيعي لليهود من كل الطبقات الاجتماعية والثقافية (باستثناء الحريديم، الذين تباطـأ تكاثرهم قليلا) وهبوط ثابت في التكاثر الطبيعي العربي في اسرائيل وفي المناطق. من كل هذه الظواهر، فان التقلص في الهجرة المضادة والارتفاع في التكاثر الطبيعي لليهود هما اللذان يقضان مضاجع الكُتّاب في الصحيفة الصهيونية سابقا “هآرتس”. احدهم، عوفر ايلاني،  بالغ ودعا الى استئناف “زخم” الهجرة المضادة من البلاد والى “تصدير” اليهود، لتحسين المجتمعات في بلدان الهجرة. وهو قلق من حقيقة أن اسرائيل موضع جذب للمهاجرين (ليس بقدر كاف) وللاسرائيليين وفقا للتقلص في الهجرة المضادة وعودة الاسرائيليين الى البلاد. 

نوعاما شورك ورام فورمن يهاجمان التكاثر الطبيعي اليهودي. هي من الناحية البيئية وهو من ناحية الكراهية اللاذعة للحريديم. كل هذه الهجمات سخيفة ومثيرة للشفقة: فالناس لن يقرروا الهجرة او الانجاب وفقا لاعتبارات ايلاني، شورك وفورمن. كما لن ينجح السوط تقليص الدعم للاولاد. لقد تعاظمت اسرائيل اقتصاديا بينما سياسة الرفاه لديها صغيرة جدا. وعليه فان الجمهور في البلاد لن يسمح بمس كبير بالدعم للاولاد. تقليصات وزير المالية نتنياهو اتيحت في ساعة ازمة اقتصادية، وهي ايضا اثرت بشكل طفيف. في النظام الديمقراطي، بخلاف الطغيان مثل الصين، فان تأثير الحكومة على الانجاب هامشي. 

في بداية الدولة مثلا، لم تنجح الدولة في اقناع الاشكناز بزيادة عدد العائلات، او الشرقيين بتقليصها. مثال آخر: الهبوط الديمغرافي الكاسح الذي تشهده اوروبا الان، لدرجة الازمة الاجتماعية – الاقتصادية والثقافية تجرب رغم سياسة رفاه سخية للغاية. 

حجة الاكتظاظ تبدو جديدة، ولكن عمليا توجد لها “لحية تاريخية” طويلة من الاخفاقات بالتوقعات وسوء فهم بان تكاثر البشر هو مقدر هام. الادعاءات البيئية مصدرها تحذيرات الديمغرافي طوماس مالتوس في نهاية القرن الثامن عشر التي تقول ان الزيادة السكانية ستحدث مجاعة وازمة اقتصادية نهايتهما تقليص مجدد للسكان. قيد البريطانيونهجرة الضائقة الاشكنازية الى البلاد بحجة عدم القدرة الاقتصادية على استيعاب الملايين. ونسخت ادعاءاتُهم في المؤسسة الاسرائيلية في الخمسينيات وعادت في مواقف المعارضين للهجرة غير المحدودة، مقابل المؤيدين لها برئاسة دافيد بن غوريون وغولدا مائير. 

المعارضون في حينه لا يختلفون جوهرا في ادعاءاتهم عن المحذرين اليوم، ولا يقلون عنهم بالعمى التاريخي. لقد ضرب الشعب اليهود ديمغرفيا بشدة. هذا حصل منذ وقت غير بعيد. والان فقط بدأ ينتعش. الصراع مع العرب على سيطرتنا في البلاد لم  ينته وهو متعلق بالولادة، الى جانب الهجرة وتقليص اقصى لهجرة غير اليهود الى البلاد. صحيح، لا يمكن أن نعرف كيف تؤثر اعتبارات جماعية كهذه على قرارات الولادة لدى العائلات. معقول ان يكون التفاؤل والحيوية العامة يؤثران اكثر. ويحتمل ان يكون هذا هو هدف المحذرين على انواعهم: تكدير السماء لاجل الردع عن انجاب الاطفال الى العالم. 

يجب الاعتراض على هذه التخويفات. فالسبيل الى الخروج من الاكتظاظ هو الاستيطان المديني المركز والعالي (وليس القروي إذ هنا مؤيدو البيئة محقون) خارج كتلة تل ابيب. الزيادة يجب توجيهها الى متروبولين بئر السبع، العفولة والى بيسان، في نهاية الطريق السريع من الخضيرة وحريش؛ الى بناء مكثف  متجدد لمعاليه افرايم في الغور، في نهاية طريق 5 من راس العين؛ والى مدينة جديدة في جنوب الغور، في نهاية طريق 1. وليس اقل اهمية  – التوسيع الكبير لكتسرين، ارئيل ومعاليه ادوميم اللواتي وضعها مخيف ويحتاج الى علاج سريع.

مركز الناطور للدراسات والابحاث whatsapp 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى