ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم آفي بار- ايلي – إسرائيل .. بين الاتحاد ضد نتنياهو والتخوف من جولة انتخابات خامسة

إسرائيل اليوم  –  بقلم  آفي بار- ايلي –   2/5/2021

يلوح أن نتنياهو يخسر في معركته ضد من ينهضون عليه لخلافته. تغلب في أربع معارك انتخابية ، نسبياً، بشكل غير متوقع وعظيم المعنى، على تهمة الرشوة التي ألصقتها به النيابة العامة. بقي ناخبوه مخلصون في معظمهم، والإهانات السخيفة التي وجهت لهم لم تشوش في عيونهم إفساد النيابة العامة وتسيسها. ولكن لم ينجح نتنياهو في جلب ناخبين كثيرين له إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرابعة التي في سلسلة أزمتنا السياسية. بعض من ناخبيه تعبوا على ما يبدو، والاتهامات تسللت إلى وعينا. فزعم ظاهراً أنه “نزيحه فقط وكل شيء يتدبر”. ولهذا فليس له ما يكفي من القوة الآن ليحطم مقاومة الساعين للحلول محله.

الحكومة التي تتشكل الآن بين لبيد، وليبرمان، وبينيت، وساعر إلى جانب غانتس، واليسار والعرب، تنبع من سيطرة نتنياهو رغم عدم قدرته على تشكيل حكومة. هؤلاء الشركاء خصوم، كل غير قادر وحده على أن يخلق حزباً حاكماً بدل الليكود برئاسة نتنياهو. وعليه، فبلا مفر، ورغم المنافسة الشديدة السائدة والتي ستبقى تسود بينهم، فلعلهم ينجحون في “الاتحاد” ضده.

تساعدهم اتهامات النيابة العامة على “الاتحاد” ضد نتنياهو، الذي من السهل أن يعزى له شخصياً (وليس للنيابة العامة كما تستحق) الأزمة السياسية. ولكن الاتهامات نفسها ليست السبب الحقيقي لهذا الائتلاف الغريب، بل الطموح والإحباط الذي يبعثه ظل نتنياهو عليهم. الاتهامات لم تمنع ساعر مثلاً من أن يعرض نفسه لثقة الجمهور ثلاث مرات في قائمة الليكود بقيادة نتنياه، ولم تمنع بينيت من الارتباط بـ “كتلة اليمين” التي أقامها نتنياهو، ولم تمنع ليبرمان من التفاوض على الانضمام لحكومة نتنياهو في 2019. ولبيد “طاهر اليدين”، زعماً، فقط لأنه لم يتم التحقيق في علاقاته المشكوك بها مع موزيس (في قضية “إسرائيل اليوم”). ولكن هذه العلاقات تشكلت بصدمته المسرحية من “المتهم”، إذ إن الحديث يدور عن العلاقة السياسية – الإعلامية ذاتها.

لا يوجد لأي من مقيمي الحكومة المتشكلة وزن شخصي أو قوة حزبية – برلمانية كافية. ولهذا فهم ملزمون بالاتحاد. ليس لهم أي خطة عمل مشتركة باستثناء “فقط لا بيبي”. ولهذا، فإن الائتلاف يعاني من أساسه من نقص الشرعية ونقص الاستقرار. لا يوجد حزب حاكم يحمله ولا يوجد مضمون سياسي يجمعه، باستثناء رعب مشترك من انتخابات مبكرة. والقوة التي ترص صفوفهم والمتمثلية برعب كهذا، محدودة، لأن الانتخابات ستعرض رئيس الوزراء المرشح بينيت وحليفه ساعر للخطر. رئيس وزراء يعرف أن انتخابات مبكرة ستصفيه، هو رئيس وزراء قابل للابتزاز وستكون حكومته ضعيفة، مآلها أن تصطدم بكل حجر في طريقها ويسيطر عليها الشركاء أو تتفكك من الداخل.

وعليه، فإن الحكومة التي تقام الآن تسير على الطريق التكافؤي لحكومة نتنياهو – غانتس. لا يوجد فيها حزب حاكم، أو زعيم يؤيده الجمهور الغفير، أو برنامج سياسي صغير ومفاهيم مشتركة ترد بقوتها مثلاً على التطورات الخطيرة من جبهة الولايات المتحدة – ايران. كل هذه النواقص تستدعي بينيت – لبيد أن يعمدا إلى الإحباطات المتبادلة، وستكون دركاً أسفل غير مسبوق في تدهور طريقة الانتخابات النسبية والهدامة لدينا.

إن ظاهرة التعطيل المتبادل معروفة لنا منذ حكومات الوحدة في 1984 – 1990، والتي كانت “البلاستر” الأولى التي ألصقت على طريقة الانتخابات. وكانت الانتخابات الشخصية لرئاسة الوزراء “البلاستر” الثانية التي ألصقتها على طريقة الانتخابات الفاشلة الأحزاب التي بادرت إليها. وهذا يفاقم تحطم الساحة السياسية والصعوبة في إنتاج حزب حاكم يدير شؤوننا.

حكومة نتنياهو – غانتس “البلاستر” الثالثة كانت حكومة ذات أداء دون. فقد نجحت في التصدي لكورونا فقط بفضل كفاءات نتنياهو الاستراتيجية الاستثنائية. لم يساعده مبناها، على أقل تقدير. وهذه التي تقام الآن ستكون أسوأ منها.

نعيش إذن تآكلاً خطيراً جداً في قدرة حكم الحكومات التي ننتخبها. الرسمية الإسرائيلية تتضعضع، عقب طريقة الانتخابات المتطرفة، التي كفت بالتدريج عن خلق حزب حاكم، وعقب التسييس الذي يفسد النيابة العامة ومحكمة العدل العليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى